الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعوة التكنوقراطية .. أو مرگتنه بزياگنه !

علاء الزيدي

2007 / 11 / 3
كتابات ساخرة


إنتظر العراقيون طويلا ً وفاء رئيس الوزراء نوري المالكي بوعده ، حول استبدال وزراء من التكنوقراط بوزراء المحاصصة المنسحبين ، ولكنهم أدركوا ، في نهاية المطاف ، أن خوجة علي لن يكون أحدا ً آخر غير ملا ّ علي ، في أية حال من الأحوال !
فأسماء المرشحين لشغل الحقائب الشاغرة ، سواء ً المقبول منهم برلمانيا ً أًوالمرفوض ، لاتسمح ، على الإطلاق ، بتغيير " نظرية " الحيلولة ، حتى الرمق الأخير ، دون أن يُـراق حساؤنا إلا في جيوبنا ، رغم أن من المفروض أن يكون هذا الحساء حساء الجميع .
فعن أي تكنوقراط وهراءقراط يتحدث السيد رئيس الوزراء والدائرة القريبة منه ، وقد جاء لنا ، أو جيىء له ولنا ، بأسماء بعضها بعثي ٌّ ركب الموجة الدينية اللـِّحيـَوية فقط حينما أصبحت تدرُّ عسلا ً ولبنا ً ، وبعضها الآخر كلـُح َ وجهه وشحب لونه من كثرة الاستخدام ، وليته كان نافعا ً يوما ً ما ، قبل أن تنفد صلاحيته ، كما نراه اليوم !
إن التكنوقراط ، كما يفهمه علية القوم و نفهمه نحن ، عامّة الناس ، أيضا ً ، هو أن توكل أمور المجتمع إلى أناس متخصصين ، كل ٌّ في مجاله وشأنه ، بصرف النظر عن انتماءاتهم العرقية والسياسية والدينية . وكلـّما كان هؤلاء المتخصصون محايدين وغير مؤدلجين ، كان أفضل ، فأين موقع مثل هذا الكلام السليم ، من مرشحي السيد المالكي ؟ نترك الجواب للجمهور !
لكن ينبغي إضاءة شيء ٍ ما أمام رئيس الوزراء ، وهو أن سياسته المتمثلة باحتكار كل المناصب ، صغيرها وكبيرها ، لأعضاء في حزب الدعوة الإسلامية ، أو متعاطفين معه ، أو آخرين كانوا يدّعون في مجالسهم الخاصة أنهم خرجوا من الدعوة ، منذ أمد ٍ بعيد ، يوم َ كان الإنتماء للدعوة مثيرا ً لحفيظة الإيرانيين ( أولياء النعمة ؟ ) ثم فوجئنا بهم ، وهم يتصدّرون المجلس ، بعد مجيء نوري المالكي إلى رئاسة الحكومة ، هذه السياسة ليست سليمة ولا منطقية ، ومن شأنها أن تـُفقده دعم قطاعات واسعة من العراقيين ، في الداخل والخارج ، أعدادهم في تزايد ، يوما ً بعد يوم .
فالدعوة ليس إلا حزبا ً من بين العديد من الأحزاب ، والأحزاب كلـُّها لاتختصر الوطن أو توجزه فيها وفي أعضائها وقادتها ، وتجربة حزب البعث التي قادته إلى القبر ، لم تتمثـّل في شيء ٍ آخر ، كما نعلم ويعلم نوري المالكي ، أكثر من تمثـُّلها في احتكار صغير المناصب وكبيرها للمحازبين والمجايلين والأقران وأبناء المحافظة والمدينة والقرية .
و همسة أخيرة في أذن السيد رئيس الوزراء : ثمـّة الكثير ، هنا في موطن الليبرالية والشفافية والحقائق المكشوفة ، مما نحول بينه وبين جمهورنا ، في الداخل ، من باب أن ليس كل ّ مايـُعرف يقال ، فليحرص سيادته – بالمسلك الوطني دون الحزبي – على حضّنا على مواصلة التمسـُّك بهذا المسعى الحميد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا


.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور




.. كواليس عملها مع يحيى الفخراني.. -صباح العربية- يلتقي بالفنان


.. -بين المسرح والسياسة- عنوان الحلقة الجديدة من #عشرين_30... ل




.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين