الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى الكاتب جهاد الزين: رسالتك الثانية كانت أوضح ! (2-2)

خالد سليمان

2007 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


في غالبية مقالاته الكثيرة عن تركيا يتطرق الكاتب جهاد زين للقضية الكردية على ضوء رؤية النخب التركية الثقافية والسياسية ، والتي طالما لم تر في القضية بمجملها سوى "عنف ريفي" ضد المدنية التركية المتمثلة في قوة العسكر . ولذلك نرى ان العلاقة بينه وبين الكتابة عن الأكراد ، تتجسد غالباً في " هالة أميرية " ، ولا تخلو الكتابة ذاتها من الوعظ والإرشادات وإطلاق تسميات لا تتسم بأية ستراتيجية فكرية وسياسية .

والحال ، لا يشكل حرمان الملايين من الأكراد من الحقوق القومية والإنسانية جزءاً من هموم الكاتب ، و لا يرتقي البؤس الإقتصادي والإجتماعي الذي خلقه العنف التركي في الأناضول إلى مستوى " ليبراليته " المعلنة وراء كل كلمة يقولها ويكتبها . أما الرأس التركي " السياسي " الغالب في التصدع التاريخي ، والذي فيه تتولى القوة تمكين تدمير الآخر وإخضاعه ثقافياً وأخلاقياً للقيم الأتاتوركية السائدة ، فهو محق ولا محال من مقاومته !.

كما ذكرت في البداية كان الكاتب واضحاً فيما قاله في مقالتيه (رسالتيه) ، إنما الثانية كانت أوضح أو أفصح " عربياً " . ذاك انها بالإضافة إلى محتواها الكولونيالي ( معنىً ولإسطلاحاً ) ، احتوت على معان أُخرى وبإتجاه الضفة الأُخرى من كردستان ، أي إقليمه العراقي . ويشير الكاتب ضمناً بأن هناك عاملا جوهريا متغيرا في العالم العربي على قادة اكراد العراق ان لا يتجاهلو ، (فالنخب الثقافية والسياسية في العالم العربي باتت بعد مرور اكثر من اربع سنوات على الحدث العراقي غير مهيأة لموقف رافض لاي هجوم تركي على شمال العراق) . ويحق القول هنا أو السؤال بالأحرى : متى وقفت النخب السياسية الثقافية العربية مع الشعب الكردي وآلامه والحملات الإفنا-عرقية التي تعرض ويتعرض لها على أيدي حكومات عربية وإيرانية وتركية ؟ ولا نقصد معاذ الله ، جميع المثقفين ، فهناك أسماء فكرية وثقافية عربية لم تتورع عن إعلان مواقفها الأخلاقية والإنسانية تجاه معاناة الشعب الكردي .

الواضح في مواقف الكاتب الأخيرة ، هو تجنبه المطلق للحديث عن المطالب التركية التي تتجاوز مسألة وجود " العمال الكردستاني " في جبال قنديل ، ويقتضي البعض من تلك المطالب التركية لإنهاء الأزمة الحالية إلغاء بعض من مواد الدستور العراقي، والأكثر تحديداً إلغاء المادة 140 وملحقاته المتمثلة بتطبيع الأوضاع في مدينة كركوك والمناطق الأخرى التي تعرضت لسياسة التعريب والتغيير الديموغرافي والسكاني من قبل نظام صدام حسين. ذاك ان احد «الحلول» التركية لإنهاء وجود المقاتلين الأكراد في جبال قنديل هو عدم ضم كركوك لإقليم كردستان . وفي هذا شيء من فنطازيا السياسة والحوار ، إنما في صمت الكاتب عنه موقفاً واضحاً يتطابق مع رؤية الحكومة التركية .

وفقاً لما ذكر فإن تركيا تستهدف التجربة الكردية في كردستان العراق قبل حزب العمال. فليس هناك من ربط بين إغلاق مقرّات ومـــــــعسكرات هذا الحزب وبين وضع مدينة كركوك على لائحة المحرّمات التركية وعدم الإعتراف بسلطات الإقـــــليم والإعتراض على وجود ممثليها في اللجان الأمنية الثــــلاثية (الأمـــــيركية، التركية، العراقية) لتسوية المشاكل الـــــحدودية. ولا يستبعد، وفقاً لما ذكر، ان يقوم الجيش في حال توغله في الأراضي العراقية بتدمير البنى التحتية وإلحاق الضرر الكامل بالإقليم أرضاً وإقتصاداً وبشراً.

ان التصدع التركي تاريخي اليوم أكثر من أي وقت آخر. فهو (عكس ما يراه السيد الزين بالطبيعة الحال )يواجه توسع كوة حروبه المتعددة ضد الأكراد والأرمن والقبارصة اليونانيين بالانتقال الى حرب الفجوات الكبيرة المتمثلة بتغيرات عالمية وإقليمية استوجبت أوضاعاً تركية داخلية وخارجية جديدة قد لا يتسع لها أرشيف الإنكار، ولا لفلفة الأوراق بين رفوف جمهورية «العلمانية الناقصة» التي لطالما لم تمنح الحريات معاني تليق بها. ففيما تاريخ إبادة الأرمن يبعث ذاته الى الحياة، فإن حزب العمال الكردستاني لم ينته، ويلوح تطور التجربة الكردية في العراق واقعا لا يُنكر، بينما يدخل القبارصة إلى الإتحاد الأوروبي. كل ذلك والجمهورية التركية تتشبث بتاريخ تجرّه عربة في الوحل والتصدع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بيع دراجة استخدمها الرئيس الفرنسي السابق لزيارة عشيقته


.. المتحدث باسم الصليب الأحمر للجزيرة: نظام الرعاية الصحية بغزة




.. قصف إسرائيلي يشعل النيران بمخيم في رفح ويصيب الأهالي بحروق


.. بالخريطة التفاعلية.. توضيح لمنطقة مجزرة رفح التي ادعى جيش ال




.. هيئة البث الإسرائيلية: المنظومة الأمنية قد تتعامل مع طلب حما