الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف أصبحت الإمارات رمزا للتسامح ؟

عصام عبدالله

2007 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


في أقل من شهر واحد يشيد الإعلام الأمريكي بتسامح دولة الامارات العربية المتحدة، فقد ذكرت صحيفة "نيويورك صن" الأمريكية أمس أن الإمارات أثبتت أنها أكثر تسامحا مع اليهود من مصر والأردن وموريتانيا وهي الدول التي لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

جاء ذلك في إطار تغطيتها لمهرجان للمفكرين والمثقفين نظمته إمارة دبي مؤخرا لمدة أربعة أيام وأنهي أعماله يوم الأربعاء الماضي واستهدف تعريف شباب الإمارات بأفضل العقول العالمية.

شارك في المهرجان 100 من كبار الشخصيات في العالم و16 من الحاصلين علي جائزة نوبل، بينهم عدد كبير من اليهود أبرزهم "ماريون ويزل" مديرة مؤسسة "ايلي ويزل الإنسانية" التي تحمل اسم الحاصل علي جائزة نوبل للسلام عام 1986، والذي انتقد بشدة حزب الله أثناء الحرب اللبنانية الأخيرة وشكك في التوجهات الفلسطينية نحو السلام، ورفض استخدام مصطلح الاحتلال الإسرائيلي لوصف إخضاعها للأراضي الفلسطينية. يذكر أن ماريون زوج ايلي ويزل.

وأشارت الصحيفة إلي دهشة الضيوف من الاستقبال الحار من قبل وزير التعليم العالي الإماراتي الشيخ "نهيان مبارك آل نهيان" مشيرة إلي أن"ماريون ويزل" جلست إلى جواره على المائدة نفسها في العشاء الختامي للمهرجان.

وفي شهر سبتمبر الماضي، أشاد تقرير الحرية الدينية الأمريكي بالتسامح الديني السائد في دولة الإمارات العربية المتحدة، مثمناً دور مركز شؤون الإعلام لنائب رئيس مجلس الوزراء في دعم وترسيخ ونشر ثقافة التسامح من خلال أنشطته وفعالياته التي شاركت فيها قيادات دينية مسيحية عالمية، بينما اتهم التقرير كل من مصر والعراق وإيران بتراجع الحريات الدينية خلال العامين 2006 – 2007 ، ورأي أن العنف في العراق سبب أساسي لتراجع تلك الحريات هناك.

وأبرز الإعلام الامريكي أيضا التطورات الإيجابية والتحسينات على مستوى حرية الأديان، وأنشطة مركز شؤون الإعلام وأثرها الفاعل في إشاعة روح المودة والحوار بين الأديان وفي توطيد التعايش الإنساني، خاصة ندوة "خليفة وثقافة التسامح" التي تحدث فيها الراعي البابوي الدكتور باول هندر، ممثل الفاتيكان في الخليج العربي وأسقف كاتدرائية القديس يوسف الكاثوليكية والذي أكد في محاضرته إن دولة الإمارات العربية المتحدة مستمرة في توفير الظروف التي تمكّن الناس مـن ذوي النوايا الطيبة من العيش معاً والتعبير عن عقائدهم برفق متبادل لخير الجميع، كما أنها تقوم بتعزيز التفاهم بين الشعوب في هذا العصر الذي يتسم بكثير من سوء الفهم، مما يسهم في تحقيق السلام والعدل بين شعوب العالم .

والواقع ان دستور دولة الإمارات ينص على حرية الدين طبقا للتقاليد المتبعة، رغم أن الدستور الاتحادي ينص على أن الإسلام هو الديانة الرسمية للإمارات السبع. ووفقا للتعداد الأول للدولة في 2001 فإنه من العدد الإجمالي للسكان الذي يصل إلى 4.04 مليون نسمة توجد نسبة 76 % من المسلمين، و 9 % من المسيحيين، و 15 % من الديانات الأخرى. وتوجد مجموعة صغيرة من السكان المقيمين عددهم غير معروف من اليهود، ولا توجد أية نوازع أو تصريحات معادية للسامية.

والمفارقة هي أن معظم دساتير دول منطقة الشرق الأوسط، مثلها مثل دستور دولة الإمارات، تنص علي حرية الدين والمعتقد، بل وتقر المساواة بين جميع المواطنين أمام القانون، بصرف النظر عن اللون أو الدين أو الجنس .

بيد أن هناك فارق كبير بين النص والواقع، فقد يتضمن الدستور وهو أسمى القوانين وأعلاها شأنا نصوصا عن المساواة والحرية واحترام حقوق كل الأفراد، ثم يكشف لنا الواقع والتطبيق عن انتهاك هذه النصوص الدستورية وبالتالي يتأكد الانفصال بين الواقع ونصوص القانون.

ان نجاح نصوص القانون تقاس دائما بمدى أثرها وتعبيرها عن الواقع، فكيف يمكن لهذه النصوص أن تحقق الإنصاف والمساواة في ظل انتهاك شبه يومي في الواقع المعاش في معظم دول منطقة الشرق الأوسط، فيحدث الفصل بين النص والواقع.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع