الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الديمقراطية بين القطيع والنخبة
مجيد محسن الغالبي
2007 / 11 / 6مواضيع وابحاث سياسية
رغم ان الديمقراطية تمثل حلا راديكاليا لمشكلة تحجر السلطة الا انها تستلزم بنى ثقافية قادرة على خلق نمط خلاق من المسوؤلية الاجتماعية لان ممارسة الديمقراطية في وسط يفتقر الى مستوى ثقافي جمعي سيكون حتما قادرا على ان يعمق روح الوطنية والالتزام الحقيقي ازاء الاخر اذ ان تطبيق الديمقراطية بصورة سائبة يمنح الكثير من لواقفين على هامش الحياة من محدودي الافق الى ان يركبوا الموجة فيصبحوا اغطية ثقيلة تخنق القدرات الخلاقة بل ان الديقراطية في مجتمع جاهل اقرب ماتكون الى عملية رفع الغطاء لتنطلق الصاصير في اتجاهات عشوائية لان المجتمع الذي يفتقر الى قواعد ثقافية حقيقية لايمكنه ان يخطو على نحو استراتيجي لافت لافقاره الى الرؤية اصلا اذ كيف نتصور ان اميا يمكنه ان يفرق بين المتغيرات على نحو استراتيجي ليختار من بينها ،وكلما كانت امكانيات المجتمع الثقافية محدودة كلما كان اقرب الى القطيع لان الثقافة التنظيمية التي تمثل تراكمات جمعية لمجمل نشاط المجتمع ممثلا بقواه المختلفةتمثل البوصلة التي تحدد مساراته واختياراته ولذلك فان التردي الحقيقي لاي مجتمع يكمن في الجهل الذي تكون الديمقراطية معه وبالا واداة لتحليل المجتمع الى مكوناته الاثنية والقومية والطائفية ومن ثم تبدأ كوامن الصراعات في التوقد ليشتعل اوارها ويتحول المجتمع الى شرذام ولعل هناك من يفسر ذلك باحقية المجتمعات المتحضرة في فرض الوصاية على المجتمعات الاقل تحضرا الا ان مثل هذا التفسير مغالاة في التعامل مع حقائق الانسانية لانه اصلا لايمكن التسليم بالجهل المطبق في اي مجتمع الا عندما تكون السمة الحضارية له موغلة في التخلف عن ركب الانسانية وهذا يعني بدائية المجتمع وعندها لاجدوى اصلا في الحديث عن الديمقرطية او الاوتوقراطية لان هكذا مجتمعات لها انظمتها ، اذن باستثناء المجتمعات البدائية فان في كل مجتمع قياداته التاريخية ورموزه الوطنية التي تمثل طليعته المثقفة والتي تؤسس على نحو تاريخي لثقافة شاملة اذا ما اتيحت لها فرصة القيادة عندها يكون الحديث عن ديمقراطية النخبة اقرب الى الواقع الموضوعي ورغم ان ذلك محفوفا بالمخاطر لانه قد يقود الى تبني مفاهم كارزمية بحيث تغدو النخبة نموذجا اجتماعيا يتمتع بامتيازات فائقة الا ان من الناحية الميدانية فان المسوؤلية الاجتماعية التي تخلق شعورا جمعيا بالوطنية وتؤسس لبناء دولة الديمقراطية لاتتوفر على نحو عياني الا في الطليعة المثقفة والتي بدورهاتؤسس البنى التحية التى اذا ماتحققت بعد حين سوف تتغير منظومة العلاقات والقيم نتيجة لتغير فنون الانتاج وعلاقاته مما يؤدي في النهاية الى سيادة النمط الديقراطي المسوؤل بدلا من نمط الديمقراطية الهوجاء فقد قدمت لنا تجربة التطبيقات الديمقراطية في العراق نموذجا رديئا كان هدفه الاسمى هو تجميل الاحتلال ومازاد عن ذلك فهو نواتج عرضية اقتضتها اليات التطبيق اصلا وقد ادت هذه التطبيقات المشوهة الى بروز ظاهرة الطائفية وتقافر الواقفين على ارصفة النكرات الى مواقع قيادية ادت بالتالي الى شيوع الظواهر الاجتماعية الضارة كان من ابرزها الفساد المالي والاداري وظهور بعض الزعامات الدينيةكرموز سياسية ساهمت وبشكل فعال تخبط القرار وتكريس نزعة القسيم الاثني فضلا عن الصراعات القومية التي غذتها تلك التطبيقات لذلك فان الحل المنطقي لاشكالية الديمقراطية هو ان تكون هناك طليعة مثقفة قائدة وهي في ذات الوقت بمنئى عن الاثنية والعرقية
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل
.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز
.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية
.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد
.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش