الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عولمة بالدهن الحر/ حين تبتل الشوارب!!

وجيه عباس

2007 / 10 / 31
كتابات ساخرة


في حضرة القائد الملهم والقائد الضرورة(سابقا) تفتح جميع المغلوقات لينهل منها السواد الاصخم،لهذا دأب الرفيق المناضل وتوجيهاته السديدة بان يكون له في كل قدر مغرفة،فان غاب شخصه عن تراب الوحدات العسكرية،كان عليه أن يفكر الف مرة كيف يحضر أمام جنوده البواسل ،لاجل هذا وغيره،ارتسمت اول جدارية له في لحم الارصفة الحي لتحمل ملامح وجهه .
لغة الجداريات لغة استحدثها فنانو النفاق القومي بتمجيد الطغاة ورسم صورهم على الجدران اسوة بطغاة الرومان الذين خلدوا بلاويهم بتماثيل هي اقرب الى صور الالهة في الاساطير، هكذا حطّم راعي العوجة اسطورة اخيل وهرقل وحصان طروادة،فبدأ حيض الجداريات.
حين يريد وزير او مدير عام ان يظهر محبته لقائده(العظيم!)، كان عليه ان يجتمع مع الكادر البعثي لتنسيق خطوط مواجهة محبتهم لقائدهم وحامي حماهم،ثم يعينون ميزانية لبناء أساس الجدارية المباركة،يخرج السيد الوزير وبيده كرك المسؤولية وفاس السلطة ومالج المباديء حسب شاهول البعث الصامد،ويتبعه(لوكَية ذاك الوكت ومتضررو هذا الوكت) وهم يهتفون (مانتنازل عن اثنين سجودة وصدام حسين) يبدأ السيد المسؤول بتلاوة آي من الذكر الحكيم وكيف ان الرحمن الرحيم انقذ العراقيين بصدام وكانوا على شفا حفرة من الشيوعية والحركات الشعوبية،وكيف ان قائد الحملة الايمانية عبد الله المؤمن هو حفيد الدوحة الهاشمية، ثم يبسمل ويهلل ويحوقل وهو يدفع الكرك المبارك في..........الارض، بعدها تتناثر الحلوى من الفراّشات على المكَاريد الاشاوس.
هذه الفعالية حدثت آلاف المرات،استنساخ بايلوجي بعثي،من اجل خلود القائد في ضمير التاريخ الأعور الذي لايخلّد سوى الطغاة الذين دأبوا على اقامة الجداريات لبث الهواء المسموم قرب الحدائق العامة.
كانت تماثيل الرفيق الاكبر تملأ الساحات مثل غربان مسيعيدة،تنظر الى الداخل والخارج منه،كلما ازداد جوع الناس،زادت جدارياته التي لم يكفها تصويره الشخصي،بل حملت جدارياته سفاحا من افكار الحكماء... ومن يستطيع أن يقول له:ياسيادة الرئيس انت سارق.
قبل 9/4 ،كان الجميع ينظر الى رموز صدام وكأنها رصاص حي يطلق النار باتجاههم،وحين سقط أول تمثال الفردوس،طرد الشعب العراقي الشيطان من جنته الى حيث ابقى نفسه رهين جحره الدوري.
سقط التمثال من دون (إحمْ ولادستور )،هرع الجميع الى وجه القائد الحبيب،كان أبو تحسين يثبت بصمته أمام شاشات العالم وهو يهوي بـ ( نعاله المعاد) على وجه (العزيز أنت) ليخجل حسين نعمة، بينما كانت الجماهير تسير من دون بكرة أبيها الى حيث تقف تماثيل هبل ،وحده كان هناك..... جندي عراقي يرتدي الزيتوني،ويضع حربته في ساقه اليسرى،تلفت يمنة ويسرة،شاهد آمريه وهم (ينطونهه اللهيب) ، شاهد قلم وحدته تبريه الطلقات النارية، شاهد جنود وحدة الميدان يتركوه وحده، لم يكن معه سوى صديق يحمل كاميرا،قال له:هل سنخرج من الحرب بدون قصة وقائدنا يقول (ياويلو التنتهي الحرب ومالو قصة بيهه)،رفض الثاني وقال له:يخسأ الامريكان الامبرياليون وتحيا امة العرب والله اكبر وليخسأ الخاسئون...... توجه الاثنان الى جدارية المعسكر التي نهبت رواتبهم ليجلبوا صبغ العلم العروبي،وقال له : تفضل صديقي واكتب قصتك انت...... تقدم الجندي،فتح سرواله وهو يردد اغنية (سيدي اشكَد انت واكَع سيدي...بيدك القذرة اللئيمة والله هديت الجوامع سيدي)بينما كان بوله يرش وجه القائد الحبيب بماء الغيرة التي فقدها منذ 35 سنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??