الان .. شكراً لك ايها الرفيق سليمان .!!

حققت الجبهة في شفاعمرو خطوة نحو الامام .. وربما نعدها اكثر من ذلك!! حيث جاءت رداً على الحقد الاعمى الذي بثته زعانف الجماعات الطائفية والعائلية والسلطوية .. كل باسلوبه ومقدراته وامكانياته المختلفة .. مهددين ان يقضوا على التمثيل الجبهوي في مجلس بلدية شفاعمرو هذه المرة .!!
لذا اعتقد ان هذا الرد هو الرد الأحق والأصدق لدى الجبهوين والرفاق, في تحقيق تقدم نوعي لا يستهان به .. خاصة في معمعة الظروف السائدة على ساحتنا المحلية في شفاعمرو ! تلك المسيطرة بصورة فوضوية على مجريات الامور وتقلباتها, بدافع الصيغ التافهة والمهترئة للطرح والجدل الكاذب , والمتمرس في خانة المصلحة الفردية والمآرب الشخصية التوظيفية المتمثلة بأسم العائلة او الطائفة .

لقد استطاع رفاقنا وجبهوينا الفاعلين ان يقتحموا كل الحواجز والوصول الى اعداد كثيرة من الناس في بيوتهم ..من خلال الطرح الجريء المتمثل بخوض معركة الانتخابات للرئاسة, بمرشحنا الرفيق المحامي سليمان سلامه !! لقد سمعت من اكثر من واحد منهم ان هذه المرة كانت اسهل مرة .. فلقد شكل وجود سليمان سلامه على ساحة المعركة الانتخابية فرصة للشموخ والاعتزاز بالانسان والموقف .. حيث مثل بشخصه وتاريخه هذا النوع من الانسان الجريء والموقف الجريء على مر حياته النضالية والشخصية !! كواحد من ابناء شفاعمرو الشرفاء , وواحد من الرفاق الجبهويين الذين يملكون هذا التاريخ وهذا الموقف .

نعم.. لم ينجح سليمان في الوصول الى جولة ثانية مقابل عرسان , اسوة بالآخرين!! بيد ان المشكلة لا تكمن في سليمان انما تكمن في الواقع العام والردة الشاملة التي تجتاح واقعنا.. مما يذكرني بقول للشاعر مظفر النواب جاء فيه .. " والشعب وليس الحاكم اعور!!"

لذا اقولها علناً شكراً لك ايها الرفيق سليمان .. فلقد استطعنا بوجودك ومن خلال بيت عائلتك الذي تحول الى قلعة .. ان نقتحم الاسوار الطائفية والعائلية , وان نخلط كل الاوراق التي اعدها قراصنة الاصوات ومقاولي التحالفات !! وكنا ولا زلنا ايها الرفيق, نعتز بصدق ومحبة وجودك بيننا , لانك من خلال لقاءاتك مع الناس وكلماتك الصادقة والاتية من عبق خبرة السنين والعمل النضالي بيننا, والواضحة كالشمس في انتمائها وجدليتها .. اتحت لنا الفرص واسهمت اسهاماً كبيراً في قول كلمة الجبهة وطرحها المتفرد والوحيد .. طرحها السياسي والفكري والوطني الصادق .!! فلا عليك ايها الرفيق ان لم يصدق الآخرون معك .. فحسبك انك كنت صادقاً وامين .!! وحسبك انك انتميت الى الطريق المشرف الذي سجل بطولات هذا الشعب ودافع عن بقاءه وحقه وكرامته .. في اسوء الظروف والّعنها, رغم ان هذا الطريق لم يأخذ حقه لغاية اليوم ..! ولا يزال الكثيرون من ابناء شعبنا الى اليوم ينصاعون ويمضون اسراباً في طريق العائلية والطائفية.. وحتى اسوء من ذلك , في الطريق السلطوية ايضاً.!!

مرة اخرى اشد على يديك ايها الرفيق .. واعتقد انها "للخلف كانت خطوة" من اجل خطوة واثقة الى الامام !! فنحن امام خمس سنوات عجاف تحتم علينا ان نحمل معاولنا ونشمر عن سواعدنا .. لنواجهها بصبر وكرامة وهامات مرفوعة , لاننا لم نركع ولم نساوم ! وحسبنا اننا كذلك !!!

اسماء مواقع من اراضي شفاعمرو:
واذكرهنا بعضاً منها كل مرة , وبموجب تسلسل الارقام المسجلة على قطعها كما وثقتها مساحة فلسطين عام 1944 .. ومنها ايضاً : القطعة رقم 10280 واسمها حواكير الدروز , القطعة 10281 اسمها اشلول الدروز , والقطعة رقم 10282 اسمها الشكاره , والقطعة رقم 10283 اسمها الشكاره الشرقية , والقطعة رقم 10284 اسمها ظهر الكنيس .. يتبع.

من ابنائها :
نقولا الدر
انجبت شفاعمرو كثيراً من الوطنيين الشرفاء ونقشت فلسطين اسمائهم باحرف العزة والكرامة على بساط تاريخها العريق .. من بينهم طيب الذكر المرحوم نقولا الدر الذي ولد في شفاعمرو مع مطلع القرن الماضي . التحق الدر في المدرسة الاميرية بالقرية وتعلم فيها سنوات المرحلة الابتدائية, لينتقل بعدها للدراسة في كلية (كردينال فراري) التي اصبحت فيما بعد كلية التراسنطة في القدس حيث تخرج منها في صيف 1926م

بعد مضي عام على تخرجه عمل موظفاً في دائرة الجمارك والتجارة الفلسطينية في حيفا .. وقد تحدد القسم الاكبر من عمله في مجال النفط. وحين تأكد من ضخامة وخطورة الزحف الصهيوني على فلسطين, شحذ قلمه وبدأ يكنب معالجاته ورؤيته السياسية باسماء مستعارة .. وذلك بسبب حظر العمل السياسي على موظفي الحكومة, ومن الاسماء التي وقع بها مقالاته السياسية اسم (ابن الصحراء) .. اضافة لهذا نشر العديد من كتاباته الادبية في العديد من الصحف والمجلات العربية, واتخذ من جريدة "فلسطين" اليافاوية منبراً لبث انتاجاته الادبية ومعالجاته الاجتماعية .

نزح نقولا الدر كما معظم ابناء حيفا بعد ان سقطت بايدي العصابات الصهيونية ابان النكبة الفلسطينية .. لتحط به رحال التشرد في مدينة الاسكندرية المصرية .. الا انه بعد مضي عام على تواجده في مصر , تركها مغادراً الى بيروت .. وفيها بدأ يظهر نشاطه السياسي والادبي بشكل مكثف وملحوظ, وذلك من خلال ما نشره في صحفها .. بحيث بدأت كتاباته تأخذ شكل الدراسات والبحوث المتمثلة في فهم معضلة قضية فلسطين واسقاطاتها ..! حتى جاء صيف عام 1952 حيث تم اختياره ليتولى مهمة تحرير الشؤون العربية في جريدة "ديلي ستار" الانجليزية الصادرة عن (دار الحياة) البيروتية .. وليستمر في عمله حتى سنة 1954 ويصبح بعدها رئساً لتحرير هذه الصحيفة .

مع حلول شهر آب من عام 1959 ترك عمله في صحيفة (الديلي ستار) لاسباب سياسية , وعاد لينشر ابحاثه السياسية والادبية في المجلات والصحف اللبنانية الصادرة ببيروت . الى ان انتخب نائباً لرئيس المجلس الوطني الفلسطيني في ايار من العام 1964 ..! كما اختير ليكون عضواً في اللجنة التنفيذية الاولى لمنظمة التحرير الفلسطينية .. وقد تولى منذ حينها رئاسة دائرة الاعلام والتوجيه القومي , فانشأ اثناء توليه هذه المهمة اذاعة (صوت فلسطين) وذلك في اذار من العام 1965 في القاهرة .! وانشأ ايضاً مركز الابحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت .. الا انه في حزيران من نفس العام قدم استقالته ليعود الى مجال البحث والدراسات والكتابة .

توفى الفلسطيني ابن شفاعمرو في مستشفى الجامعة الامريكية ببيروت في 19 من آذار سنة 1967 .. وفي اليوم التالي وريّ الثرى في مقبرة رأس النبع للروم الكاثوليك .. وقد نعته نقابة المحررين اللبنانيين ومنظمة التحرير الفلسطينية .. كما ابّنَه مدير منظمة التحرير في بيروت ونقيب المحررين اللبنانيين, فيما تحولت جنازته الى موكب وطني زاخر واسدل على جثمانه علم فلسطين رباعي الالوان والاماني .!!

كلمة :
يا أيها الناس
كل الأمور رَضِيتُ ..
سوى الخنوعْ .!!
رَضيتُ بالفقرِ بالمرضِ بالجوعْ
رَضيتُ بالعَجز بالدموعْ
الا انني لم أرضَى أبداً
يا ايها الناس ..
بالخيانة ..
بالمذلة ..
بالركوع .!!
 
   زاهد

يتبع في الاسبوع القادم
المراجع:
 اوراق وسجلات قديمة من محفوظات ارشيف بلدية شفاعمرو
 مجلة "المختار" بدون غلاف يعود اصدارها الى النصف الاول من القرن الماضي
صحف ومطبوعات عربية وعبرية
مواقع على شبكة الانترنيت