الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شبيهو سالفوهم

محيي هادي

2003 / 11 / 6
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


الإرهابيون الذين يتسللون من الحدود السورية و يقومون بالعلميات الإجرامية ضد العراق ، يذكرونني بما  كان يقومون به سالفوهم قي الماضي ضد تراب العراق و ضد السلم و الأمن فيه.
فغارات أهل الشام، كما يقول ابن الأثير في تاريخه ، كانت مستمرة على أطراف العراق في أيام الخليفة علي ابن أبي طالب (ع). و لم يكن أصحاب معاوية يعيرون أي اهتمام الى إطاعة أولي الأمر ،هذه الإطاعة التي يتبجحون بها الآن أحفاد أولئك السلف الطالح و يبالغون فيها  عندما يكون الأمر مع الغير.
و قتل الأطفال و العزل لم يكن غريبا على المجرمين الإرهابيين الحاليين، فإن سلفهم الطالح معاوية كان قد  أرسل المجرم بسر ابن أرطاة الى اليمن ، و كما يقول المسعودي في مروج الذهب ، فإن بسر بن ارطاة قد قبض على طفلي عبيد الله بن العباس والي اليمن آنئذ و قتلهما. فلم تكن في قلبه أية رحمة للطفلين. و عبيد الله بن العباس هو إبن عم للنبي (ص) .و قتلَ بسر بن أرطاة العامري بصنعاء خلقا كثيرا من الأبناء ، و لم يبلغه عن أحد أنه يمالي عليا أو يهواه إلا قتله.
و بعدم الرحمة و الإجرام تشـبـَّهَ الإرهابيون الحاليون  فقتلوا أطفالا و نساء و رجالا مسالمين ، كانوا في الشوارع أم في البيوت أم في المدارس. و لم يسلم  محبي  علي (ع) من الغدر و الإجرام ، فقتلتهم  أيادي الإرهابيين ، ولم تشفع الصلاة و لا حرمة الجوامع المقدسة لتمنعهم من الإجرام.
و استبيحت مدينة النجف الأشرف ، فاغتيل غدرا فيها المسلم المسالم محمد باقر الحكيم و ذهب معه الكثير من الضحايا، أكثر من مائة مصلي، و جرح المئات . هذه الحادثة تذكرني بما كتبته كتب التاريخ عما قام به أعوان يزيد بن معاوية ، الطاغية الآخر، باستباحة المدينة المنورة المقدسة، فقتل الآلاف و بُـقرت بطون الحوامل و فُـجِـرت رؤوس الأطفال بالحيطان.
إن البعثيين ، كل أنواعهم ، هم نسخة للأمويين في أعنف صور الطغيان. لقد قال الوليد بن يزيد أحد خلفاء الأمويين:
و نحن المالكون الناس قسرا ….. نسودهمُ المذلة و النَّـكالا.
و نوردهم حِياض الخسفِ ذُلاَّ….. و ما نالـوهمُ إلاَّ خِبـالا.
إن حكام البعث الفاشست الذين يتحكمون الآن برقاب السوريين  في دمشق هم من داعمي الإرهابيين و مموليهم، الإرهابيون  الذين يتسللون الى وطننا ليشعلوا فيه الغدر و الإجرام و الخراب. لقد كانوا سابقا أسلافهم الأمويون من مصدري الإرهاب و الولاة القساة لحكم العراق بالحديد و النار. مَنْ من العراقيين لم يسمع بظلم الحجاج؟ الحجاج الوالي الذي عينوه السالفون الشاميون، و الآن يأتي الأحفاد ليعملوا ما عمل الأجداد.
و لم ينس الآباء ما قام به الأجداد القدامى ، فقام آباء البعث و معهم ?مال المصري بإرسال أسلحة الغدر و الدمار لإفشال أول تجربة عراقية ديمقراطية في عراق عبد الكريم قاسم. و على أيدي البعثيين العفالقة تم قتل الآلاف من أبناء شعبنا العراقي.
كان حكام الشام و لا يزالون مصدر شؤم للعراق ،
فهل من شؤم لا يأتي من الشام؟
لقد صرَّح شرع الحكم البعثي السوري بأن الحدود السورية مع العراق طويلة و لا يمكن لحكمه الدموي أن يسيطر على تسلل الإرهابيين الى العراق. هل إعتقد فاروق الشرع البعثي السوري أن هذه الحيلة و التبرير تمر على العراقيين ( وتعبر) كما مرت حيلة معاوية على أهل الشام في حرب صفين ، إذ صلّى بهم الجمعة في يوم الأربعاء.
و يذكر إبن الجوزي في أخبار الحمقى و المغفلين أنه كان للحجاج قاض بالبصرة من أهل الشام يقال له أبو حمير. فحضرت الجمعة فمضى يريدها، فلقيه رجل من العراق فقال له: يا أبا حمير أين تذهب؟ قال:الجمعة. فقال : ما بلغك أن الأمير قد أخـَّر الجمعة اليوم. فانصرف القاضي راجعا الى بيته. فلما كان من الغد قال له الحجاج: أين كنت يا أبا حمير لم تحضر معنا الجمعة؟ قال: لقيني بعض أهل العراق فأخبرني أن الأمير أخَّـر الجمعة فانصرفت. فقال الحجاج : أما علمت أن الجمعة لا تؤخر.
و يذكر المسعودي أيضا ، أن رجلا من أهل الكوفة دخل على بعير له إلى دمشق ، فتعلق به  رجل من دمشق فقال هذه ناقتي ، أخذت مني بصِّفِين ، فارتفع أمرهما الى معاوية ، و أقام الدمشقي خمسين رجلا بيّـنة يشهدون أنها ناقته ، فقضى معاوية على الكوفي ، و أمره بتسليم البعير إليه، فقال الكوفي : أصلحك الله ! إنه جمل و ليس بناقة ، فقال معاوية : هذا حكم قد مضى.
لقد دعا بعثيو سوريا الى عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول المحيطة بالعراق ، إضافة الى مصر. و لم يدعو البعثيون وزير خارحية العراق ،صاحب الأمر و الشأن ، الاّ أن البعثيين ،و بعد ضغوط و بشكل متأخر جدا، إضطروا الى دعوة ممثل العراق.
لقد رفض وزير الخارجية العراقي الدعوة ، لأنها جاءت متأخرة و غير لائقة بالعراق. إنني أحيي هذا الرفض من قِبَل وزير خارجيتنا، على الرغم من أن الرفض جاء بإسلوب دبلوماسي كان من المفروض أن يكون فيه حدة و سخرية بأولئك البعثيين ، الاّ إنه عبـَّر عن عزة نفس. إننا لا نريد مجاملات مع البعث و لا نريد مراعاة مع الذين لا يراعوننا ، و لا نريد أن يقَّدم أي إحترام لمن لا يحترمنا.
و إنتهى المؤتمر ، و نتائجه دلت على أن بعث الإجرام السوري قد  نكس رأسه ، و إعترف بمجلس الحكم العراقي المؤقت، على الرغم من عدم وجود ممثل عراقي فيه.
هل أن يد قوة الجبار الأعظم ، الولايات المتحدة ، قد ضربت بقوة و عنف على طاولة مفاوضات الإجتماع؟
هل فعل البعث السوري ،مثلما كان يفعل توأمه العراقي ، فحَـلَّ التكة و خلع السروال؟
إن هذا قد تعلَّـمته كل أنواع البعثيين منذ اليوم الأول من حياتهم ، فإنهم لا يستطيعون الوقوف أمام العاصفة، بل يحنون رؤوسهم أمامها. و معروف شعارهم : إحني رأسك يا بعثي أمام العاصفة.
إحذروا البعثيين، إنهم، بموقفهم المسالم (!) ،يقفون الآن  نفس موقف الأمويين حاملي المصاحف في معركة صفين ، سالفوهم من أعوان معاوية.
أيها البعثيين الدمويين :
الله يعلم أنّا لا نحبكمُ …. و لا نلومكمُ أن لا تحبونا

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممر رملي قد يدهشك وجوده.. شاهد كيف عبَر إماراتي من جزيرة إلى


.. حزب الله يعلن استهداف موقع السماقة الإسرائيلي في تلال كفر شو




.. لماذا تضخ الشركات مليارات على الذكاء الاصطناعي؟! | #الصباح


.. حكومة نتنياهو تستعد لتطبيق فكرة حكم العشائر خاصة في شمال غزة




.. هل يمكن للأجداد تربية الأحفاد؟ | #الصباح