الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو عقد المؤتمر الوطني الشعبي للقدس...

يونس العموري

2007 / 10 / 31
القضية الفلسطينية


مرة اخرى نحاول قرع جدران الخزان فيما يخض القدس وقضاياها، ومرة اخرى نحاول ان نكشف اللثام عن الكثير من الحقائق التي باتت جزء من المشهد العام للقدس حيث تصارع وتيرة الاحتلال وفعل التهويد والأسرلة، على طريق تغيير معالم المدينة وإحالتها بالتالي الى مدينة اسرائيلية يعيش بأطرافها اقلية قومية عربية، بطابعها الإسرائيلي اليهودي وفقا للمخططات الإستراتيجية اليهودية الطابع، وهو ما تؤكده كافة الوقائع على الأرض، وما تشير اليه ايضا تلك السيناريوهات السياسية المطروحة من قبل الكثير من السياسيين الإسرائيلين والتي اضحت تعج بها الساحة الإسرائيلية الحزبية، بل ان قضية القدس قد صارت واحدة من اكبر القضايا التي من الممكن استعمالها واستخدامها في فعل المزايدات بين كافة الأحزاب الإسرائيلية المتنازعة على السباق الإنتخابي البرلماني الإسرائيلي... وعلى هذا الأساس وكون القدس تشكل واحدة من اعقد قضايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومن خلالها يمكن صناعة ما يسمى بالسلام، والإمعان بفعل تهويدها واستهداف مقدساتها وبشرها وحجرها سيقوض صناعة التسوية العربية الإسرائيلية... مما يعني انها ستبقى نقطة الإرتكاز الأساسية في فعل الصراع والتصارع وهذا ايضا ما أكدته كافة الأحداث بتاريخ الصراع الحديث...
الا ان السؤال الجوهري الذي يبقى مطروحا دائما.. ويشكل واحدا من أهم وابرز الأسئلة التي تطرح من جانب الكل الوطني المقدسي.. والمتمثل بماهية دور الحركة الوطينة في القدس..؟؟ على مختلف تشكيلاتها وتنوعاتها... بهدف وقف الإنهيار الحادث في المفاهيم البنيوية للقدس وفي تغيير المعالم السياسية والأساسية للقدس.... حيث الإعتقاد السائد ان ثمة غياب وتغيب واضح المعالم للفعل الوطني المقدسي وعلى مختلف المستويات والصعد بل ان الساحة الوطنية المقدسية قد اضحت فارغها من العناوين الوطنية ذات الطابع المؤسساتي التي من الممكن ان يلجأ اليها المواطن المقدسي او تلك التي من الممكن ان تشكل العلامة البارزة في الحياة المقدسية... على غرار تجربة بيت الشرق... مما يعني تراجع دور الحركة الوطنية في القدس والتي تم استبدالها بما يسمى بمؤسسات المجتمع المدني على اهمية الدور المنوط بهكذا مؤسسات (وهو ما تؤكده التشكيلات الوطنية للفعل المقدسي والتي كان أخرها تشكيل اللجنة الوطنية العليا لإحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009 حيث الإستثناء الواضح للحركة الوطنية) الا انها لا تستطيع ان تحتل مكان الحركة الوطنية او تنفيذ مهماتها... ومن هنا يأتي التقصير والتراجع في دور الحركة الوطنية الذي لربما لا اجد له مبرر فعلي ومقنع مع العلم ان الحركة الوطنية في القدس كانت على الدوام من تقود المؤسسات الوطنية وهي من كانت توجهها بل من تحدد اولويات قضايا القدس وفعلها الميداني على الأرض... الأمر الذي خلق التفافا جماهيريا وحضورا شعبيا قويا حول الحركة الوطينة ومؤسساتها كان من الصعب على الإحتلال في ظل تلك الوقائع تجاوز فعل الحركة الوطنية بل انها قد صارت جزء من المشهد المقدسي العام في المزاج الشعبي وفي المزاج العام لجماهير القدس..
الا ان الصورة وبالظرف الحالي تختلف تماما ومتعاكسة ايضا في ظل الواقع الجديد للقدس كما اسلفنا....وإنطلاقا من الوقائع المقدسية الراهنة، وفي ظل الحقائق التهويدية الإسرائيلية للقدس، وحيث ان القدس المحتلة قد فقدت مؤسساتها او ان مؤسساتها قد أفرغت من مضامينها بفعل عملية التهجير والإغلاق، ومطاردة الفعاليات الوطنية فيها وتضييق الخناق على كافة الأنشطة لدرجة منعها، فقد أصبحت مدينة القدس مدينة اسرائيلية محتلة تتصارع فيها خطوات الأسرلة والصهينة بأقصى الدرجات وهو ما شكل ويشكل نجاحا ملحوظا للجانب الإسرائيلي وهو ما يتضح يوما بعد يوم.... بل ان قتل الحياة العربية الفلسطينينة في القدس بكافة اشكالها قد اصبح سيد المشهد العام للقدس... فلا يمكننا اعتبار ان ثمة تفاعل حيوي عروبي فلسطيني وطني في القدس يعكس نفسه على المواطن العادي ورجل الشارع من الممكن ان يستشعره الكل الشعبي في القدس.. مما يعني ان الحضور الحياتي العربي بضواحي القدس وفي قلب القدس ذاتها يقتصر فقط على الوجود العربي دون ان يشكل هذا التواجد اي شكل من اشكال الروافع الوطنية التراكمية ذات الأبعاد الإنجازية لقضايا القدس وهو ما يعتبر ايضا تراجعا في المزاج الشعبي الوطني العام في القدس...
وحيث ذلك وانطلاقا من هذا كله ارى ان ثمة ضرورة ملحة وحاجة وطنية تشكل اولوية من اولويات الفعل الوطني للحركة الوطنية في القدس لتجديد التواصل والتفاعل بين كل الهيئات والقوى والمنظمات والشخصيات المناصرة لقضية القدس خصوصاً، بهدف إعادة الاعتبار لجهود الحركة الوطنية ولأستنهاض دورها ورياديتها ولدور المنظمات الأهلية والمدنية التي تعمل لخدمة القدس وقضاياها. وذلك من خلال إلتئام المؤتمر الوطني الشعبي للقدس...
حيث اصبح انعقاد المؤتمر الوطني الشعبي للقدس ضرورة وحاجة وطنية ملحة بل أولوية من الأولويات الأساسية للفعل الوطني في القدس لمعاودة الإمساك بزمام المبادرة ولخلق حالة التفافية جماهيرية شعبية لا تقبل التأويل او التفسير الا بتفسيراتها الوطنية وفقا للمعايير الثوابتية للحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني للقدس وعلى القدس...
ولتحقيق مثل هذا التواصل والتفاعل لابد من التأكيد على الطابع الإنساني والعالمي لقضية القدس، عاصمة السلام المقدسة، ولقضية فلسطين التي يشكل انتهاك حقوق شعبها انتهاكاً لكل المواثيق والشرائع والقرارات الدولية والإنسانية، ومثل هذا التأكيد لا يكتسب أهميته من كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني فقط، بل أيضاَ من ضرورة تطوير الخطاب الفلسطيني والعربي والإسلامي بما يمكنه من التأثير على المستوى الدولي.
وحيث ذلك اعتقد ان المؤتمر الوطني الشعبي العتيد لابد ان يشكل علامة فارقة وبارزة وكنقطة انطلاق لإستنهاض البرامج الوطنية في القدس بروافعها الشعبية... وحيث ذلك لابد لهذا المؤتمر من ان يؤكد على الأتي:

1- تثبيت مبدأ الأحقية التاريخية للشعب العربي الفلسطيني في القدس وعموم فلسطين.
2- التأكيد على أن القدس ومقدساتها إرث إنساني (ديني وثقافي وحضاري وتاريخي) يتطلب الدفاع عنها من قبل الإنسانية جمعاء.
3- التأكيد على أن الاحتلال لا يثبت بالتقادم وكذلك أفعاله من تهويد واستيطان وطمس للهوية العربية والإسلامية والمسيحية.
4- تبني مشروع شامل للتحرك الإنساني لتكريس الحق العربي في القدس وجميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومواجهة مخططات التهويد والتمييز العنصري والتطهير العرقي.
5- تعزيز التفاهم الإسلامي المسيحي حول القدس، وتعميق العمل المشترك لصون مقدساتها الإسلامية والمسيحية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو