الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساة ٌ في أروِقَةِ المَحَاكِمْ .............قصة قصيرة

عبد الخالق الجوفي

2007 / 11 / 8
الادب والفن


طالَ أمد القضية ,فهذهِ هي السنةُ الثالثة وحقهُ لم يَعُد بعد, كانت قضية أرضه التي ورثها عن أبيهِ وأبيهِ عن جده , وهي الآن مغتصبه والمحاكم لم تجدِ نفعا ً والقضاءُ مُتخاذلٌ أو متهاونْ,وحقهُ بداءَ في الضياعْ .


وفي يومٍ وبينما كان يشكو ما حلَّ بِه من ظلم ٍ متمثلا ً في اغتصابَ أرضهِ دونما إنصافٍ من القضاء لأحد أصدقائه أشار َ عليهِ أن يدفعَ للقاضي فيحكم لهُ فذلك القاضي من القضاةِ واسعي الذمهْ .


رفضَ ذلك وأبدى اِنزعاجهُ من تلكَ المشورة َالتي وصفها بالشيطانية وغادرَ مجلسه.


فكرَ بالأمرِ خاليا ً ... لكنْ هل يلجاءُ للرشوةِ؟!.


هل يخالفُ ضميرهُ ومبادئهُ التي عاشَ مدافعا ً عنها ومُردِدَا ً لها؟!.


ما باليدِ حيلهْ, فالضرورات تبيحُ المحظوراتْ , لكن من أينَ لهُ بالمالْ؟!!.


هل يستدينْ ؟!. إنهُ يوقِنُ أن الدين همٌ بالليلِ وذلٌ بالنهار .


إذن ليس أمامهُ خيارٌ آخر... سيبيع مصدر الدخل الوحيد لهُ ولأسرتهِ المكونةِ من خمسةِ أبناءٍ وزوجهْ , سيبيع سيارتهُ التي يعملُ عليها.


كان يُدركُ أن قطعةَ الأرض لا تستحق تلكَ التضحية , لكن يجب عليهِ أن يحفظَ ماءَ وجههِ أمام أبناء قريته حتى لا يقولوا إنهُ فرطَ في أرضهِ ولم يستطيع المحافظة ٌعليها والدفاع عنها.


كانَّ يُدرِكُ أن خصمهُ يريدُ أن يريق ماءَ وجههِ بعدَ أن يفلِّسَهُ ولكن لن يكونَ لهُ ذلك. ولن يسمح لهُ بتحقيقِ مآربهِ ,فبعد أن يستعيد أرضه سيشتري بثمنها سيارةً أخرى , وبذلك يحفظ ماءَ وجههِ ويعيدُ مصدرَ دخلهْ .


كانَ ذلك ما فكرَ بهِ وعزم على تنفيذه, وبالفعلِ باعَ السيارة وذهب بثمنها إلى القاضي الذي لم يقبلهُ منه لا لعفافهِ ونزاهتهِ وإنما لأن المال لا يشبع نهمهُ وطمعه , وبعد أن رجاهُ الرجل , بل كاد يقبلُ الأرض تحتَ قدميه أخذهُ دونَ أن يعدهُ بشيء.


كان خصمهُ الخبيثُ ينتظرُ ذلك بفارغِ الصبر, ولما كان لهُ ذلك ذهبَ إلى القاضي منتفخَ الكرش ودفع لهُ أضعافَ ما دفع هو , فكانَ أن حكمَ لهُ القاضي بملكيةِ الأرض .


جُنَّ جنونُ المسكين فقد خسر أرضه كما خسر مصدر دخلَ أسرتهُ الوحيد...ماذا سيفعل الآن ؟!...وكيفَ سيتصرف؟!!!


إسستشاطَ غضبا ً والأفكارُ تعصفُ برأسه كدوامةٍ لا نهاية لها وفي لحظةٍ حدَدتْ مستقبلهُ ومستقبلَ أسرته أفرغَ مسدسهُ في صدر ذلك القاضي ومُغتصبَ أرضهِ أمام المحكمه ...تاركا ً أبنائهُ الخمسة َ وزوجتهُ عرضة ً للضياع والتشرد مُحتسبا ً إياهُمْ عِندَ الله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مختار نوح يرجح وضع سيد قطب في خانة الأدباء بعيدا عن مساحات ا


.. -فيلم يحاكي الأفلام الأجنبية-.. ناقد فني يتحدث عن أهم ما يمي




.. بميزانية حوالي 12 مليون دولار.. الناقد الفني عمرو صحصاح يتحد


.. ما رأيك في فيلم ولاد رزق 3؟.. الجمهور المصري يجيب




.. على ارتفاع 120 متراً.. الفنان المصري تامر حسني يطير في الهوا