الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسعون عامًا على ثورة اكتوبر المجيدة

عايدة حوراني نصرالله

2007 / 10 / 30
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ألم يشرب أحدٌ من نهدي . . ويقطف ما فاض من وردي

هذه الأيام، من المفروض أن تحتفل القوى العاملة والشعوب المقهورة بثورة أكتوبر. هذه الثورة التي غيّرت الكثير من المفاهيم، ووضعت الانسان في مركز الحدث. هنالك من سُرّ بالانهيار العظيم وتفكك الاتحاد السوفييتي الى دويلات، تنهشها المافيا، والسوق السوداء، دون رقيب أو رادع.
طبّلت وزمّرت الشرائح التي استفادت من الانهيار، ونشرت عنفوانها وسيطرتها في غياب السلطة. وعلى حساب الضعفاء جنى الكثيرون الأرباح من سوق سوداء، وتجارة رقيق النساء، بعدما كانت المرأة الروسية تنعم بالمساواة والحق في العلم والعمل. فرائدة الفضاء فلنتينا تريشكوفا التي أعطاها النظام الفرصة، كانت أول امرأة تطأ الفضاء الجوي. أتحدث اليوم عن تاريخ مضى، عن تاريخ وضّاء لشعوب كانت مغلوية ومقهورة، ترزح تحت نير الغرب والسوبرمان المتعلم والمتفنن، الذي دمّر بنيتها الجغرافية والاقتصادية، فإفريقيا التي كانت تنعم بالأدغال "عام الفيل – ولادة الرسول صلعم" والثروة الحيوانية من أفاع وأسود ونمور وفيلة، التي سرقها الأبيض وزيّن بها مدنه في حدائق للحيوانات.
أما الأشجار الوارفة الظلال، التي كانت تحفظ رطوبة الأرض، وتنبت القمح والقطن "رحلة الصيف ورحلة الشتاء" (من شمال إفريقيا – سوق عكاظ) قد قطعها الأبيض وسخّرها لصناعة القطارات البخارية، والوقود والطاقة، وأصبحت إفريقيا السوداء الغنية الثرية بمواردها الطبيعية والحيوانية تفتقر الى حبة قمح في رواندا، واثيوبيا، الحرب في السودان بين الشمال والجنوب، السودان الحبيب، سودان "أوبرا عايدة" التي وقع في حُبّها قائد وادي النيل ووقعت أسيرة تلك الحرب. وحتى على مستوى الإبداع الفني كانت إفريقيا مثار فاردي الفرنسي في تأليف أروع أوبرا عرفها التاريخ في القرن التاسع عشر، حضارة وادي النيل، والتي دشّنت دار الأوبرا المصرية في نهاية حفر قناة السويس عام 1869 والتي دامت عشر سنوات.
ان ثورة اكتوبر، التي أيقظت الشعوب المضطهدة وأدخلت في قاموسها الاستقلال والحرية والتحرر من استبداد الإقطاع والرأسمالية، وأدخلت الى قاموس البشرية مصطلح "دولة الخدمات" ووضعت رفاهية الفرد من: الضمان الصحي، الضمان العلمي، وضمان الشيخوخة، وضمان العمل والمسكن لجميع فئات الشعب. ولهذا ذوّتت الأنظمة المتنورة وبضمنها الاوروبية والاسكندنافية هذا الرفاه، وهذه الخدمات للمواطنين.
فاذا كان النظام قد انحلّ لسبب أو لآخر، كحرب النجوم وسباق التسلح، وإغراق السوق بالروبلات، والى غير ذلك، فإن هذا الفكر ترك بصماته على المجتمع الانساني، فكل عقل متنور يصبو الى العدالة الاجتماعية في توزيع خيرات البلد على الشعب – بقدر المستطاع – وضمان الحد الأدنى للإنسان، لكونه انسانا، أرقى المخلوقات بعقله وفكره، وقلبه النابض في الحياة الكريمة وايمانه بأرضه وبلده، بدل ايمانه بذلك لمستثمر الأجنبي الذي لا يبغي الا للربح وتكديس الأموال، وبعثرة الأموال على رغد العيش والإفراط في بهرجة الاستهلاكات، والسعي الى استثمارات اخرى على حساب الشعوب التي تجهل مقدراتها الاقتصادية، أما الرأسمالية لها قاموسها الفني في قهر الشعوب، وكونها صانعة الأسلحة المتقدمة، فهي تفتعل الحروب لتسويق الدمار والقتل، تارة ترفع شعار الإقليمية، وأخرى الدينية والقبلية والقومية، وفي قرارة نفسها تعلم مسبقًا أنها المستفيد الوحيد. وهذا ينطبق مع المثل القائل: "تجاحشت البغال، طلعت من حظ المكاري".
أما استفحال الرأسمالية المتجسدة في السياسة الأمريكية/ الاسرائيلية من ارهاب ضد الدول الدون وخاصة دول الشرق الأوسط، ما هو إلا نتيجة متوقعة في اختلال التوازن العالمي – الحرب الباردة – وقد اختار العرب وعن طيبة خاطر الصف الأمريكي في معاهدة "كامب ديفيد" مع مصر التي شكّلت تحولاً كبيرًا بعد الناصرية في العالم العربي خاصة وأنها أكبر دولة عربية. ولهذا نقول دائمًا: اللعنة تأتي من الجنوب". وهذا ما أشار اليه الشاعر الكبير محمود درويش في جداريته، عندما يقول:
انتحرت عناة
ألم يشرب أحدٌ من نهدي
ويقطف ما فاض من وردي

(حيفا)









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.


.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو




.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza


.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع




.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب