الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلة مصرع الفنانة هيفاء وهبي

رياض الركابي

2007 / 11 / 9
كتابات ساخرة



لقيت الفنانة اللبنانية الشهيرة هيفاء وهبي مصرعها في ظروف غامضة ، ولم تُشر الشرطة اللبنانية الى تفاصيل الحادث ، هكذا تلقيت النبأ في صحيفتي اليومية المستقلة ، وهرعتُ على الفور الى غرفة رئيس التحرير الذي كان من اشد المعجبين بالفنانة (هيفا) ، على الرغم من انه لم يصرح يوما بذلك ، ولكني ضبطته اكثر من مرة وهو يتلصص على صورها بالانترنيت ، ونقلت له الخبر ، فصدرت من الرجل المسكين آهة عريضة تقطّع القلب ، وضرب كفا بكف ، ثم اطرق بحزن للحظات ، فالمرحومة كانت عزيزة على قلوب الجميع ، وبعد تنهيدة حارة الهبت جو الغرفة بالحزن النبيل ، اصدر تعليماتهُ بان تكون الصفحة الفنية بالكامل للفنانة الفقيدة وأن يكون الجزء الأعلى من الصفحة الأخيرة لها ، نتناول فيه تأريخها ومناقبها وان اختار لها صور ملونة كبيرة .
جلستُ امام الكومبيوتر وابحرتُ بهمة ونشاط في عوالم الانترنيت ، وبدأت بالبحث عن صور الفقيدة ، فأنهالت الصور مثل المطر في ليلة شتائية ، ولكن الحيرة الجمتني ولم استطع اختيار أي واحدةٍ منها تليق بالمناسبة ، فالفقيدة (رحمها الله) كانت لا تلبس الكثير من قطع الملابس ، بل تكتفي بنتفٍ صغيرة تغطي المساحات الساخنة فقط ، وحين فشلت بمسعاي ، استعنت بمصمم الجريدة لكي يتلاعب بالصور من خلال الـ(فوتوشوب) ويستر المرحومة ويلبسها ملابس محتشمة .
اكملنا عدد الجريدة وخرجنا من المبنى قبل الغروب بقليل ينتابنا الزهو لأننا خرجنا بتغطية خبرية جيدة للحدث الجلل ، فلسنا بأقل مستوى من الصحف العربية التي ستتنافس يوم غد بالتأكيد ، وكل صحيفة ستبرز كفاءتها ومهارة محرريها في التقاط كل شاردة وواردة من تصريحات الشرطة او اقوال عائلة الفقيدة او اصدقائها ، كما ستتسابق الفضائيات في تخصيص برامجا خاصا على مدى ثلاثة ايام ، فلا يمكن لأحد ان يبخس دور المرحومة في اشاعة روح الجمال في عالمنا العربي الباهت ، وبث روح الأمل والعنفوان لدى الرجل العربي الذي اصبح خرقة لايهش ولاينش ، كما ان حضورها في الايام الاعتيادية على هذه الشاشات بات يفوق ساعات البث لاي مصيبة تحل ببلداننا العربية ولأي مؤتمر مصيري واكثر حضورا من أي شخصية سياسية ، فكيف الحال والمرحومة غادرتنا الى ..... ياالهي !! لم استطع للحظة تحمّل فكرة ان (هيفا) ماتت ، وأن الدود سيتناهب جسدها البض مثلما كانت تفعل به عيون المعجبين ، وكيف كانت تتسمر عند تعرجاته الحادة .
اهتز الباص هزا عنيفا فانتبهتُ مرتعبا... ياه .. كنت ُ احلم !! هل نمتُ وانا في الباص ؟ ماالذي جاء بهيفاء وهبي الى رأسي هذه اللحظات ، شعرتُ بأن جسدي اصابهُ الخدر ورأسي انفصل عنهُ ، فأمتدت يدي تبحثُ بدون وعي ، وحمدتُ الله انه لازال موجودا ، ثم تعالت صرخات النسوة وصيحات الرجال في الباص الذي توقف سائقهُ بصورة مفاجأة ، وأخذ يصرخ بهستيرية .. مفخخة .. مفخخة .. وابتهل الركاب الى الله شاكرين فضله لسلامة الجميع ، وفي الشارع تصاعدت سحابة من الدخان الاسود ، وبدأ الصراخ والعويل يصم آذاننا ، واخذت عدة سيارات تحترق بركابها .. ووسط هذه الفوضى انطلق بنا الباص بقوة ، مخلّفا وراءه قطعةً من الجحيم تستعر ..
في مدخل البيت فاجأتني زوجتي وبهتت لمنظري ، وسألتني عمّا حدث ولماذا وجهي مصفر وجسمي يرتعش ، فأرحتُ يدي من ثقلها والقيت بالصحف في سلة المهملات .. وانحدرت دمعة ساخنة من خدي ، ولاادري لما وجدتني اقول لها .. لاشيْ .. لقد ماتت هيفاء وهبي !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال