الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الحداثة

بشير ونيسي

2007 / 11 / 6
الادب والفن



حينما ننظر الى الآخر الذي شكل حضارة من ابداعه وحريته واختلافه ورغبته في المغامرة للكشف عن جوهر الانسان في الوجود نجد أنه قبض على ظله الضائع ونقش موقعه بمداد من ذهب على السطح واستطاع بوحيه الخلاق وارادة الحياة أن يتجاوز ويؤسس للوجود وليس التجاوز أن يرحل عن نفسه بل يرحل فيها ويجعل وطنه نفيا مؤقتا ليحرك كنه الوجود والعالم .
ان الفكر الغربي في ثورته مارس فعل برويثيوس الذي سرق قبس النار من الآلهة وقدمه للآخرين وهذا الفعل جعله يتأرجح بين اللذة والألم لذة الايروس وألم اللوغوس انها لحظة الاعلان عن التمرد للوقوف في وجه سلطة الدين التي حنطت روح الدين وخنقت الوحي ..انه التمرد الذي أحدث في الوجدان الحداثة أحدث وعيا كونيا وجوديا بفضله تخلص الانسان من قيوده وأبدع الحضارة بفنونها وعلومها.
1
ارتبط وعي الحداثة عند الغرب بثلاثة مفاهيم يجب ان نتدبر فيها لنعرف سرها الذي كان محركا للحضارة والابداع الأول يتمثل في جوهر الحرية وامكانيات الذات في التجاوز واثبات فعلها بدون قيد والمفهوم الثاني يتصل بحركية العقل ورغبته المطلقة في معرفة كوامن الأشياء والمفهوم الثالث يتمثل في ارادة الابداع ولحظات التجلي التي تقتنص المجهول المدهش وتجسده في رؤيا فنية خالصة تظهر في اللغة.
2
ان جوهر الحرية اذا اختفى يحدث لحظة اغتراب تجعل الكائن الانساني يضيع منه جوهر الوجود ويحترق بجحيم العدم ولذلك فالحرية ظهرت بفلسفة الكوجيتو الديكارتي أنا أفكر أنا موجود حتى كيركيجارد أنا أفكر أنا غير موجود.ويتحرك هذا الشيء حتى يصل الى سارتر أنا أفكر أنا حر..الحرية في ماهيتها تتصل بالارادة والاختيار ورغبة الذات في اثبات هويتها وتاريخها مهما كان الأمر واذا شعرت الذات بالقيد تشتت الانسان وتبعثر الحلم واختفى الوحي من هذا المبدا وانبعثت نهضة التنوير تنوير العقل تنوير الفكر وتشكل بذلك نظام اليمقراطية وحقوق الانسان.
أما حركية العقل فيمكن تحديدها في رغبة الاكتشاف وشهوة البحث وحالات الاختراع من أجل التفاعل والانسجام مع الطبيعة وتحقيق يوتوبيا الوجود من خلال ديمومة الخلق والتطور المبدع ..العقل في حركيته اعتمد على حرية الوجود لتحقيق هويته.
أما ارادة الابداع فانها تشخصت بين الحلم والوحي بين الحب والحق فولدت وجود فيضه الجمال اعطى للحياة وجها آخر يختلف في اشراقاته عن الواقع يريد ان يرسم معالم جديدة للوجود.
3
ثورة الحداثة عند الغرب هي بداية اشراق الحرية وحركية عقل يريد رؤيا تضمن له الخلاص والعلو من خلال دفقة الابداع الخلاق.
ويمكن حصر هذه الثورة الحداثية في الاتجاهات التالية.
1 –كانط وفلسفة أخلاق الواجب فقد حول المعرفة الى تجربة وهو يرى ان الانسان يعمل بحيث يصير عمله قانونا كليا يعمل بحيث يشعر بأنه يتعامل مع الانسانية يعمل كأنه يشرع للنظام والقانون انها سماء ذات نجوم فوق رأسه وقانون أخلاقي في قلبه.
كانط حول العقل من منطق التجريد الى منطق الحدث وشعاره ماذا أعتقد؟ ماذاأعلم؟ ماذا أعمل؟
2- هيجل وجدلية الصيرورة تلك الحركية السامية العقلية التي في ظلها يتوحد الوجود بالعدم ويحدث وصلا بينهما رغم الانفصال الفكرة في تطورها الجدلي تعني التجاوز الذي هو جوهر الشعور بالحرية انه الصراع العاشق بين الذات والآخر .
3-شوبنهاور فاسفة ارادة الحياة وصيرورة الامتثال الوجود ارادة وامتثال فالارادة غاية في ذاتها وثابتة وواحدة تظهر في كل شيء وتتجلى ارادة الحياة في حساسية الجسد وألم البقاءوحساسية الجسد تبرز في ان الجسد علاقة بين علة ومعلول ومكان وزمان ودافع وفعل أما ألم البقاء فالذات في ارادتها الأبدية تريد تحقيق الوجود في كل شيء وتظهر هذا السر وتكرره انه الناموس الحياة تشاؤم وطوبى لمن لم يولد.
4-داروين فلسفة التطور والبقاء التي ترى ان الكائن يكسب وظائفه من خلال الانتخاب الطبيعي الذي يولد قانون البقاء للأصلح وله قوانين ثلاثة
1 ملاءمة الكائن مع البيئة
2استعمال العضو اواضماره حسب البيئة.
3الوراثة وانعكاسها على الكائن.

5 – ماركس فلسفة الاشتراكية الشيوعية المادية التاريخية الجدلية فالأنسان في وجوده كائن اجتماعي بحقق كيانه بالحياة الاقتصادية وما قانون الصيرورة التاريخية ومظاهرها الا لحظة تجليات تنازع الطبقات وصراعها ويحدد ماركس فلسفة الاقتصاد في قيمة السلعة التي تعادل كمية العمل ويبين ان النظام الرأسمالي يحرم العامل من قيمة عمله
6- فرويد فلسفة اللاشعور فالنفس جهاز يتكون من الأنا والأنا الأعلى والهو الليبدو.ومبدأ اللذة يواجه الواقع المجتمع الدين الأخلاق القيم التي تقمع الأنا ويردم كل شيء في عمق اليبيدو ولايظهر الاباشارات تدل على الكبت والنكوص وفلتات اللسان والانزياح والأحلام.
7-برغسون فلسفة التطور الخلاق هذا الجوهر الروحاني المنبثق من الباطن يوميء بوجدان المدة وزمن اللحظة الذي يتعاقب على الشعور بايقاع الحياة وديمومتها ودفعتها.
8-كيركيجارد ثورة الوجود وفلسفة الذات المحترقة بالعدم فكيركيجارد اراد اما ان تجد ذاتك أو تفقدها وتضيع منك الى الأبد فهو يريد الفكرة التي من أجلها يحيا ويموت وسمات الوجود عنده الفردية والسر والتحول والتوتر والحرية.
9-أوجست كونت وقانون الحالات الثلاث حالة لاهوتية تريد ارجاع الظواهر الى مبدأ مشترك وحالة ميتافيزيقية ترى عوض العلل المفارق تصبح العلل الذاتية في باطن الأشياء وحالة وضعية يدرك من خلالها العقل الواقع ويكشف القوانين.
10-نيتشه وارادة السوبرمان ووحي القوة المتجدد في العود الأبدي الذي بشر به زاردشت في نبوءته.
بشير ونيسي دار الثقافة الوادي الجزائر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل