الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور وسائل الاعلام فى مكافحة الفساد

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2007 / 11 / 5
الصحافة والاعلام


تتحمل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية مسئولية تاريخية في مكافحة الفساد بكافة أشكاله على اعتبار أنها تمثل السلطة الرابعة في المجتمع بعد السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وبالتالي فهي تشكل سلطة شعبية تعبر عن ضمير المجتمع وتحافظ على مصالحة الوطنية.
وإذا كانت البطالة والتضخم وانخفاض متوسط دخل الفرد والتلاعب بالأسعار الخاصة بالسلع الاستهلاكية تعبر في بعض الأحيان بشكل أو بأخر عن البعد الاقتصادي لظاهرة الفساد من حيث أن معظم الأسباب المؤدية إلى هذه المشاكل تكون وفق تخطيط اقتصادي يستفيد منه بعض الإفراد إلا إن الإعلام يجب أن يوضح للناس الفرق بين الأسباب المرتبطة بالتطور الاقتصادي والأسباب المرتبطة بالفساد الاقتصادي كما انه في المقابل عليها أن لا تهمل الأنواع الأخرى للفساد ومنها الفساد السياسي والاجتماعي والديني والاعلامى .
فالفساد وان كان يعمل على زيادة الفوارق بين الطبقات في المجتمع عبر زيادة الفجوة بين الطبقة الفقيرة وطبقة الأثرياء واضمحلال الطبقة الوسطى إلا إن خطورة الفساد في الجانب الاجتماعي هو أباحة هذه الظاهرة اجتماعياً وتعايش الناس معها في المجتمع على أنها مسالة طبيعية أو أنها كالقضاء والقذر لا يمكن الوقوف ضدها لذلك فان الإعلام عليه أن يلعب دور في عملية ازدراء الفساد والمفسدين اجتماعياً وإشاعة ثقافة المقاومة لهذه الظاهرة وان المجتمع يمتلك قوة الردع لها إذا استخدم الوسائل المناسبة التي يمتلكها .
والى جانب الخطورة الاجتماعية لهذه الظاهرة فهناك الخطورة السياسية لها وتحويل العطايا والمتاجرة بالعمل السياسي لمصالح خاصة إلى كونها عمل مشروع تعطى له مسميات عديدة كالتحالف أو التنسيق بينما هي لا تعدوا كونها رشوة سياسية فالمال في مقابل الموقف وهى حالة بدأت تنتشر في الوسط السياسي العربى وبالتحديد في فترة الانتخابات البلدية والنيابية ومن هنا فان وسائل الإعلام عليها عدم أباحة هذا الفساد واستخدام المصطلحات التي ينشرها المفسدون ومن ثم تحليلها سياسياً بهدف التعايش معها ولكن يجب فضحها ووضع التسمية الحقيقية لها وهى كونها " رشوة سياسية " .
وإذا كانت صور الفساد المعروفة لدى عامة الناس هي الرشوة وسوء استغلال الوظيفة والاختلاس وهى ما يركز الإعلام في الغالب على كشفها وبالتالي تكون المحاسبة في هذه القضايا ولكن في الفترة الأخيرة أصبح الأعلام العربي بحاجة إلى عملية تشخيص شاملة للفساد وان تكون المحاسبة والعقاب يشمل جميع الأبعاد بما فيها أيضا البعد السياسي والبعد الديني والذي يتمثل في ظاهري الوعاظ والمشايخ المدفوعين الأجر مقدماً حيث تصدر الفتاوى الدينية طبقاً لما يقرره صاحب المصلحة ومن يدفع أكثر فأصبح بعض رجال الدين كالترزي يفصل الفتوى بحسب الجهة التي تطلبها وهى ظواهر تستحق التشخيص والمحاسبة ورفض التعايش معها اجتماعياً وهنا تكمن أهمية الإعلام في فضح هذه الممارسات والقائمون عليها .
ونحن نتحدث عن تشخيص الفساد فالسؤال هو ما جدوى تشخيص الفساد إذا لم يقترن بالمحاسبة والعقاب ؟ فإهمال السلطات التشريعية والتنفيذية لمحاسبة المفسدين يؤدى حتماً إلى انهيار البيئة الاجتماعية على اعتبار إن الردع غير موجود ويتحول التشخيص إلى حالة من التنفيس لا تهدف إلى أصلاح المجتمع والمحافظ عليه .
وفى المقابل تحتاج وسائل الإعلام إلى أجهزة مساندة لعملها في مكافحة الفساد ومن هنا تعتبر النيابة العامة والمدعى الاشتراكي مصادر مهمة في مكافحة الفساد بكافة أشكاله وهى عليها إن ترتبط بوسائل الإعلام لمتابعة ما ينشر عن الفساد لذلك فهي في سبيل حماية المجتمع وتعزيز دور وسائل الإعلام فان عليها إن تعتبر في عقيدة عملها إن ما ينشر في وسائل الإعلام هو مصدر مهم عن الكشف عن الفساد بل هو يرتقى إلى إن يكون بلاغاً اجتماعياً لها للتحرك والتحقيق ضد المفسدين وإلا تحولت هذه الأجهزة إلى مجرد مؤسسات شكلية في المجتمع لا تغنى ولا تسمن من جوع والفساد يمر من تحتها ومن فوقها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا جاء في تصريحات ماكرون وجينبينغ بعد لقاءهما في باريس؟


.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش




.. مفاجأة.. الحرب العالمية الثالثة بدأت من دون أن ندري | #خط_وا


.. بعد موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.. كيف سيكون الرد ا




.. مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري| #عاج