الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق ليس بحاجة الى جيوشكم

طارق الحارس

2007 / 11 / 8
كتابات ساخرة


العراقيون ، جميعهم ، ينتظرون بلهفة كبيرة خروج القوات المتعددة الجنسية من بلدهم ، لكن الظروف الأمنية التي يعيشها البلد ، فضلا عن عدم قدرة الجيش العراقي وقوات الشرطة في الوقت الحاضر على مواجهة المخاطر التي يتعرض لها البلد تحول دون تحقيق هذا الحلم .
جميع المؤشرات تؤكد على أن عملية انسحاب القوات الأجنبية من العراق باتت قريبة ، إذ بدأت هذه القوات بالانسحاب من محافظات عديدة بالعراق بعد أن سلمت ملفها الأمني الى الجيش العراقي وقوات الشرطة .
بينما نحن بانتظار تلك الساعة ، لاسيما بعد أن بدأت بوادر التحسن الأمني تظهر في أكثر مدن العراق سخونة مثل محافظة الأنبار والعاصمة بغداد يظهر وزير خارجية ايران منوشهر متقي بتصريح مثير للاستغراب ، بل للسخرية .
هذا التصريح الذي أطلقه وزير خارجية ايران في مؤتمر اسطنبول الأخير والذي اقترح فيه خطة لارسال قوات ايرانية وسورية وعربية بدلا من القوات الأمريكية يثير السخرية والاستغراب لأسباب عديدة أولها : انه يعد تدخلا مباشرا بشأن عراقي داخلي ، إذ أن مثل هذا الأمر يحدده البرلمان العراقي ، والحكومة العراقية ، وليس من حق ايران أو أية دولة عربية تقديمه ، أما ثانيا فانه جاء في وقت متأخر جدا ولا نريد هنا أن نسأل : أين كانت ايران من هذا المقترح خلال السنوات التي تلت احتلال العراق ، إذ أننا نرفض هذا التدخل رفضا قاطعا ، فضلا عن أننا ننتظر خروج القوات المتعددة الجنسية من العراق لتستلم قواتنا العسكرية زمام حماية أمن العراق .
فضلا عن ذلك فأننا نعتقد أن هذا المقترح لم يأخذ بالاعتبار الحساسية السياسية التي تعاني منها بعض الأطراف السياسية ضد ايران ، تلك الأطراف التي تتهم ايران بعرقلة الوضع الأمني من خلال تقديمها مساعدات عسكرية ومادية لميليشيات تابعة للأحزاب الشيعية ، ولم تأخذ بالاعتبار موقف الأطراف الأخرى التي تتهم سوريا بتمويل وتسهيل مهمة بعض الجهات الارهابية وخاصة عصابات حزب البعث .
وبين هذا السبب وذاك هناك قضية أخطر وهي أن المقترح الايراني يراد من خلاله تأكيد قضية تقسيم العراق الى دولتين شيعية وأخرى سنية ، فضلا عن دولة كردستان والتي لا تحتاج الى قوات ايرانية أو عربية لاستقرارها الأمني ، إذ من الواضح أن القوات الايرانية ستتواجد في المدن الشيعية ، والقوات السعودية والسورية وغيرها من القوات العربية ستتواجد في المناطق السنية .
نعتقد أنه حان الوقت كي تفهم ايران وغيرها من الدول الاقليمية أن العراق بحاجة ماسة الى مساعدتهم بطرق أخرى منها وقف مساعداتهم لدعم الميليشيات والعصابات الارهابية لا بارسال جيوشهم الى العراق ، إذ أن أهل العراق ينتظرون اليوم الذي ترحل عنه القوات الأجنبية .
* مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قضية دفع ترامب أموالا لممثلة أفلام إباحية: تأجيل الحكم حتى 1


.. بايدن عن أدائه في المناظرة: كدت أغفو على المسرح بسبب السفر




.. فيلم ولاد رزق 3 يحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية


.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي




.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان