الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرئيس و الوزير والقاضي

محيي هادي

2007 / 11 / 2
كتابات ساخرة


الرئيس:
شاهدته قبل بضعة على قناة العربية، و كنت أظنه يمثل العراق، و كل العراقيين. لكن ظني قد خاب إذ وجدته يتكلم باسم شريحة من شعب العراق، لا كله.
و قرأت عنه أنه قد طالب، مبرزنا، باطلاق سراح أخ الجرذي المقبور، الذي ولى إلى جهنم و بئس المصير. و كان الرئيس يتذرع مرة بأن ذلك المجرم كان مريضا بمرض السرطان، و مرة أخرى کان يتذرع بأنه كان صديقا لعائلته الكريمة، و أن لكلا العائلتين علاقات قديمة و وطيدة. و على الرغم من علاقات الرئيس العائلية الحميمة بأخ الجرذ فإنها لم تـنفع سابقا بإيقاف قتل العراقيين و نحرهم. فهل أن الرئيس لم يستطع استخدام علاقاته لتخليص الضحايا؟ أم أنه بسبب عدم وجود علاقات عائلية مع تلك العائلات الأخرى جعله يفكر بنفسه: " لتذهب إلى الجحيم"؟
و إذ أنا أكتب هذه الكلمات أنظر أمامي صورة الرئيس و هو يرقص دبكة مع الدوري و الكيمياوي فوق الارض التي تشبعت بكميات من غاز الخردل القاتل.
و أسمعه اليوم أيضا و هو يتدخل في أمر القضاء العراقي ويطالبه بعدم إعدام وزير دفاع الجرذ، سلطان هاشم، الذي كان سرطان العراق و مهشم رؤوس شعبه و مطلق الغازات عليهم، و خاصة رؤوس الأكراد الذين و حسب ما أعرف هم القومية التي ينتمي إليها الرئيس.
و يعتذر الرئيس على التوقيع على إعدام المجرمين الذين حوكموا بموجب القانون و الدستور الذي صوت عليه أبناء العراق، بما فيهم الرئيس نفسه. يعتذر لأنه حسب ما يقول هو من المعارضين لحكم الاعدام، أي كان.
لكن الرئيس هو قائدا، أو كان!، لاحد أقسام ميليشيات البيشمرگة، و قد قامت إحدى فصائلها باغتيال 200 عراقي من المعارضين من الذين كانوا يقاتلون النظام البعثي المهزوم.
فهل أن الرئيس أصبح الآن فعلا من معارضي أحكام الإعدام أم أنه، و هو أحد المنتمين إلى الاشتراكية الديمقراطية، قد سار على هذا الطريق رفيقا للأحزاب المنضوية تحت راية الاشتراكية الديمقراطية؟ و لنتذكر كلنا أن ميلوسفيتش اليوغوسلافي، ذباح الكوسوفيين و البوسنيين، و كارلوس أندريس بيريث، جزار فنزويلا كانا أيضا من المنضوين تحت الراية المذكورة.
الواقع يقول أن الذي تخطى عمرا معينا صعب تبديله و أن "الباكورة لا تنعدل".

الوزير:
كان أحد منظمي المجازر ضد الشعب العراقي، و قد اعترف بعظمة لسانه في المحكمة العليا بأنه قد أمر بالأنفال الأولى و بالثانية، و ليس هذا فحسب بل أنه استلم رسالة من صاحبه علي الكيمياوي يعاتبه هذا فيها لأن الوزير قد أخطأ بقتل المعتقلين دون أن يجبرهم مسبقا على الاعتراف لكي يمكن الاستفادة من الاعترافات، و من بعدها يصفيهم بدون أية رحمة. لقد أعدم الوزير الضحايا مياشرة دون أن يقدموا حتى و لا إلى محاكم صورية.
و كذلك لم يقدم الوزير أي اعتذار أو ندم بل على العكس أنه أصر على فعل جريمته.
و لكن الرئيس، و على لسان نائبه البعثي الهوى و السلوك، لا يريد اطلاق سراح الوزير بل و تكريمه أيضا و تقليده وسامات كبطل و تكريمه.
فانهضوا يا أكراد الأنفال و ارجعوا للحياة و انظروا، و اصحوا يا ضحايا المقابر الجماعية!

القاضي:
و رأيت القاضي على شاشة قناة الفيحاء و كأنه قطة قُـلبت على ظهرها، تحاول بجهد منع الرئيس من التدخل في ما يحكم به القضاء، و لكي تكون في العراق مؤسسات قضائية مستقلة، تطبق القانون على المجرمين و تأخذ الحق العام و تنير للمظلوم ضوء عدل يشعر به و بأن هناك أحدا يدافع عنه.

فهل سنرى ذلك؟ أم أن حبال الإجرام ستبقى تقيدنا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان السعودي سعد خضر يرد على شائعة وفاته: مزعجة ونسأل الله


.. مهرجان كان السينمائي : فيلم -البحر البعيد- للمخرج المغربي سع




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعد خضر يرد على شائعات وفاته


.. من المسرح لعش الزوجية.. مسرحيات جمعت سمير غانم ودلال عبد الع




.. أسرة الفنان عباس أبو الحسن تستقبله بالأحضان بعد إخلاء سبيله