الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هناك بارض الرافدين اضرحة اخرى تنتظرنا

نجم عذوف

2003 / 11 / 7
الادب والفن


( هناك بارض الرافدين اضرحة اخرى تنتظرنا )

ان الخروج من سنوات احروب الى سنوات المنافي معادلات ترتكز جدلياتها على الافتراضات اللامنطقيه للوعي الخارج عن اللامألوف , فترتكزارة على هوامش الحطام الذي خلفته تلك المأساة وتارة تذهب الى افتراضية العقل الهارب الى حيث الخروج عن العقلانيه . وكما قال في مقدمة (( ضباب الاضرحه )) للشاعر (هـــــادي

الحسني ) الكاتب والمفكر العراقي الكبير ( عبد الامير الدراجي ) ( امتهن الموت والانكسار حتى ليكاد السلام بالنسبة له اشبه بعادة سريه تثير حفيظته الخجله ) .

فالموت بكل مفرداته موضوع يثير الدهشه .. اذ بني على اساس الامتلاكات الكونيه للمفرده الحيه النابضه التي تشكل المتناقضات في اجواء الرهبة اللاهوتيه , لعالم لم يستكمل بعد كل شروحاته .

هادي الحسيني واحد من هذه العوالم التي أرتأت ان تبني في اجواء التناقضات اشياء لمعارك المعرفه الحسيه للقصيده ....

وكانما القرن العشرين لايريد ان ينتهي دون سباتات زمنيه أو مطاردات منهجيه فكريه رسمنها حطامات الحروب في زمن وتلقفتها المنافي في زمن اخر .

ليس هروبا من الاجواء بل ذهابا الى العالم المتسامي , العالم الذي تخطه ابتهالات القديسين قي حضرة الالهه ورهبتها الكونيه , فاتت صهيل خيله قصائد تحمل رائحة الدم والبارود في موضع وتحمل بنفسجية وشذى وحب في جانب اخر .

ربما علاقاته بيوميات الشاعر الكبير عبد الوهاب البياتي اضفت اليه لمسات العزوف عن اسقاط الدموع واستبدالها بندى الورد في صباحات كانون .....

انك كالنخل الذي نحتته الشظايا

عيناك مخلوقة

من عطر البنفسج

تحملات بساتينك العامره

وفي اخر الليل

الظل يسقط باكمله

الجيل الذي ولد فيه ( هادي الحسيني ) لايجعلنا ننظر ان الدائرة ستفرغ من حبالها ... فكما اضفى الى هذه الدائره مبدعون وشعراء هم اشبه بالقديسين جاؤا يطهرون جسد القصيده بمباركة الالهة ... كما كان كمال سبتي وسعد جاسم ونصيف الناصـــــــري و

محمد تركي النصار والمبدعون كثر .. وهبوا كل تجلياتهم لذاكرة القصيدة التي اتعبها حطام الحروب وزحام الانكماش الفكري .

هادي الحسيني كان شاهدا على هذه الاضرحة التي خلعت جلبابها تحت الضباب وجففت دموعها بالقصائد ......

من بين اعمدة الضباب

تتوارى الاضرحه

يطل ليل الوداع فجأة

بلا حراكـــه

سوى الانين

مهمشا في الروح

يعلو على

هامش الالم

فلعل ل ( هادي الحسيني ) الترميزيه لبناء اعمدته على اضرحة ظلت شامخه .. حتى

البكاء دون ان تذرف الدمع , تلك الاضرحة التي انتقلت الى منافيه ليتسنى له ان يزورها متى يشاء وان يوقد الشموع ويقف عليها يرثيها داخل جسده المنفي ...

على مائدة الغربه

طبق من الحرب

واطباق من الالم

ثمة هضم

لايتم

فجأة تتقيء شعرا

هادي الحسيني طبع اصابعه في طين القصائد ووضع خطواته على طريقها ... اضء لنا شموع الاضرحه ونقل لنا صوت القنابل ورائحة البارود , جاء بها على طبق القصيده الافتراضيه .. كانت استراحتنا منفى بعد ان كنا اضرحه .. كان لجمالية ترهاصاته الفكريه في بناء القصيده عالم اثيري يذكرني بعالم الشاعر قيس لفته مراد

حينما يقول ... حملونا شوق الليالي واراحوا .. ليتهم مثلما استراحوا اراحوا

الحسيني وحده موضوعيه وعالم كوني يفرض اشياءه وابتكاراته للمفرده على القصيده فتاتي محاكاته اساطير وحكايا ... ترحال ... حروب ... اضرحه ... جثث ... منافي ... وأخرها عودة الى من حيث تنهض الروح.

فسلام على اضرحتك يا هادي ... وسلام على قصائدك الهلاميه ... وبيننا ضباب من

من جراء الحروب والويلات .... وهناك ... هناك .. بارض الرافدين اضرحة اخرى

تنتظرنا .


نجـــم عــذوف

النــــــــرويــج 
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بين المسرح والسياسة- عنوان الحلقة الجديدة من #عشرين_30... ل


.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين




.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 22.4 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض


.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار




.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة