الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواطن مغربي يجيب عن تساؤلات حول حكومة الفاسي

انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان

2007 / 11 / 3
كتابات ساخرة


كيف تلقيتم تعيين الأمين العام لحزب الاستقلال وزيرا أول؟
تعيين الامين العام لحزب الاستقلال وزيرا اولا نكسة حقيقية للديموقراطية المغربية المأمولة ومصادرة لاختيارات الشعب المغربي في حكومة تستجيب لطموحاته وآماله لاعتبارات متعددة اهمها :
-الامين العام للحزب المكلف لم يحصل سوى على عدد قليل من الاصوات اثناء ترشحه في الانتخابات التشريعية ل7 شتنبر 5642 صوتا وحل رابعا في مدينة كبيرة هي العرائش ، ونجاحه محل طعن من قبل حزب العدالة والتنمية ، فهل تكليف وزير اول رفضه الشعب خلال الانتخابات التشريعية ل2007 لا يعد انقلابا على الاختيار الشعبي وتزكية للأمر الواقع ؟
- اغلبية المغاربة رفض التصويت في انتخابات 2007 وذلك دليل قوي على رفضه لجميع السياسات المطبقة من طرف الحكومات المتعاقبة والتي كان عباس الفاسي وحزبه عضوا فيها ، لذلك فمقاطعة الناخب للانتخابات التشريعية رفض قاطع لتزكية كل رموز ما يسمى بالكتلة الديموقراطية ومساءلة عميقة لاختيارت احزابها لاسيما منذ 1998 تاريخ ما يسمى في الادبيات السياسية المغربية بالتناوب التوافقي ، ان الشعب المغربي رفض عباس الفاسي وزيرا بدون حقيبة فكيف لن يرفضه وهو وزير اول ؟
تعيين عباس الفاسي شكل حقيقة صدمة لطموحات وآمال العديد من الشباب المغربي الذي كان ينتظر على الاقل وجوها جديدة ناصعة التاريخ السياسي ، ولو انها لن تملك حرية التصرف في اتجاه تغيير الامور بإتجاه ايجابي و بناء، لتستمر حلقات الزمن السياسي المغربي الرديئة في الانبعاث.
-
- هل في نظركم عباس الفاسي رجل المرحلة؟
في نظري المتواضع عباس الفاسي ليس رجل المرحلة ،اذ ان الشعب المغربي تواق الى التغيير والتجديد ومستاء من كل التجارب الانتخابية والحكومية السابقة والتي انتجت الفقر والمديونية ، والتي كان عباس الفاسي من المشاركين وحزبه في هذه الاختيارات الكارثية التي اثقلت كاهل الاقتصاد الوطني بالديون وساهمت في افساد الحياة السياسية ، كما ان تعيين عباس الفاسي سيؤخر الاختيارات الحداثية للمغرب في اتجاه تعميق التواصل والتقارب مع اوروبا اذ ان توجهات حزبه السلفية والسلوك السياسي العتيق المتوارث في حزب الاستقلال من شأنه ان يعرقل انفتاح السياسة المغربية على قيم التحديث والانفتاح والتي ما فتئ الملك محمد السادس يطمح اليها ويسعى جاهدا لوضع سكة المغرب على طريق التطور والحداثة ، كلما ما يخشى منه هو ان تتصادم ارادة محمد السادس في مغرب حداثي وديموقراطي منفتح على جيرانه الاوروبيين على وجه الخصوص وميول استقلالي نحو الشرنقة والتغونص وانحراف نحو التشريق وأوهام الوحدة العربية .
لذا يجب دعم اختيارات محمد السادس التحديثية ومساندتها ضدا على كل محاولات الرجوع الى المغرب الى تحالفات اقليمية غير مجدية واختيارات مجتمعية تراجعية عن المكتسبات التي تحققت.

- كيف تقرأون تأثير الماضي القريب على مهمة عباس الفاسي كرئيس للحكومة؟
عباس الفاسي كما هو معروف لدى كل شرائح الشعب المغربي مهندس فضيحة النجاة الاماراتية التي اكتوى بنارها الألاف من ابناء الشعب المغربي الفقراء والمحرومين والذين كانوا ضحية تلاعب وفضيحة من قبل وزارة كان عباس الفاسي على رأسها . في البلدان الديموقراطية التي تحترم نفسها يسارع السياسي المتورط وحتى المشتبه في تورطه الى تقديم استقالته ويتم تكوين لجن تقصي الحقائق و يتم محاكمة المتورطين ، في المغرب تم تكريم عباس الفاسي بوزارة بدون حقيبة رغم الفضيحة المعلومة ولم تشكل لجن لتقصي الحقائق ، كأن نهب اموال الشعب المغربي والتلاعب بمصيره لا يستحق ادنى مساءلة .في نظري المتواضع لا يمكن لمسؤول سبق ان فشل في ادارة وزارة التشغيل ان يستجيب لطموحات المغاربة وان يلقى بثقتهم في رئاسة الوزارات الاخرى ، ان فشل حكومة عباس الفاسي امر حتمي في نظر المغاربة لأن ذاكرة المغاربة لايمكن ان تنسى فضيحة النجاة الاماراتية وما سببته من تشريد عائلات وتفقيرها و التلاعب بمصائرها.

- هل تأملون من حكومة عباس الفاسي البث في الملفات الكبيرة العالقة سيما مطالب الحركة الأمازيغية ؟
الحركة الامازيغية لا تنتظر من حكومة عباس الفاسي البث لا في الملفات الكبرى ولا الصغرى اذ ان ذاكرة الامازيغ لا يمكن ان تنسى مساهمة ميليشيات حزب الاستقلال في جرائم الريف ضد المناضلين الوطنيين الصادقين ، كما ان الحركة الامازيغية تدرك جيدا بأن حزب الاستقلال من جهابذة المدافعين عن التعريب ومن واضعي الاركان الاربعة للتعليم ومنها التعريب فكيف يمكن ان تستجيب حكومة يرأسها عباس الفاسي لمطالب الامازيغ في ابعادها المتعددة؟ ، اليس عباس الفاسي من قال بأنه سيكافح من اجل ان لاتكون الامازيغية لغة رسمية ؟ ان الحركة الامازيغية لا تعترف اصلا بحكومة انتخبها اقل من 37 في المئة من الشعب المغربي ولا تعترف اكثر بحكومة يرأسها حزب متعصب للقومية العربية و من دعاة ابادة الامازيغية ، ان مطالب الحركة الامازيغية ومعها القوى الديموقراطية لن تتحقق في ظل حكومة فاقدة للشرعية الشعبية و في ظل وزير اول يعلن صراحة بأن المغرب لا يحتاج الى تعديل دستوري ولا الى الامازيغية في الحياة العامة ، فكيف نرجو خيرا من ما من يعتبر الانكار والتجاهل مبدأ اساسي في اختياراته السياسية ؟
اما في ما يخص قضية الصحراء فإنني اعتبر حكومة عباس الفاسي لا تملك من الشجاعة والتفويض السياسيين ما يجعلها تتجاوز حدود العموميات في طرح الملف على طاولة المفاوضات ، بل الحكومة الفاسية عاجزة عن تقديم مقترحات وبدائل تفاوضية لإنها تعرف جيدا بأنها غير مسنودة شعبيا وبأن ملف الصحراء من اختصاص الملك ومعاونيه مباشرة ، وبناء على ذلك فحكومة الاستقلال مفوضة فقط لقمع انتفاضات الخبز بالمغرب القادمة وفي قمع الحريات العامة الناتجة بالضرورة عن الحركية العامة التي ستعرفها الحركات الاحتجاجية المنددة بغلاء الاسعار وبتردي الاوضاع المعيشية وبسياسات نهب المال العام التي ستزدهر لا محالة مع حكومة يرأسها وزير اول سبق ان عرقل حزبه عدة لجن تقصي في عدة مناسبات ومنها فضيحة النجاة.
- هل انعكاسات رئاسة الحكومة ستكون سلبية أم إيجابية على حزب الاستقلال؟
- ان حزب الاستقلال لا يعتمد على صوت الناخب بالضرورة في تحديد اختياراته ، هذا ما علمتنا بعض التجارب السياسية السابقة لحزب الاستقلال ، اذ ان حزب الاستقلال نهج استراتيجية جديدة في جلب الناخبين الكبار اصحاب المال والسلطة ويقوم بترشيحهم ، فيستفيد مرتين اذ يقوم المرشحون المختارين بتمويل انفسهم من جهة وبشراء اصوات الناخبين من جهة اخرى ، لذا فلا تأثير كبير لفشل حكومة الفاسي او نجاحه في رئاسة الحكومة على حزب الاستقلال . لكن انعكاسات فشل حكومة الفاسي بشكل اكيد ستكون سلبية على المغاربة ومصالحهم وآمالهم وطموحاتهم اذ ستؤخر العلاقات المغربية مع جيرانه كما ستخلق توترات اجتماعية واقتصادية كبيرة ، على جميع الاصعدة النقابية والجمعوية والثقافية .
- ان فشل حزب الاستقلال في قيادة حكومة المغرب امر لا شك فيه لاعتبارات كثيرة ومنها اساسا ان الشعب المغربي لا يثق في شخص الوزير الاول والدليل عدد الاصوات التي حصل عليها في الانتخابات والرتبة التي حصل عليها رغم السلطة والمال والمنصب .فهل من استفتاء على نجاح الوزير الاول اكثر من ذلك ؟
- اعضاء حزب الاستقلال سيستفيدون لا محالة من الحكومة بصفة شخصية لقضاء اغراضهم ومصالحهم وهذه بدعة استقلالية معروفة لدى الشارع المغربي ، انما المتضرر الكبير سيكون مستقبل المغرب وخصوص التعايش الديني والتنوع الثقافي فيه والذي سينعكس سلبا على رهانات التحاقه بمصاف الدول الديموقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غادة عبد الرازق: ليس لي منافس على الساحة الفنية ولا يوجد من


.. غادة عبد الرازق: الساحة الفنية المصرية لم تعد بنفس قوة الماض




.. الفنان درويش صيرفي.. ضيف صباح العربية


.. -بحب الاستعراض من صغري-.. غادة عبد الرازق تتحدث عن تجربتها ف




.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف