الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحث عن وطن أوسع من حدود القبيلة

هشام السامعي

2007 / 11 / 4
كتابات ساخرة


في الوقت الذي يطمح فيه شباب العالم المتقدم إلى كسر حاجز العولمة والتحول إلى مجتمع موحد لايعترف بحدود جغرافيا يمكنهم من التوسع في مسار تخيلهم للمستقبل وإزاحة الضغط الحاصل من أزمة الهوية وعولمة القواسم المشتركة بين الشعوب نظل نحن كعرب نشحذ قوانا للحفاظ على هوية لا تملك أي ملامح واضحة نتيجة الإرث التاريخي الذي زُج به إلى المقدمة لحصر كل نكسات العرب في كونهم بعيدين عن العروبة وتوابعها من المشترك الأهم في اللغة والديانة .
إذاً فالقضية لاتعدو عن كونها عصبيات ربما أدركها الاستعمار الغربي وشجع على بروزها بحيث تظل القضية الأساسية في مقابل تغييب تام لباقي القضايا الأكثر أهمية من حيث ملامستها لحاجات الفرد في هذه المجتمعات , فالمواطن العربي لن يكون همه الأول الحفاظ على هويته في الوقت الذي لايجد أهم أساسيات الحياة من طعام وشراب وملبس .
الحديث عن الولاء الوطني يبدو مناقضاً جداً لتلك الصورة التي تشكلت في الوعي العربي / اليمني تحديداً / في حين يتزاحم الألاف من أبناء البلد أمام سفارات الدول الأخرى / الخليجية والعربية والغربية / فالعملية هنا ليست مجرد الخروج للبحث عن الرزق وتوفير طرق معيشة أفضل فالكثير يخرج وهو يدرك أن العالم أوسع من القبيلة وأن الرزق ليس بيد / الرئيس أو الزعيم / وهو بذلك يبحث عن وسائل معيشة جديدة تخفف عن ذهنه تلك الصورة القاسية التي شكلتها سنوات الشقاء والعناء في وطن تسيطر عليه الإقطاعيات وتحكمه سلطة تراهن في بقائها على حفظ مصالح القبيلة أولاًَ وتزيد على ذلك بأن تجبر المواطن على تقديم الولاء لها من زاوية الولاء الوطني بكل خضوع وتستغل حاجة الناس إلى حياة أفضل بالمزايدة على كل محاولة للخروج بالوطن من هذا الغياب والتغييب .
إننا قبل الحديث عن الولاء الوطني كواجب مُقدس بحاجة إلى معرفة ماهي الإيجابيات والحسنات التي يمنحها الوطن لكل مواليه , بحاجة إلى معرفة الفرق بين الوطن كذهنية وجدانية ووجود أعلى وبين السلطة الحاكمة والقبيلة كقوى استغلالية تتاجر بثروات هذا الوطن وتتاجر بهموم الناس وحاجياتهم , إننا بحاجة إلى تعريف واضح للوطن ومن ثم معرفة لمن الولاء أولاً .
كيف يمكن المفاخرة بوطن يعيش فيه 5% على خيرات الـ 95% وكيف لهم أن يؤمنوا بأنهم مواطنين يرعاهم هذا الوطن ويمنحهم هويات وجوازات سفر يبرزونها في المطارات الخارجية في طوابير خاصة بهم كُتب عليها / مواطني العالم الثالث / أو بمصطلح أكثر تهذيباً / مواطني الدول النامية / ويتجرعون غصص الحياة ويعاملون كقيمة زائدة بين البشر .
مقطع من قصيدة محمود درويش :
كلُّ العصافير التي لاحقتْ / كفى على باب المطار البعيد / كل حقول القمح / كل السجونِ / كل القبور البيض / كل الحدودِ / كل المناديل التي لوَحتْ / كل العيونِ / كانت معي، لكنهم / قد أسقطوها من جواز السفر!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. راجع اللغة العربية في ساعة.. أقوى مراجعة لمادة اللغة العربية


.. تغطية خاصة من حفل افتتاح الدورة السابعة والسبعين لمهرجان كان




.. حول العالم | موسيقى فريدة بأنامل أطفال مكفوفين في تايلاند


.. الدورة الـ 77 من مهرجان كان السينمائي.. ما أبرز ملامحها وأهم




.. الموسيقي المصري محمد أبوذكري يصدر ألبومه الخامس -روح الفؤاد