الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قلمي ومعركة الاستبداد

يوسف هريمة

2007 / 11 / 5
الادب والفن


عشق الحرية منذ كان في المهد صبيا، إلى أن شبت واستوت على سوقها. كانت دائما تداعب خياله برقصاتها المعهودة، وبقوامها المتناسق مع مظهر جميل، ظل ملتصقا بذاكرته الضاربة في أعماق البراءة والطهر. هو قلم كتب من أجل محبوبته قصائد علقها على جدران الغيب، وغارت منها معلقات أساطين الشعر ورواده، كي لا تراها أعين الحاقدين ولا تستمتع بها قلوب تعض الأنامل عليه من الغيظ. هو قلم غنى أنشودتها على خشبة قد ملأت جوانبها حشود، تردد أنغامها بصوت الصدع بالحق في واقع الكتمان.
قرر أن لا يهدر دمه إلا في ساحةِ مجنونةٍ ذهبت بموازين عقله. ترى هل سيموت بغيظها؟ هل سيقتل فداء من أجلها؟ لماذا عشقها ولم يعشق تلك التي تراوده عن نفسها على أرض الخفاء؟. تلك الساحرة بمظهر الاستبداد والوصاية؟. أسئلة ظلت تلقي بظلالها على مشهد هذا القلم تارة محيرة له، وتارة دافعة بعجلته من أجل اكتشاف عوالم الستر والخفاء. عندما يعشق القلم فإنه يتدفق حبا لأنه صادق مع نفسه. حسبها الناس نقطة ضعف وكانت له تاج فخر. قرر أن يسالم الناس ولو حملوا السيوف. أن يُؤَمِّن القلوب ولو ركب الصعب الذلول وسكن الكهوف. أن تحمله إلى دنياها ومملكتها فتلين له الكلمات والحروف.
كانت تختفي عنه عنوة بمكان لا تعرج إليه إلا أقلام العاشقين لها، والمتوددين لرضاها أو الطامعين بلفتة من لفتاتها المميتة. أرض مقدسة كتب على بابها:" معراج القلم "، لا يقرأه إلا من تذلل رهبة ورغبة في مغازلة فاتنة تأبى الظهور علنا، وتختفي عن أبصار الورى خجلا من قلم يطوي المسافات طيا لمعانقتها هناك، والموت بأرض حرام تكتب تاريخ وأد الوصاية على عتبة المعراج.
وعلى حين غفلة منه وبينما هو يشق طريقه إليها في خفاء، ويتسسل إلى قلعتها في خطوات عزة وكبرياء. تمتد أيادي الغدر والخيانة من وراء حجاب العار، لتسفك دم حرية بريئة ناشدت وغازلت وعاهدت بأنوثتها قلما عاشقا. وتُوَقِّفَ حركة عشق شقَّ الثرى إلى قلب مجنون هتف باسمها، وسجد على محرابها وناضل بأرضها. مشهد رهيب والحرية تقتل على أرض حرام، بأقلام غارت من أسطورة كان سيجلها التاريخ بمداد الفخر والاعتزاز.
ماذا فعلت حتى تستشهد بطعنات الحاقدين؟
ما ذنب براءتها وهي تهوي بين أفواه التسلط والاستبداد؟
ماذا جنى الجناة إلا لعنة ذنب البراءة والطهر؟
قتلوا الحرية على أرض مقدسة بمنطق الوصاية. ولكنهم تناسوا أن الحب لا يموت بأرض الطهر، وأن طيفها لا يزال يغازل القلم بين أروقة الأحلام، ووسط ساحات ذلك المعراج. نعم ما مات من نسج من الحب عوالم الكمال، وضرب في الأرض بحثا عنها وهو يردد:" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان