الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انا ..مع حزب العمال الكردستاني

علي بداي

2007 / 11 / 5
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم



أعرف ان هذا العنوان سيستفز الكثيرين، في وقت اصبحت فيه سيدة العالم امريكا، مفوضا عالميا لتصنيف الارهاب يتبع خطاها كل من كان ضدها يوما، ومن كان ومازال وسيبقى معها، واعرف انني بموقفي هذا اعلنت نفسي ضالعا ، بارادتي بعصيان اوامر السيدة السمراء رايس التي قطعت البحار والمحيطات لتقنعنا ان حزب العمال هذا، خطر على العراق وتركيا والمنطقة، خطر اكبر بكثير من اخطار التخلف ،والتصحر، واختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب التي تعاني منها اكثر دول المنطقة ، خطر.. اكثر اتساعا من بحر الامية الابجدية والحضارية الذي يغرق فيه ملايين البشر في دول امريكا العربية والاسلامية.. بل ان خطر حزب العمال كما تراه رايس هو اكثر الحاحا من مشكلة سكن ملايين الفقراء في الدول الصديقة لامريكا في المقابر الموحشة، وبحث الاف العوائل عن قوت يومها في القمامة.
وغير امريكا، سيكون اعلاني هذا ايذانا بمعارضتي للحكومة التي تمثلني التي اعلن رئيسها وحدة الدم المسفوك على يد الارهابيين في تركيا والعراق( نسي الدم الذي تهدره مليشياته الطائفية) .
وغير هؤلاء ، سيثيرهذا العنوان حفيظة دعاة السلام والحياة المدنية في وقت تخلى فيه العالم بيمينييه ويسارييه على مايبدو عن اسلوب الكفاح المسلح، واعلن الجميع ان وقت الحوار قد حل ، وان وقت البندقية قد انتهى ، ليبدأ وقت طاولات النقاش الهادئ بعيدا عن جعجعة، وقعقعة السلاح ،فليس على المقاتلين بعد الان ان بفترشوا الارض والغبار ويقحموا المنية ،اذ لامجال في العالم المعاصر لنشي جيفارا ولالياسر عرفات او لخالد احمد زكي ولا لعبد اللة اوجالان ولا لمصطفى البارزاني ولا لداتييل اورتيغا. لامكان في عالمنا المتحضر لهؤلاء الذين يريدون الوصول الى اهدافهم بقوة السلاح ، فما عليهم الا ان يلقوا ببنادقهم ارضا ويلوحوا بالتحية لخصوم الامس راسمين على وجوههم ابتسامة المسالمين.
ولاشك ان في ذلك لبشرى سارة لمقاتلات حزب العمال الكردستاني اللاتي نزحن بالالاف تاركات خلفهن احلام الزواج، والاطفال، والبيت السعيد، فقد حان موسم العودة الى ضفاف الوطن المتسامح العطوف حيث الانسان اخ الانسان، و الى التمتع بحنان القلب الكبير لكمال اتاتورك ، والرعاية الابوية لملوكنا ورؤساء دولنا وولاة أمورنا.
وليس هذا فحسب ، بل حدث ماهو اهم، حين توالت الاعترافات عن عبثية وعدم جدوى الكفاح المسلح ، اي بمعنى من المعاني، اننا كنا جميعا مخطئين حين أعلنا العصيان على حكامنا الاوباش او الذين اعتبرناهم فيما سبق أوباشا ، وماعلينا الان الا الهرولة نادمين باتجاه الجيوش التي كانت تخنقنا وتسحق عظامنا وتستمر في سحقنا وخنقنا الى يوم يبعثون، عارضين فروض طاعتنا لقوانين الدولة التي لاحياة ولامستقبل لنا بدونها، فالاعتراف بالخطأ فضيلة والاصرار عليه رذيلة، وبمعنى اخر من المعاني اننا نرسل الان، رسالة واضحة للاجيال التي أعقبتنا والتي تنام تحت ثقل اوباش اليوم من الحكام الشوفينيين والطغاة الاسلامويين مفادها، ان لابارقة امل ترتجى من الاعتراض فاذا ضربت الفاشية جانب مدينتك الايمن بالسلاح الكيماوي فسارع للانتقال الى جانبها الايسر، وان لحقتك الى هناك فما عليك الا ان تشهد ان لا اله الا الله وان الموت حق واننا لله وانا اليه راجعون.
نسي المناضلون الاوائل ايامهم الاولى ، وبهتت على مايبدو في الذاكرة خيالات ايام العراء الاجباري، والجوع الاجباري وشبح الابادة الذي كان يطاردهم والتجاهل ، والافقار، والقتل العمد ، والتغييب، والاختطافات، نسوا الظروف التي دعتهم لحمل السلاح ومعايشته والتغزل به كحام ومنقذ، بل انهم تجاهلوا( الان) طرح سؤال بديهي كانوا (وقتذاك ) يستخدمونه حجة دامغة ضد منتقديهم وهو" هل اخترنا العراء بديلا عن دفء الفراش بارادتنا" ؟ أي هل تركت نساء العمال الكردستاني الشابات بيوتهن واحلامهن في الزواج وانجاب الاطفال مثل بقية نساء الارض رغبة بالحياة الصعبة؟ وهل هي هواية ان يهجر الاف الشباب مدارسهم وكلياتهم وبيوت ابائهم باتجاه الجبال الشاهقة حيث لا بيوت، ولااستقرار، ولامستقبل شخصي ولا كهرباء، ولاحضارة ولاشئ غير البغال والثلوج، وطائرات الاستطلاع الاميركية والتركية، والانقطاع عن العالم؟

لاشك، ان من الصعب ان تكون سايكولوجيا المناضل حين يجلس على مقعد السلطة هي ذاتها سايكولوجيا ذلك المناضل المطارد ومن اجل ان لايحدث هذا ولكي لا يمضي اكثر في رحلة النسيان فيصف الثائرين رفاق الامس بالارهابيين
زهد جيفارا بالمنصب والوزارة وقفل عائدا للاحراش التي تذكره بان ملايين المعذبين والجياع والخائفين مازالوا يعانون على الارض، وضمن هذا الفهم فان مواقف قدامى المناضلين ، الجالسين على مقاعد السلطة الان ليست بالصادمة
بقدر ماهي عليه مواقف قدامى الشيوعيين واشباه الشيوعيين الذين كانوا يملاون الفضاء صراخا عن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها
وحتى لا أغلق باب الامل بتوبتي وعودتي الى جادة الصواب اريد من كل من لا يوافقني ان يقنعني فيجيبني عن اسئلتي التالية:
ماذا عسى الشعوب المغلوب على امرها ان تفعل ان استل شيوخ التخلف سيوفهم؟ وجيش الجنرالات الدمويون جيوشهم؟ وسادت شريعة الغاب فان لم تكن ذئبا .. اكلتك الذئاب والضباع وحتى بنات أوى ، هل تنبطح طلبا للرأفة؟ هل تبني نفسها جسرا لعبور دبابات واليات العسكر من ضفة مخربة لاخرى تنوي تخريبها ؟
ماذا على حزب العمال ان يفعل حين تبصق تركيا الديموقراطية على يد السلام التي يمدها كل مرة ومنذ عشرة اعوام؟ كيف يتصرف حزب العمال الكردستاني مع دولة تحكم بالسجن سته اشهر على موظف كردي رد تحية زملاءه بلغته الكردية، مجرد تحية لااكثر أي كلمات مسالمة لايزيد عددها عن اربع، بضعة حروف لم تسئ الى احد كلفت قائلها نصف عام من السجن ، فلم يصمت هذا العالم الاخرس عن فضائح العثمانيين؟ ولم يلاحق الضحايا بدلا من ان يرفع يده احتجاجا على الاقل بوجه جنرالات اتاتورك الذين يريدون ان يعاملهم العالم كاوربيين في وقت يتصرفون فيه كما يتصرف اسلافهم من سلاطين ال عثمان ؟ ولم لايبحث هذا العالم عن السبب في النتيجة ؟

قد أتفق مع كثيرين ، فأنتقد بعض ممارسات حزب العمال السابقة، لكني حتى اكون منصفا اقول ان عالمنا هذا ،الاعمى والاصم وعديم الضمير قد اجبركل الثائريين تقريبا في وقت ما، ان يظلوا الطريق لفترة ،فيوجهوا السلاح الى حيث لايتوجب ان يوجه ، فعلت ذلك منظمة التحرير والثورة الجزائرية وحزب الدعوة الاسلامية وبعض فصائل الثورة الكردية ،فان كان حزب العمال قد صنف بسبب ذلك ارهابيا فلم لم يكن ابو عمار ارهابيا؟ ونوري المالكي ارهابيا؟ وجلال الطالباني ارهابيا؟ أم انها ارادة السيد امريكا التي يجب ان تطاع؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر