الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصمت الصارخ 3

عادل ندا

2007 / 11 / 5
كتابات ساخرة


عندما نصل صلاة الجماعة فإننا نصل لله ونتصل ليس فقط به ولكن بيننا جميعا. نطلب منه المغفرة فنغفر لأنفسانا وللآخر كل ما إجترفناه من آلام. لحظة صوم وحج لبيت الله. ونزكى بالعفو والإيثار. أتذكر كيف وقف أحد الأطباء زملائى فى فترة الإمتياز يؤذن لصلاة الفجر وسط عنابر المرضى الذين ما صدقنا أنهم ناموا ومنهم بالمنومات. كاد أن يؤلمنى بالعصر على ذراعى عندما رفضت الصلاه معه. اليست هذه بصلاة بنيت على باطل؟ وأصوات مكبرات الصوت الخمس الذى يقترب إحداها ليؤذن مباشرة فى أذنك إرهاب.
هناك خلط فى مفاهيم هى فى الأساس متناقضة
هناك خلط بين الشخص والمجتمع الإستهلاكى فى مقابل المجتمع الناضج إستهلاكيا. خلط يدعمه الخلط المتعمد بين المجتمع الإعلانى التسويقى فى مقابل المجتمع الإعلامى المعرفى. والنتيجة نبيع ونشترى ما ينتج حتى ولو كان لا فائدة ترجى منه. وهذا خداع للذات وللآخر.
هناك خلط بين التدين الذى يستفيد ويفيد الآخر والهوس الدينى الذى يضر بالكل.
هناك خلط بين الدفاع عن الحق وحق الآخر والدفاع عن الدين. فالله لا يريدنا أن ندافع عنه أو عن دينه ولكنه فى الحقيقة يريدنا أن ندافع عن أنفسنا وعن المظلومين. فالدين خلق من أجل الإنسان ولتحقيق العدل بين الناس. نتعامل مع ربنا وكأنه إنسان يريد أن ينبسط، ولازم نبسطه بخيالنا المشوش. إن مفهوم خلق الإنسان ليعبده، قد يكون معناه الحقيقى، انه خلق كل الكائنات ليحققوا مشيئتة الإلاهية التى لا نعرفها، رغم وجود الإرادة الحرة. لقد خلق الله الإنسان بحرية مطلقة فى الإختيار، حتى ولو كان هذا الإختيار خاطئ 100% ، طالما صدقوا مع أنفسهم فى إختياراتهم. خلقهم بالقدرة على التحكم فى أنفسهم حتى لا يضار أحد فلا ضرر ولا ضرار ودرء الضرر مقدم على جلب المنفعة. ويتحملون إن أرادوا أو لم يريدوا مسئولية إختياراتهم الحرة وإلا إنتفت الحرية أو أنتقصت بفعل الإنسان. حكمه الله لا تخضع لمقاييس البشر النسبية مهما بلغت معرفتنا.
والله لو رأيت شخصا يشتم الإله لأبتسمت فى وجهه قبل أن أوجه له أى حديث وليس على إلا دعوته بالحكمة والموعظه الحسنة. أعطانا الله الطاقة التى قد نمتلكها ولكنا أبدا لا نمتلكه ولا نمتلك حتى أنفسنا ولا نملك فى الحقيقة شيئ.
قال: الله غير موجود
قلت: هل الطبيعة التى خلقت الإنسان على مثل هذه الدرجة من الوعى وخلقت ماهو أدنى وعيا، أليست بواعية أو وراءها نوع ما من الوعى؟ وألا تستطيع الطبيعة أن تخلق ما هو أوعى؟
هل أخطأ بن لادن؟
لن أتحدث عما فعله الإرهاب فى مصر من قتل للأبرياء وحتى غير الأبرياء وبدون محاكمة عادلة تتوفر فيها كل شروط المحاكمات، التى يعرفها الجميع. لن أتحدث عما حدث ويحدث فى العراق وغيرها من تجاوزات. لن أتحدث عن تحطيم تماثيل يعتقد أصحابها أنها مقدسة وهم أحرار وليس لأحد عليهم بسلطان. تطهير الكعبة قبلة المسلمين بعد الفتح شيئ وتحطيم شعور الآخر دون مسبقات أو مبرر مقنع لهم شيئ آخر ويتم هذا فى القرن الواحد والعشرين! أمر الله إبراهيم أن يحطم الأصنام لحكمة ما فى ظرف ما وأنجاه من النار. هل معنى ذلك أن نحطم كل التماثيل بطققة دماغ ونعادى ملايين من البشر وربما مليار دون مبرر نحو هدف محسوب؟ هل كان نبينا يتصرف بمثل هذه العنترية. هل يجوز لنا إهانة مقدسات الغير ونطلب منهم إحترام مقدساتنا؟
ما من شك أن هناك أخطاء قاتلة قام بها بن لادن أوالجماعات الإسلامية التابعة له بدرجة من الدرجات وفى جميع أنحاء العالم.
فلو إفترضنا صدق ما قيل من أن بن لادن هو المخطط لأحداث سبتمبر مثلا، فكان من الضرورى والأخلاقى أن يحذر العاملين ببرجى التجارة قبل القيام بعمل كهذا. ورغم الحديث من البعض عن مشروعية ضرب رمزا الراسمالية المتوحشة التى يقودها الآن التيار الصهيوأمريكى إلا أن الأخلاق لابد وأن تكون محددة ومقيدة للفعل الحر وإلا سقطتت فى هذه اللحظة مصداقية الفعل مما يؤثر على ما يتبع ذلك من رددود أفعال. هل كان المسلمون الأوائل من الف وربعمائه سنة يغيرون وهم قلة على القرى ويقتلوا بمثل هذه الطريقة؟ وكان هذا ممكنا. الحرب فروسية تحكمها أخلاق الفروسية حتى من جانبنا فقط. الدنبا وكل فعل فى الدنيا توازنات ورقابة وتحكم بقدر وإلا سادت فوضى لا يمكن التنبؤ بما ستؤدى اليه. الثقة الزائدة عن اللازم غرور والغرور يؤدى الى الهاوية.
مشكلتنا أن الفرق بيننا وبين رسولنا الكريم شاسع. "وطنوا أنفسكم إن أساء الناس أن تحسنوا". كيف نصل الى الى هذا المستوى الرفيع؟ كيف نتحمل آلامنا وأخطاء الآخر التى قد لا تكون مقصودة أو مقصودة للتعبير عن الضيق. كيف نفسر الأقوال بإيجابية؟ من يريد لم الشمل لمواجهة الباطل البين والواضح للجميع عليه بالإبداع. كيف لا تؤثر علينا آلامنا عندما نتحدث او نقوم بفعل نحو الهدف المنشود.
التركيز التركيز يا أولى الألباب.
خبر وتعليق: أستقال مسئول تحسين صورة أمريكا. هل يعنى هذا أن أمريكا قد قررت تحسين صورتها أم أنها لم تعد تريد ولا يهمها تحسين صورتها. بمعنى إشربوا من البحر.
وأخيرا فإن كان بن لادن قد أخطأ فإن السياسات الرأسمالية قد أجرمت ليس فقط فى حق الغلابة بل أيضا فى حق نفسها وحق الإنسانية جمعاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي