الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة الفلسطينية المرتقبة يتطلب ان تكون علمانية والا----------

عبدالله مشختى

2007 / 11 / 3
ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين


الدولة الديمقراطية بالمفهوم المعروف والتى تؤمن بصدق بالديمقراطية لن تكون فى مضمونها ديمقراطية فى التطبيق او عمليا لن تتمكن من ممارسة الديمقراطية الكاملة اذا لم تكن تسير على النهج العلمانى وخاصة فى عصرنا الراهن ، لان حتى الانظمة الشمولية والدكتاتورية ايضا تدعى بالديمقراطية ولكن اية ديمقراطية ، ديمقراطية مغلقة او محددة بمقاس النظام الذى يتحكم فى السلطة ، نحن لانطالب بديمقراطية سائبة كليا ولكن تكون دستورية وقائمة على مبدأ الانتخاب الحر والنزيه وبالاقتراع المباشر من قبل الشعب ، هذا النوع من نظام الحكم لايمكنه ان يطبق هذه الديمقراطية اذا كانت تتحكم فيه التيارات الاصولية المتشددة والتى تطالب دائما بان يكون دستور الدولة مبنيا على مبادئ الشرع والفقه والسنة ، ان الدولة الفلسطينية المرتقبة ان نجح مؤتمر الخريف يجب ان يكون نظاما ديمقراطيا وعلمانيا كى تتمكن من الوقوف على رجليها وتكوين نظام مؤسسات الدولة لاسباب عديدة من اهمها انه فى حال قيام هذه الدولة التى تكون بجانب دولة اسرائيل وحتما ستكون هناك علاقات متميزة بينهما من جميع الجوانب الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية فيتعذر انذاك ان تقبل اسرائيل بوجود دولة على حدودها ويكون نظامها دينيا او شبه دينى او اصولى تؤمن بالتشدد او التطرف ، وايضا هناك التيارات السياسية الليبرالية الفلسطينية والتى لا ترغب باقامة نظام من هذا النوع وهناك التوجه الامريكى والغربى وحتى العربى فى هذه القضية وعلى الشعب الفلسطينى بتياراته اليسارية والديمقراطية ان توحدصفوفها وان تتعظ من تجربة الانتخابات الاخيرة والتى ادت الى فوز حركتى حماس والجهاد بالاكثرية البرلمانية والتى باتت ليس حجر عثرة فى طريق مشروع الدولة الفلسطينية بل ادت الى مزيد من العنف وسفك الدم الفلسطينى فى ظل تلك الحكومة والتى هى معروفة مواقفها المسبقة تجاه اسرائيل وامريكا والغرب عامة وهى العداء لهم كونها متحالفة مع التوجهات الايرانية والتى لا تريد للقضية الفلسطينية ان تهدأ من منطلق تدمير اسرائيل فقط لحفظ التوازنات الدولية والاقليمية لصالحها والا فلماذا لم تبادر ايران وحليفاتها فى المنطقة للتحرك من اجل حد للانتهاكات التى كانت ولا زالت تجرى يوميا ضد الشعب الفلسطينى فى هذا الصراع الدامى منذ عقود من الزمن .
ان حركات فلسطين الاصولية من حماس ولبجهاد وغيرها عليها ايضا ان تبدى المرونة الكافية فى هذا الاتجاه وان تتخلى عن العنف والتطرف والتشددفى المطالب وفى الصراع مع دولة اسرائيل ان ارادت للشعب الفلسطينى ان تستقر وتوقف بحر الدم الذى يسيل منذ اكثر من 50 عاما ولم تؤدى الى نتيجة سوى المزيد من القتل وسفك الدماء والتدمير للبنية الاقتصادية والبشرية للشعب الفلسطينى ومن ثم الاخلال بالتوازن البشرى بين اسرائيل والشعب الفبسطينى لصالح الاولىاضافة الى بقاء المنطقة كلها على فوهة البركان وبؤرة لكل الازمات والتوترات فى المنطقة .
ان النظام العلمانى كنظام تتمتع بمزايا كثيرة من ناحية صيانة حقوق الانسان وحقوق المرأة واعطاء الحريات العامة للمواطن الحريات العامة والخاصة وحرية الصحافة وغيرها من الحريات بعكس الانظمة الشمولية التى تحرم على الشعب كل ما ورد ذكره من حريات وحقوق وثانيا ان النظام العلمانى لا ينكر الاديان ولا تمنعه سوى انها تنادى بفصل الدين عن السلطة ان لاتمسى السلطة الة بيد رجال الدين يسيرونها وفق توجهاتهم من خلال الفقه والشريعة فيما يختص بامور الحياة والحقوق والتشريعات المتعلقة بالقوانين والانظمة السارية فى الدولة ، ان العقيدة وممارسة الطقوس والعباداة لن تنكرها الانظمة العلمانية وبوسع اى انسان فى نظام علمانى ان يتمتع بكامل الحرية فى العبادات وممارسة الطقوس والمناسبات الدينية .
ولعل النظام العلمانى المقيم فى العراق حاليا ورغم بعض التحفظات واستثناء من الوضع الامنىالذى سادها خلال السنوات الاربع الماضية تعتبر كنموذج للنظام الديمقراطى والشبه العلمانى لان الدستور العراقى ايضا لم يتضمن العلمانية الكاملة وذلك للموقع الذى يحظى به القوى الاسلامية والدينية من الاحزاب السياسية ، وستثبت مستقبلا بانه سيكون من الانظمة الجيدة فى المنطقة رغم ان شعوب منطقتنا لم تتعود الى هذه الانواع من الانظمة الديمقراطية لانها حجبت عن الشعوب منذ اكثر من قرن من قبل الحكومات الدكتاتورية والشمولية التى حكمت المنطقة ولازالت فى العديد من دول المنطقة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA