الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترنح الحداثة وهراوة الاستبداد الرأسمالي

خليل مزهرالغالبي

2007 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لعل العطب الذي اصاب انشطة التوجه الحداثوي جراء شراسة وتآمر قوى الرأسمال العالمي وتهويمها لمفهوم العدالة الانسانية ومن ثم ازاحتها والتي هي من اساسيات هذا التوجه،دفع بالفهم النيتشوي للتصريح بعقم الحداثة Modernismeوكونها من اخراجات النهج الاقتصادي للراسمالية الذي يحتكر الارادة الانسانية لزيادة ارباحه لتتحول قيمة الانسان عنده الى اداة مسخرة للغرضية التقنو رأسمالية. وبعد ان اعطى الرأسمال العالمي الضوء الاخضر بتدخلاته الاحتكارية السافرة في عجلة الانتاج الصناعي وفي جميع الاتجاهات والمجالات ومنها تبويباته الديماغوجية للايديولوجيا العلما تقنية المخلصة والمترفة للبشر والتي بالاخير تصب في خانة وغرضية سيدها وموجهها الرأسمالي العالمي.
إن هذا التوصيف على العقلانية التقنية بأنها المنقذ الوحيد القادر على رفاهية المجتمع وبأنها حاملة لعصا موسى السحرية ووريثها الذي لايجارى وكأن الانسان عبارة عن مطاليب لاتتجاوز السيارة والتلفزيون والعلاج الطبي اوحفلات عائلية وغيرها من الوصفات... لاغية لغرائزه الانسانية في التفكير والحرية والتغير والاحساس حتى راحت العجلة التكنولوجية والتقنية المتخصصة بسحق ما يعترضها من انسان أو بيئة تحت خطاب وهم لايعتني أبدا بالمصالح العليا للامم والمجتمعات واخذت تنطلق لأكل اليابس والاخضر بسيطرتها على ثروات الشعوب مستغلة الوضع المجتمعي و العلمي المتدنيين لها وتحت مبررات المساعدات العلمية والاقتصادية ونقل الخبرات وتحويلها المجتمعات لمستعمرات لتسويق منتجاتها التي تصنع منها مجتمعات استهلاكية غير تنموية مقابل سرقة ثرواتها وقدراتها لتزيدها تدهورا تحت طائلة شروط مؤسساتها الرأسمالية المعدة اصلا والمدروسة بدقة حسابية لزيادة التخمة المالية لها وتفقيرها للجهة الاخرى بل راحت تكبلها بمعاهدات تقف خلفها دوائرها الاخطبوطية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسات الاقراض الاخرى.كذلك اقامت الرأسمالية العالمية وعلى رأسها الاميركية شبكة طويلة وعريضة من المؤسسات المخابراتية والدوائر السرية والعلنية لاسقاط الحكومات والانظمة ذات التوجة الوطني الاقتصادي واقامت أخرى حسب ماتملي عليها نتائج الدراسات التي تعدها مراكزها المعلوماتية الشمولية وهناك الكثير من الشواهد التي تؤكد ذلك ،فمن مشكلة الديون الارجنتينية التي اسقطت الشعب تحت طائلة المديونية نتيجة نظام الفوائد المهلك للاقراض بمديونية قدرها (36) مليار دولار اضافة للافلاس الكارثي الذي لحق بدولة تايلاند للسبب نفسه لولا الدعم الذي قامت به دول شرق اسيا لتذليل المشكل القاتل هذا، وقد تراصفت حكومات الدول الرأسمالية وبالتنسيق مع شركات النفط العالمية بأسقاط حكومة -مصدق جميل- الايرانية لتوجه هذه الحكومة بتأميم عمليات استخراج النفط في البلد وشركاتها،، ومن بعدها اسقاطها لثورة تموز العراقية بمؤامرة محبوكة مع بعض الجهات الحزبية المحلية المشبوهة لادائها الثوري في بناء الاقتصاد الوطني ودورها في تنفيذ مؤامرة(8 شباط 1963م) في القطر العراقي.ولا ننسى ما اقدمت علية الحكومة الاميركية انذاك باسقاط الحكومة الوطنية بقيادة (اللندي) واقامتها لنظام بينوتشت الدموي حتى اقدمت الطائرات (الديمقراطية) لاميركا بضرب القوى المتصدية للانقلاب ولاننسى اللعبة التي قامت بها الدول الرأسمالية مع حكومة الخديوي المصري وتوريطه للبلد بمديونية ادت الى سيطرتها على قناة السويس ومع الخطوات الكبرى لتقدم العلماتقنية وماصاحبها من تسارع لعجلة الانتاج ولارتباطها الوثيق برأسمال اغنياء العالم افرزت الكثير من المشكلات والمعضلات لمفهوم الحداثة نتيجة لحصرها في اطارها الضيق هذا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمير الكويت يأمر بحل البرلمان وتعليق العمل بعدد من مواد الدس


.. كاميرا مراقبة توثق غارات للطيران الحربي الإسرائيلي على شمال




.. مراسلة الجزيرة: طلاب كامبريدج يضغطون على إدارة الجامعة لقطع


.. تشييع شهداء سقطوا في قصف إسرائيلي على رفح جنوبي قطاع غزة




.. مظاهرة حاشدة في مدينة نيويورك الأمريكية إحياء لذكرى النكبة