الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد فشل حكومة حماس اصبحت العلمانية مطلب اساسي لبناء دولة فلسطينية

علي جاسم

2007 / 11 / 2
ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين


عاشت الدولة الفلسطينية على مدار السبعة عقود الماضية معاناة كبيرة ومتنوعة ادت الى هجرة عشرات الالاف من ابنائها"بلغ عدد المهجرين نحو726.000 الف فلسطيني منذ عام 1948" وفقدان مساحات كبيرة من اراضيها لاسرائيل ، وتحولت فلسطين منذ تطبيق عهد بلفور عام 1917 الى اراضي محتلة وكان لها لهذا التحول منحى ايجبيا على دولة المنطقة التي وجدت فرصة مؤاتية لتحقيق مصالحها الشخصية على حساب الشعب الفلسطيني الذي ضاق الامريين بسبب سياسات دول المنطقة ومزايداتهم السياسية على القضية الفلسطينية التي ضلت مستمرة حتى الوقت الراهن .
ووسط هذا الصراع الفلسطيني_ الاسرائيلي_ والعربي ضاعت المطالب الحقيقة والشرعية للشعب الفلسطيني المتمثلة بانشاء دولة ديمقراطية حديثة لها سيادتها واحترامها، ولوتتبعنا الحركات السياسية "والجماعت المسلحة "التي تشكلت في فلسطين بعد الفشل العربي الذريع في ضمان الحقوق الفلسطينية لوجدنا ان لكل واحدة من تلك الحركات اتجاهاتها وسياستها في التعامل مع الملف الفلسطيني فمعظم الحركات الفلسطينية تأسست على اساس اسلامي جهادية تعتمد العنف والمقاومة وسيلة لاخراج اسرائيل من الاراضي الفلسطينية باسثناء منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات والمعروفة بحركة فتح التي تخلت عن العنف واتجهت الى اعادة هيكلة نفسها بشكل يسمح لها بأداراة شؤون دولة وليس جمعات مسلحة ومتفرقة ،واعتمدة المنظمة على الحوارات السياسية كنقطة مركزية في تعاملها مع اسرائيل والمجتمع الدولي خصوصاً بعد ان وقعت على مبادئ اوسلو عام 1993 متخلية بذلك عن العنف والاعمال المسلحة اضافة الى اعلانها عن احترام قرار مجلس الامن رقم 242 الذي يمنح اسرائيل اعتراف ضمني بالوجود كدولة لها كيانها ومؤسساتها.
ان من ينظر الى التحول الكبير الذي حصل في موقف حركة فتح منذ اعلان مبادئ اوسلو بالتعامل مع الواقع السياسي الفلسطيني يدرك ان الحركة بالرغم من التحديات والمعارضة الكبيرة التي واجهتها من قبل الحركات الاسلامية الفلسطينية خصوصاً من حركة حماس اضافة الى مواقف الدولة العربية والاسلامية منها نجد بانها استطاعت ان تشكل نقطة محورية مهمة في تاريخ الدولة الفلسطينية لانها حصلت مقابل هذا التحول في سياستها على امكانية الدخول الى الضفة الغربية في قطاع غزة ليحصل الشعب الفلسطيني ولاول مرة على حكم ذاتي في غزة.
غير ان هذا الاستقرار النسبي تحول نتيجة ضغط الجماعات الفلسطينية المسلحة الى انتفاضة شعبية عارمة عام 2000 شاركت فيها السلطة الفلسطينية نفسها هدفها طرد اسرائيل من كافة الاراضي الفلسطينية ، الاان العمليات العسكرية الاسرائيلية جاءت انتقامية وادت الى قتل وتشريد عشرات الفلسطينيين وازداد الحصار الاسرائيلي مما اعادة القضية الفلسطينية الى مربعها الاول اي قبل توقيع مبادئ اوسلو عام 1993.
وبعد وفاة ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينة اخذت العلاقات الاسرائيلية _الفلسطينية تأخذ منحى اخر خصوصاً بعد انتخاب محمود عباس رئيساً للسلطة الفلسطينية والذي تعهد للمجتمع الدولي ان يحجم العمليات المسلحة مقابل انسحاب اسرائيلي من قطاع غزة ، ومع انسحاب اخر جندي اسرائيلي من غزة بدأت مرحلة جديدة من الصراع الفلسطيني لكن هذه المرة صراع داخلي بين فتح وحماس الامر الذي ادى دخول الشعب الفلسطيني في اتون الصراعات من جديد لاسيما بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية وتشكيلها للحكومة والتي واجهت مقاطعة كبيرة وعلى كافة الصعد حيث بدأت اسرائيل تعود مرة اخرى الى دائرة الصراع ولكن مع تايد كامل لمحمودعباس التي وجدت فيه فرصة حقيقية لتحقيق مبادرة السلام.
لذلك فان مع ازياد سرعة الصراع الفلسطيني_ الفلسطيني بين فتح وحماس والتي تعد من الناحية السياسية اكثر خطورة من الصراع مع اسرائيل لانه ادى بالنتيجة الى حدوث اشتباكات دموية بين الفلسطينيين انفسهم ويمهد الى الانزلاق نحو حرب اهلية واسعة وكبيرة تشمل كافة ضواحي غزة خصوصاً مع وجود تغذية عربية ودولية مستمرة لهذا الصراع ،لذلك فان الشعب الفلسطيني مطالب بالتدخل لوضع حلول ناجعة لمشاكلهم الداخلية لانهم قادرين على بلورة مشروع وطني ينقذهم من الاقتتال اليومي،وينبغي ان يضعوا الاسس العلمانية والليبرالية منطلق لبناء دولة فلسطينية جديدة ليس للحركات الاسلامية المتطرفة والمتشددة مكاناً فيها ،لاسيما وان التجربة اثبتت لهم فشل الحكومة الاسلامية التي شكلتها حماس ووحدهم عاشوا الم الحصار الاقتصادي الذي فرضته اسرائيل على حكومة حماس "الطلبانية" التي كشفت عن نوايها وارتباطاتها الوثيقة بحركة طالبان .
وفي الوقت الذي ندعوا فيه الشعب الفلسطيني الى تبني النظام العلماني في بناء الدولة الفلسطينية ندعوا المجتمع الدولي الى ضرورة مساعدة هذا الشعب للتخلص من قهر الجماعت الاسلامية المتشددة والتي كانت السبب الرئيسي في تعطيل تشكيل الدولة الفلسطينية لان اسرائيل في الضروف الراهنة اصبحت حقيقة مرة يجب تصديقها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة