الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مركز القصور الكلوي بورزازات، بين معالجة القصور الكلوي و مكافحة القصور الإداري

مصطفى جليل

2007 / 11 / 8
كتابات ساخرة


قبل أن يفتتح مركز القصور الكلوي بورزازات أبوابه في وجه المرضى من سكان الجنوب ، كان الكثير منهم يقطع المسافات الطوال من أجل تلقي العلاج في مدن أخرى أوفر حظا ، كمراكش التي كانت تستقبل عددا هائلا من مرضى القصور الكلوي الذين يضطرون أحيانا للاستقرار في هذه المدينة لتجنب متاعب الذهاب و الإياب ، ليضيفوا بذلك عبئا آخر هو البحث عن مأوى لهم طوال مدة العلاج التي قد تكون مدى الحياة و هذا ما يجعلهم أمام حل لا ثاني له و هو استأجار شقة أو شراء منزل – لمن استطاع إليه سبيلا- و هذا نادرا ما يحدث بسبب الفقر الذي يعيشه سكان الجنوب .
خلف وقع افتتاح مركز القصور الكلوي بورزازات أثرا إيجابيا في نفوس المرضى ، فسيريحهم من مصاريف السفر و لإيجار و سيقلل عموما من تكاليف العلاج ، بيد أن واقعهم لم يتغير إلا نسبيا ، لأن المركز الذي يحتوي تقريبا على 6 آلات للتصفية ، يعاني من عدة مشاكل تتشكل أساسا من مشكل النظافة و الصحة نتيجة القصور الإداري و الإهمال الذي لحقه ، ففي زيارة قمت بها شخصيا لهذا المركز . قد شاهدت عدة أكياس بلاستيكية تحتوي على نفايات طبية مرمية أمام المدخل ، الأمر الذي يجعل هذا المدخل يتحول إلى مزبلة للنفايات الطبية يهدد صحة كل من يعبث بمحتويات الأكياس ، خصوصا و أن من بين المرضى أطفال ما زالوا في مرحلة الاكتشاف و الفضول ، كما يظهر على أرضية المركز مدى إهمال المكلفين بالنظافة و تقاعسهم في أداء واجبهم ، و عن غض المسئولين الطرف عما يحصل . هذا فيما يخص جانب النظافة أما فيما يخص صحة المرضى و تغذيتهم ، فقد أكد بعضهم أن وجبات الغداء التي تخصص لهم و تحتسب طبعا من ثمن كل حصة علاجية ، لا تأتيهم يوميا ، و أنه في بعض الأحيان يتم إلغاؤها ليتم إخراجها و تهريبها إلى خارج المركز – على حد قولهم- و حتى إن قاموا بتقديمها فإنها تكون هزيلة جدا ، و يقول المرضى بأن الوجبات يتم التصرف فيها قبل تقديمها من قبل العاملين .
في كل يوم على الساعة السابعة أو قبلها بقليل ، يعاني المرضى من البرد القارس خارج المركز الذي لا يتوفر على أي مكان قد يقيهم من البرد ، في انتظار فتح أبوابه . نظرا لقدومهم المبكر لتلقي العلاج نتيجة بعدهم الجغرافي و تنفيذهم لأوامر المسؤولين على المركز التي تقضي بحضورهم في الساعة السابعة و هو الوقت الذي يكون فيه المركز خاليا إلا من موجات البرد و الصقيع التي قد تزيد من حالة المرضى .
قد كنا نسمع سابقا عدة إشاعات و أخبار غير مؤكدة عن المراكز الصحية و المستشفيات في المغرب ، و كيف يتم إقالة دكتور ما ، أو تغيير فلان بفلان ، نتيجة التقاعس و الإهمال ، فمتى ستعود الأخبار لتكون مؤكدة عن تغيير عقلية الموظف المغربي الذي يظل دائما مهملا و غير متفان في أداء واجبه؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال