الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراجعة في كتاب :الاطاحة بالصهيونية

أماني أبو رحمة

2007 / 11 / 10
ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين


مراجعة في كتاب
الإطاحة بالصهيونية
تأليف: جول كوفل
عرض: ريموند ديان-
ترجمة: أماني ابورحمة :هيئة تحرير أجراس العودة

ولد المؤلف جول كوفل العام 1936 في بروكلين لأبوين يهوديين من أوكرانيا . كتب أكثر من مائة مقال . مارس العلاج والتحليل النفسي لأكثر من 24 سنة غير انه ترك العمل في هذا المجال بسبب عدم رضاه عن النظام الصحي في الولايات المتحدة الأمريكية من ناحية وبروزه كناشط سياسي يساري من ناحية أخرى .. وباعتباره كما يقدم نفسه اشتراكيا اقتصاديا فقد رشح نائبا لنيويورك عن حزب الخضر العام 21998 إلا انه خسر الانتخابات على رئاسة الحزب العام 2003 أمام رالف نادر.
عمل كوفل رئيسا لتحرير فصلية الطبيعة الاشتراكية للرأسمالية .
الإطاحة بالصهيونية هو كتابه الأول الذي يبحث في قضية إسرائيل ويعتبر إضافة إلى الكتابات الصاعدة والمتزايدة التي تدعم حل الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين وإسرائيل.
يحتل النقد القاسي للصهيونية 8 فصول من فصول الكتاب العشرة والذي يميز الكتاب هو المناقشة المستفيضة لطبيعة المشكلة بأوجهها المتعددة والمتشابكة .
هدم كوفل الجوانب السياسية والتاريخية والثقافية والبيئية والعرقية والنفسية للصهيونية , وترك فضاءً واسعاً لتعبيرات قاسية وخروج عن النص وبعبارة أخرى فان نقاشاته ليست الأولى على الإطلاق ولكنها الأوسع في الجوانب التي تناولتها وتحتاج إلى تركيز كبير من جانب القارئ . إلا أنها بالفعل تستحق الجهد والتركيز.
يقول جول "تنشد الصهيونية إحياء القبلية في قالب من الادعاءات الزائفة بدولة حديثة عصرية هائلة التسليح ومشبعة بالعنف . إنها تفصل اليهود عن تاريخهم وتمنحهم هوية مقدسة نابعة من فكرة معاداة السامية التي أضحت الشئ الوحيد الذي يربطهم . لقد سقطت الصهيونية في مستنقع التوسع الامبريالي والعسكري وقدمت دلائل بارزة على الفاشية الخبيثة "
ويضيف " الصهاينة وأشباههم اللذين يبنون جدراناً من الفصل واقعاً ومجازاً هم المنشقين عن جلد الإنسانية وباختصار فانك حين توافق على دولة يهودية فانك ستأخذ بالخصوصية التي هي آفة أي دولة وتضيف إليها التميز أو الاستثنائية التي هي آفة اليهودية وبالتالي فأنت تمنح العنصرية صبغة موضوعية , مؤسساتية, دائمة وثابتة يصعب التعاطي معها " ويخلص إلى أن إسرائيل حولت نفسها إلى آلة لانتهاك حقوق الإنسان. إذا فالصهيونية وصفة للكراهية بلا مقابل وبدون سبب .
يركز كوفل في تحليله على التميز أو الاستثنائية يقول " التميز يقود إلى العنصرية وكما ميز معادوا السامية اليهود عن بقية البشر كموضوع للكراهية فان الصهاينة قد ميزوا العنصر اليهودي كأناس منفصلين , ويستنتجون من تاريخ معاناة اليهود أن لهم الحق في وضع قوانين الإنسانية معرضين الفلسطينيين إلى همجية يصعب وصفها . في حين يكونون هم في مأمن من العقاب .
يلاحظ كوفل" التميز يؤدي إلى الفصل .. الكلمة التي يعبر عنها بالافريكانية بالابرتهايد وأيضا يؤدي إلى الاغتراب والإقصاء لقد أطلق حاييم وايزمان أول رئيس لإسرائيل على الفلسطينيين اسم الحجارة في يهودا قال (الحجارة في بهودا..... العقبات التي يجب أن تزول من الطريق الصعب) ."
يضيف كوفل " ذلك افقد الأرض قيمتها ومسخ الرومانسية الصهيونية المرتكزة على مفهوم الارض – الوطن ومس توجه الطبيعة نحو التوازن والاعتدال.
لقد قارب كوفل الملف الايكولوجي الكارثي للصهيونية عندما قال" الإقصاء هي الصورة الإنسانية التي نتجت عن التمزق الايكولوجي , هي فشل العناصر البشرية في الاعتراف ببعضها البعض , هي التي فصلت الإنسانية عن الطبيعة وعن نفسها ويتبع ذلك أن المجتمع الذي يعاني من الإقصاء أو الفرقة القاسية هو الأكثر عرضة إلى التفتت".
يتناول كوفل جانب آخر في تحليله وهو الوعي السيئ . يستند كوفل في مراجعته على تحليل مطول نشر العام 2002 عن الوعي السيئ للصهيونية .يلاحظ كوفل " في ثلاث مناسبات حكمت إسرائيل بإرهابي سابق مناحيم بيجن (1977-19983 ) اسحق شامير (1983-1992 بانقطاع 19984-19986) وارئيل شارون (2001 -2006). هذه الإشارة كفيلة بخفض حدة الحديث المتكرر عن عنف الفلسطينيين وديمقراطية إسرائيل ومعاناة اليهود عبر التاريخ وعرقهم السامي النبيل.
الحاجة إلى ردم الهوة بين قوة الادعاء بالسمو العرقي بيهودية وارتكاب الجرائم المرعبة وضرورة احترام مرتكبيها أدى إلى نوع من الوعي الجمعي تشكل في صورة الدولة وازدادت حاجته إلى الصهيونية مع تزايد حاجة الدولة إلى الشرعية . أصبح الوعي معقدا ومركبا وممزقا من الداخل .
في حالة وعي كهذا , الشعور بالسوء – الإحساس بأن شيئاً فظيعاً يحدث مستمر في المجتمع
الوعي الذي يعمل بصورة سيئة يعيق نمو المجتمع
الأسوأ أيضا أن هذا الوعي يجلب للعالم الشر كما يروج له.
وفضح كوفل في تحليله الغني هذا الوعي السيئ في السياسة الإسرائيلية وأيضا في الدعاية التي تنشد إضفاء الشرعية على الجرائم التي ترتكبها الصهيونية
في مثال صارخ يورد كوفل ما قاله المؤرخ الصهيوني المعاصر بيني موريس والذي يدعي انه يسارياً
في يناير 2004 اجريى الصحفي آري شفيط مقابلة مع بني موريس نشرت في ملحق هااريتس قال موريس( كان على بن غوريون أن يكمل عملية التطهير العرقي للفلسطينيين . كان يجب عليه أن يضعهم في أقفاص . ما كانت الديمقراطية الأمريكية العظيمة لترى النور لو لم يتم سحق الهنود )
يعلق كوفل" اقتنع موريس أن الدولة اليهودية لم تكن لتقوم بدون ارتكابها للإرهاب الفظيع ولكنه وحتى يدعم ضرورة الإرهاب لقيام الدولة سقط في حفرة الكراهية العنصرية السوداء "
القبول بالمسئولية وتبادل الاعتراف يتضمن صحوة الذاكرة التي هي الإقرار بالماضي
هذا الإقرار لا يتحمله بني موريس عندما أدار ظهره للحقيقة التي فضحها بنفسه عن النكبة ( انظر كتابه الضحايا إصدار عام عوفيد وكتاب ولادة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين إصدار كامبريدج.. "المترجم") ونحو تصديقه ودفاعه المتعاظم عن الصهيونية.
يخلص كوفل إلى القول أن الدمج ومن خلال حل الدولة الواحدة هو سبيلنا إذا ما أردنا التغلب على الفرقة والإقصاء المتجذر في الصهيونية .
فند كوفل العوامل التي تجعل من حل الدولتين المدعوم بقوة مستحيلا من الناحية العملية والأخلاقية لان إسرائيل ومناصريها يدركون أن حل الدولتين يعني استمرار التعاظم الاقتصادي والعسكري لدولة إسرائيل على حساب دولة أخرى مهملة وهامشية ومقامة على رقعة من الأرض تتناقص باستمرار . وعليه فإذا كان المقصود من حل الدولتين هو قيام دولتين تتمتع كل منهما بمقومات الدولة فان هذا الحل قد مات والى الأبد. وأصبح كما يقول كوفل مادة لتدبيج المقالات وملء الفراغ على صفحات الانترنت وأعمدة الصحف .
يرفض كوفل فكرة دولة العرق الواحد . يقول" يتصرف الناس بصورة أفضل عندما يكونون مختلطين ويبدعون في ظروف غنية بالتعددية والاختلاف " ويقول أيضا انه يعارض دولة إسلامية تماما كما يرفض دولة يهودية ولكنه معني أكثر بتغيير الثانية لان بلده الولايات المتحدة الأمريكية ى كانت مسئولة عن نجاح الصهيونية ولان المحور الأمريكي الإسرائيلي, الذي يحرض فيه التساؤل الساخر أين يقع العقل التنفيذي لديناصور افتراضي بعقلين احدهما في رأسه والآخر في ذيله , هذا المحور كان لسنوات طويلة أقوى سبب غير مباشر لظهور الإسلام السياسي في صورته النظرية .
الغرب الذي يريد تفتيت قوة الأصولية الإسلامية ليس أمامه سوى مواجه الصهيونية.
قد يعتقد بعض القراء بعد هذا النقد العميق والمفصل للصهيونية ومناقشة الظروف المحيطة التي تعيق حل الدولتين , أن حل الدولة العلمانية الواحدة التي سماها كوفل فلسريل من قبيل الدعاية هي النهاية المنطقية( وربما الحتمية) لكل ما حصل برغم من عدم الحماس والبرود الذي تقابل به الفكرة .
لا يرى كوفل أن من واجبه أن يوضح بالتفصيل الطرق العملية لإقامة هذه الدولة لكنه يقدم نصائحه للناشطين:
قل الحقيقة عن إسرائيل – خالف دعاية اللوبي الصهيوني الأخطبوطي , احرم الدولة الصهيونية مما تحتاج إليه قاطعها ثقافياً وأكاديمياً واقتصاديا, اعمل على عودة اللاجئين إلى وطنهم عملا تطبيقا لحق العودة.
من وجه نظر الناشط السياسي فان احد المآزق التي يمر بها هي عندما يسال هل تؤيد صراحة حل الدولة أو حل الدولتين . يتحاشى اغلب المتضامنين الخوض في هذا الموضوع ويفضلون إبقاء الخيار مفتوحا أمام الفلسطينيين . غير أن التأكيد المتكرر بضرورة التمسك بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين يتضمن الضرورة والظروف الكفيلة بالإطاحة بالصهيونية بطريقة سلمية بالإضافة إلى ضرورة العمل على تذويب مفهوم الخصوصية والتميز لليهودية .
يؤمن كوفل أن العام أفضل بدون الصهيونية .
سيتحرر قارئ هذا الكتاب القيم من وهم أن القيم العالمية لا تساند التضامن ضد الجرائم التي ترتكبها إسرائيل وان الحكومات الغربية اكبر داعم لها .
 ريموند ديان : عضو مؤسس ورئيس سابق لحملة التضامن الفلسطيني الايرلندي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل نفق مظلم.. مغامرة مثيرة مع خليفة المزروعي


.. الحوثي ينتقد تباطؤ مسار السلام.. والمجلس الرئاسي اليمني يتهم




.. مستوطنون إسرائيليون هاجموا قافلتي مساعدات أردنية في الطريق


.. خفايا الموقف الفرنسي من حرب غزة.. عضو مجلس الشيوخ الفرنسي تو




.. شبكات | ما تفاصيل طعن سائح تركي لشرطي إسرائيلي في القدس؟