الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تتحول النزوة الى قانون في سوريا

سلطان الرفاعي

2007 / 10 / 31
الصحافة والاعلام


عندما تحجب النزوة موقعاً في سوريا
صديقي العزيز : أشكرك كثيرا على عرضك بإستضافة موقع بونجور شام في ألمانيا ، ولكن علينا أن لا نعالج خطأ بخطأ ، فإذا أخطأ وزير واستجاب لنزوة أحد الأشخاص ، وأخطأت جهة أمنية ، واستجابت لنزوة ما ، فهذا لا يعني أن نعالج الخطأ ، بالهروب الى الخارج . هذا وطننا قبل أن يأتوا ، وسيبقى وطننا . وبالتالي لن ننقل الموقع الى الخارج ، مع خالص شكرنا لك ، وسيأتي اليوم ، الذي ينتقلون به هم الى الخارج ، بأموالهم المنهوبة وأفكارهم العفنة (هناك مسطرة في باريس وأخرى في لندن وثالثة في اسبانيا) . عندها نُعيد نشر موقعنا ، وتعود الوردة الدمشفية الى ألقها وزهزهتها ونضارتها .

أنا لا أوافقك الرأي ،تقول : ((لا يستطيع وزير ولا خفير أن يُقدم على حك رأسه دون أمر أمني ، ولكن مثل هذا الوزير لا ينفع الوطن ، الوزير الذي يأتمر بأمر الأمن ، ليس صالحاً لقيادة دولة حضارية عظيمة اسمها سوريا . رئيسها طبيب مثقف علماني اصلاحي )) .

لا يا صديقي ، هناك بعض الوزراء الشرفاء الوطنيين ، وهناك بعض مما قلت .

أما عن استشهادك بالمقولة الماركسية : القانون هو ارادة الطبقات الحاكمة المتحولة الى قانون .

نعم يا صديقي أوافقك على مقولتك هذه وأُضيف :

عندما يتعلق الأمر بحجب المواقع ، فإن المشكلة ليست بوجود اضبارة للمواقع المحجوبة ، وإنما المشكلة تكون عندما لا تتوافر مثل هذه الإضبارة التي تحمل المواصفات المطلوبة ، حيث تصبح جميع المواقع - باستثناء المواقع الأمنية والأصولية - مثيرة للشك أو ممنوعة . وهذا يعني أنه بدلا من اضبارة المواقع المحجوبة يوجد اضبارة للمواقع المسموحة . مما يعني مزيداً من الحجب على المواقع الأخرى . وهذه الوضعية القمعية تُنفذها اليوم في سوريا مؤسسة الاتصالات والفرع الأمني الذي تأتمر بأمره . وهذه الوضعية تماثل الوضعية التي أقامتها الأنظمة الشمولية عبر التاريخ القمعي لها .حيث نلاحظ ابان الثورة الثقافية الصينية أنه تم تشكيل هيئة لمراقبة الغرائب البرجوازية (مؤسسة الاتصالات السورية ) وكانت هذه الغرائب ابتداءً : الكتاب والفنانين . أما في سوريا فكانت ابتداءً وانتهاءً :مواقع المسيحيين والعلمانيين .

في هذا القرن الواحد والعشرين ، وحيث نشعر بالفخر بوطننا وبفكرنا ، تعرفنا على ثقافة تسمى أدب الحجب ، والتي نشأت في زمن مؤسسة الاتصال الأمنية السورية . ويتعايش المثقفون مع هذه الثقافة القمعية بطرق مغايرة ، فالبعض يصمت ويمضي لاعناً الساعة التي ظن فيها أن زمن القمع قد ولى وأن الحرية أطلت أخيرا . وقسم يبقى يقاتل حقاً ، تُريد مؤسسة الاتصالات الأمنية السورية سلبه اياه . حقه في أن ينشر ويكتب ويُصمم موقعه الذي يعبر عن أفكاره وطموحاته ، داخل وطنه . متأثراً أمام وصف لمثل هذا الاضطهاد الإنساني ، في القرن الواحد والعشرين وفي دولة حضارية مثل سوريا ، شاء لها حظها أن تستلم ثلة من الأصولية أهم مرافقها الفكرية والإبداعية .

لماذا أصف هذا الحجب للمواقع بأنه اضطهاد انساني للمواطن السوري ؛ لأنه في أدنى درجات الإذلال نكتشف إنسانيتنا جميعا بإعتبارها غير قابلة للإفناء أي حقيقة فوق طبيعية . فأي إذلال أكثر من هذا ، عندما تقرر جهة ما شطبك ، شطب أعمالك ، قمعك ، قمع أفكارك ، لا لسبب الا كونك لا تنتمي الى طائفة الأكثرية في وطنك .

كل مؤسسة قمعية تحاول أن تؤدلج زبائنها ، وتفرض نمطاً واحداً من التفكير والاعتقاد ، وهذا يعني عدم وجود نظام للقيم ، فهي تطلب من زبائنها بأن يقبلوا كل يوم ، ويبرهنوا على بعض الحقائق الجديدة وفقاً لحاجات الأفرع الأمنية . فما هو سائد حالياً قد يتعارض مع ما هو في الأمس . وما يقبله هذا الفرع الأمني ، قد لا يقبله ذاك الفرع . وبالتالي على جميع زبائن المؤسسة ، التكيف مع هذه الظروف القمعية . وبعدها يسألونك عن التطور والتقدم ؟؟؟!!!!!!

ما رأيكم في بلد تنتهي فيه الجدالات الفكرية والإنسانية بالحجب ؟

2

شاب فرنسي راح يعتقد في زهو واعتداد ، أن الشهادات هي كل ما في الحياة : تفتح في وجهه كل باب ، وتنوله كل منصب----. بلغه أن جامعة في انكلترا تحتاج الى استاذ في المادة التي هي من اختصاصه فتقدم الى مدير الجامعة بشيء من اللامبالات والخيلاء ، ووضع أمامه الشهادات التي التي يحملها . وإذا بالمدير يحدجه بنظرة إنكليزية فاترة ويقول له بكل جد ورزانة : (( الشهادت حسنة ! لكنها ليست كل شيء بالنسبة لي . وإنما أسألك هل أنت رجال ؟ )) .

هو هذا! فالشهادات مهما كانت عالية ، لا تغني عن الرجولة . الرجولة التي لا تأتمر بأمر رجل أمن أو رجل سلطة . الرجولة التي تعني الحياة الحقة الشريفة الناجحة . كم من حاملي أعلى الشهادات يتحقق فيهم القول : (( كالحمار يحمل أسفاراً )) أي كتباً . إذ يكفي للحصول عليها أن يحشو الإنسان ذاكرته بالمواد المطلوبة . أما الرجولة فتقتضي الإنسان أن يسيطر على أهوائه وأمياله ، وأن يكون سيد قراره ، لا تابعاً ، يمتطيه الغير . وأن يستغل مواهبه لينتزع محبة الناس وتقديرهم ، لا اشمئزازهم وقرفهم . لأن الإنسان الذي لا خُلُق له (رجولة) ، ليس بشراً . بل يمكن أن يكون شيئاً تافهاً ، أو حيواناً بشهادات ، أو مجرماً مثقفاً .

والرجولة في أسمى مظاهرها هي (( الإرادة التي تعمل بحزم ، وبوحي من الأخلاق والمنطق والاستقلالية في الرأي )) .

كم نحتاج الى الرجولة في الحكومة الجديدة ؟؟؟!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه