الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وردة الروح

بسام الهلسه

2007 / 10 / 30
الادب والفن


متى يستريحُ القلبُ: إمَّا مجاوزٌ
بحربٍ، وإما نازِحٌ يتذكَّرُ؟ {
"مجاهد وشاعر عربي قديم"
* * *
إلى ذكرى غالب هلسا
* * *
- منـذ كــم لــم أرك؟
منـذ غطى الغمامُ الشآمَ
وصاح "بِروسِ العلالي"
حمــامُ الكــــرك
- منـذ كــم لـم أرك؟
* * *
دمعةٌ.. دمعتانْ
وعيونٌ رَوَانْ
تبطئ الأرض دورتها..
ينحني القمران
وعلى شجر القلب يغفو اليمام
صِحتُ: من ذا يمر بموكبه مسرعاً،
موصلاً مأدبا بالشآم؟
- هل تراه تأخر عن موعدٍ؟
أم تَعجَّل رحلته الآخرة،
أم تذكَّر "ماعينَ" فإنْسل يسألُها المعذره
ليحدثها عن بلاد مضيعةٍ...
عن فتى طاف خلف رؤاه
أنكرته المدائن واحدة بعد أخرى
وأنكرها ثم عادْ
باحثاً: في حنايا البيوت القديمة،
عمَّا تبقَّى من الصبواتِ،
وعما تبقى من الجمر تحت الرمادْ
فتعاتبه..
وتوسده حِجْرها..
وتغني له: "رِيْدَها.. رِيْدَها"
وينام
* * *
كان يغرقُ في الصمت إذ يتخيَّل
يَنْحَلُّ في سنواتِ صباهْ
ثم يمضي وحيداً كما جاء
مختفياً في الظلامْ
* * *
سنواتٌ مضت..
كنتُ ألقاه في البيت،
أو في المجلة،
أو مكتب الإتحادْ
هادئاً، مُوغلاً في الحياهْ
وعميقاً كما الصبر،
لم يُثنِهِ السجنُ والنَفيُ،
لم تسلبِ الدربُ منه خطاه
وأحاورهُ..
أستفزُّ شهيتهُ للكلام
فتضيءُ الطفولةُ فيه..
يَقُصُّ حكاياه:
عن وطنٍ يشتهي أن يناديه: أُمَّـااااااااااااه
عن كاتب لم يُضِعْ وجهه في الزحام...
لم يَخُنْ قلبَه ورؤاه
* * *
أذكرُ الآن قهوَتَه..
ورواياتِه في الزوايا...
والسعالُ الذي يشرخُ الصدر،
أذكرُ منزله المتناثر تملؤه الأدويه
شغلته السياسةُ، والقلقُ المعرفيُّ
وعبءُ الأسئله
وإشتباكُ القوى والرؤى
في مدى المرحله
: إذ فلسطينُ تكتبُ للثورةِ العربية عنوانها
والخطى المقبله
والكفاحُ المسلح قابلةً..
آهِ من قابله!!
* * *
شغلتهُ السياسةُ..
أذكره الآن كهلاً فتيَّاً
يؤرِّقهُ المتماثِلُ
يفتنهُ الاحتدامْ
والصراعُ الذي يلِدُ العنفوانْ
كان ممتلئاً بالمكان
يستعيدُ تفاصيله وخباياه
في كل آن
يتفتَّحُ في الذاكرة!!
قال يوماً –ونحن بمصيافَ-
: اشتاقُ للقاهره
للعيونِ التي خبأتني..
لمقاهي الحوار
لجدال اليسار
لاختلاطِ الدُّجى بالنهار
ولبيروتَ وقت الحصار...
لوجوهٍ ببغدادَ أعرفُها..
تتهجى لدِجلةَ سيرتها الآتيه
لأصابعَ تمنحني الحُب،
لإمرأةٍ حانيه
و"لماعينَ" في الليل،
والقدسُ تومئُ أضواؤها الداميه
قلتُ: هل ستعودَ إليها..؟
فتناول سيجارة وتوارى وراء الدخانْ
وترقرقَ كالساقيه!
وَنَدَتْ في الصمتِ آآآآآآه..
* * *
سنواتٌ مضت...
نَحَبتْ فرسٌ في الفلاه
جاوبتها جبالُ الشَّراه
دارتِ الأرضُ دورتها..
إرتحلَ القمرانْ
رقدَ القلبُ من تعبٍ وإشتياقٍ..
غفت مُقلتانْ
وهوت دمعتانْ
قلتُ هذا صديقي...
ألُمُّ بقاياهُ،
أكتبُ مرثيتي فيهِ،
أجمَعُهُ...
وأشيِّعُ حزني عليه صلاه
وأعللُ نفسي... أُحدثها...
عن نشيدٍ سيأتي..
وعن وردةٍ...
تتغلغلُ في الروح
تُطلِقُها..
ثم تعلـو
وتعلـــو
وتعلــــو
لتغمِــرَنــا بــالحيــاه

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي