الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تهويد القدس ومسؤوليتنا في هذا التهويد

صلاح عودة الله

2007 / 10 / 31
القضية الفلسطينية


كشف النقاب مؤخرا عن مخطط صهيوني لترحيل آلاف المواطنين الفلسطينيين، حيث ستقوم السلطات الإسرائيلية بعملية هدم للمئات من المنازل العربية في الجزء الشرقي من القدس المحتلة، لتكون بذلك اكبر عملية هدم تنفذ في المدينة منذ احتلالها العام 1967.
وفيما أعلنت بلدية القدس الغربية عن أن الذريعة الرسمية لهدم البيوت هي "البناء غير المرخص"، فانني اؤكد بأن هذه مجرد حجة تستخدمها سلطات البلدية والسلطات الإسرائيلية للتغطية على مخطط أوسع يهدف إلى تهويد القدس الشرقية وترحيل العرب عن المدينة.
وقد تم اكتشاف وثيقة "عبارة عن مخطط إسرائيلي وضعته لجنة وزارية إسرائيلية منذ العام 1977 وتقضي بتحويل كافة المناطق المحيطة بالبلدة القديمة في القدس إلى حدائق عامة". وان "واضعي الوثيقة كتبوا فيها أن غاية المخطط تكمن في إيجاد الأساليب للسيطرة على الأحياء العربية المحيطة بالبلدة القديمة وإخلائها من سكانها (الفلسطينيين) لتحويلها إلى حدائق عامة".
من جهته، اعترف احد مهندسي بلدية القدس في حديث نشرته صحيفة "هآرتس" بأن المخطط الذي اعد في العام 1977 يشير إلى وجوب تحويل المنطقة المحيطة بالبلدة القديمة إلى مناطق مفتوحة لخدمة الجمهور، ولذلك فان أي بناء في المكان هو بناء غير قانوني....!
وأضاف المهندس بان هناك أماكن كثيرة في القدس الشرقية التي فيها ظاهرة البناء غير المرخص، وانه اصدر تعليمات إلى مفتشي البناء في البلدية بالعمل "بكل قوة" من اجل هدم البيوت في المنطقة
كذلك نقلت "هآرتس" عن مهندس بلدية القدس الغربية قوله انه ينوي تجاوز منع القانون الإسرائيلي لهدم المباني التي شيدت في المنطقة قبل العام 1967 وتلك التي بنيت قبل أكثر من سبع سنوات ويسري عليها قانون التقادم ولا يمكن هدمها، حتى لو بنيت من دون تراخيص بناء. وأضاف انه "يسري على مخالفات البناء قانون التقادم، لكن استخدام البناء غير المرخص لا يسري عليه قانون التقادم ولذلك سيكون بإمكاننا منع السكان (الفلسطينيين) من دخول بيوتهم حتى لو لم نتمكن من هدم البيت نفسه".
وأضافت "هآرتس" أن مهندس البلدية "يأمل في انه إذا بقيت هذه البيوت غير مأهولة فان هدمها سيصبح أسهل".
ان الهدف من هذا المخطط الإسرائيلي هو إجلاء الآلاف من السكان المقدسيين من مناطق شاسعة محيطة بالبلدة القديمة.
تهديد مباشر للأقصى..
وكانت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية قالت في بيان رسمي عممته على وسائل الإعلام أنها ترى في هذا المخطط وإجراءات بلدية القدس، تهديدا مباشرا للمسجد الأقصى، وترى فيها تواصل المساعي الإسرائيلية لتطويق المسجد الأقصى وتفريغ محيطه من العرب والمسلمين.
والى القارىء العزيز اريد ان اذكر بأننا نحن ابناء هذا الشعب،ساهمنا بعملية التهويد هذه:
تعودنا الصراخ والعويل والتنديد والاستنكار مع كل خطوة للاحتلال من مصادرة او اعتداء او تدنيس او قتل. ثم التسليم بالأمرالواقع ولسان حالنا يقول لا حول لنا ولا قوة إلا بالله، هذه السياسة الرسمية التي أصبحنا نعتمدها في مقارعة الاحتلال تحديدا فيما يخص مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية دون ان نستفيد من التجارب السابقة او نقيم تجاربنا عبر أكثر من خمسة عقود من الاحتلال، ودون ان ننتقد أنفسنا أين أخطأنا وأين أصبنا وهل ساهمنا من حيث ندري او لاندري في التهويد.
ألم نساهم في التهويد حينما منعنا الاحتلال من دخول القدس وفرض علينا التصاريح الخاصة بالدخول وأغلق الطرق امامنا لم نحتج ولم نعتصم ونقتحم الحواجز ولم نخض نضالاً مريراً من اجل استعادة المدينة المقدسة بل بدأنا نبحث عن طرق بديلة لنتجاوز مدينة القدس وقبلنا وسلمنا بالأمر الواقع وبهذا الموقف كرسنا وثبتنا عزل وتهويد القدس ليتخذ الاحتلال خطوات أكثر صرامة ببناء جدار الفصل العنصري.. الم نساهم في التهويد حينما سحبنا المقرات الرئيسية للمؤسسات الوطنية والأهلية والاقتصادية والسياسية وتحديدا بعد إغلاق بيت الشرق في القدس (مكتب م. ت. ف) برئاسة المرحوم فيصل الحسيني، ونقل كل تلك المؤسسات الى العاصمة السياسية الجديدة رام الله لنفرغ المدينة من رمزيتها الدينية والتاريخية ومكانتها السياسية والوطنية كعاصمة ومن كل سبل الحياة والاستمرار.. ألم نساهم في التهويد حينما تركنا الطابور الخامس وضعيفي النفوس من أصحاب وتجار العقارات في القدس وغيرها ببيع عقارات الى المستوطنين والى "عطريت كوهنيم" بملايين الدولارات وتحويلها الى الولايات المتحدة كما حصل مع البيوت في سلوان وبيوت وعقارات داخل أسوار القدس دون ان يتم محاسبتهم وتزوير وثائق تثبت شراء عقارات من أصحابها دون علمهم ومصادرة بعض العقارات تحت سيف الضريبة (الارنونا) والتي لايستطيع المواطن تسديدها في ظل وغياب الدعم العربي للمقدسيين على الصمود ودون وجود مؤسسات حقوقية فلسطينية ممولة ماديا تستطيع الدفاع عن تلك الحقوق المسلوبة ليترك المواطن المقدسي يواجهه مصيره بنفسه. الم تساهم بعض المؤسسات الدينية في التهويد حينما قامت ببيع اوتاجير عقاراتها للمستوطنين كما حصل مع املاك الكنيسة الارثوذكسية بموجبها تم بيع أراضي وعقارات تملكها البطريركية الارثوذكسية، الى مجموعتين يهوديتين استيطانييتين، وتشمل المنطقة المباعة فندق إمبريال وفندق البتراء والمحلات التجارية المجاورة، وتبلغ مساحتها حوالي 15 دونماً ونحو 27 محلاً تجارياً، ويقف وراء هذة الصفقة الكبيرة نيكولاوس بابا ديماس، وهو اليد اليمنى لرئيس الكنيسة الارثوذكسية السابق إيرينوس الاول.. ألا نساهم في التهويد حينما لا نتابع قضايانا وحقوقنا المسلوبة بالنضال والمقامة المستمرة دون كلل او ملل وعبر المؤسسات القانونية سواء المحلية او الدولية على غرار جدار الفصل العنصري ونكتفي بهبة شعبية لا تتجاوز الأسبوع في أحسن الأحوال ومن ثم كأن شيئاً لم يحدث وبعد ذلك يتابع الاحتلال مسلسلة التهويدي حتى ان الاحتلال أصبح يدرك أنه حينما يحاول الإقدام على أي خطوة يدرك أننا نغضب ونحتج أسبوع ثم ننسى..!
ألا تساهم منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية في التهويد حينما تقف موقف المستنكر دون ان يحتاج المسجد الأقصى انعقاد منظمة المؤتمر الإسلامي لبحث الخطوات الواجب اتخاذها او ان تنعقد دورة لقمة عربية على مستوى وزراء الخارجية كحد ادنى؟! ونحن نستغرب الموقف السلبي من الدول العربية ذات العلاقة الحميمة مع الكيان الصهيوني.. ان قضية الاعتداء على المسجد الأقصى بمكانته الدينية وقدسيته ورمزيته لم تحرك ساكنا في استدعاء سفراء الكيان والاحتجاج على ما يحصل او حتى طرد السفير من إحدى العواصم العربية من باب الاحتجاج فقط.

واخيرا الم نساهم بتهويد القدس حين شرعنا الاقتتال الداخلي ووصلنا الى ما نحن عليه الان.. "حكومتان بدون سلطة" لـ"شعب واحد بدون دولة"؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد.. إماراتي يسبح مع مئات الفقمات وسط البحر بجنوب إفريقيا


.. الأمن العام الأردني يعلن ضبط متفجرات داخل منزل قرب العاصمة ع




.. انتظار لقرار البرلمان الإثيوبي الموافقة على دخول الاستثمارات


.. وول ستريت جورنال: نفاد خيارات الولايات المتحدة في حرب غزة




.. كيف هو حال مستشفيات شمال قطاع غزة؟