الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبن فلسطين وصديقه القلم

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

2007 / 11 / 11
كتابات ساخرة


أمسكت بالقلم لكي اخط به كلمات وعبارات تعبر عن واقعي وعالمي المتناقض في كل شيء، وإذا بقلمي يتحول إلى ثائر علي، رافضا لكل شيء، رافضا لواقعي ولعالمي، لحياتي وحتى مماتي، وإذا به يقول لي، إذا كانت الحياة ممرٌ كما تعلم، فلما يحدث ما يحدث، إذا كانت الحياة كعجلة تشبه إلى حدا كبير عجلة السيارة، فلما لا تأخذ الحيطة والحذر، لان من يكون اليوم في الأعلى سيكون غدا وبكل تأكيد في الأسفل.

نعم أيها القلم أنت على صواب، أنت وحدك من يعبر وبطريقة سحرية عما يجول في خاطري، نعم سأتحول وبفضلك إلى ثائر مغامر، رافض لكل القيم والمعايير والمبادئ التي ينادون بها، نعم سأكون مثلك أيها القلم، سآخذ منك أنت وحدك العبر، سوف أكون قادرا على عمل الكثير من الأمور العظيمة ولكن فقط أن أصبحت قلما حقيقا، قادرا على التعبير في مجتمعا يقدر الفكر، ويحترم حرية الرأي، نعم سوف أتعرض كثيراً لقسوة الجهلة وانتقاداتهم مثلك عندما تتعرض لبري مؤلم بين فترة وأخرى، ولكن هذا ضروري لأنه كلما زادت القسوة كلما كان التصميم على السير قدما أقوى، مثلك أيها الصديق الحميم كلما تعرضت لبري كلما كنت قلما أفضل.

واعلم أيها الصديق دائما.. أن الجزء الأهم بك هو ما بداخلك، مثلي تماما، أهم شيء عندي هو ما بداخلي من أفكار ومعتقدات، أفكار تسعى لنشر المحبة والتسامح، وإعطاء الحقوق لأصحابها، لا كالتي يدعون إليها، أفكار قائمة على التضليل والكذب ونشر الفساد بغية تحقيق مطامع ومصالح شخصية، باسم أو تحت غطاء المصلحة العامة، نعم أيها القلم، عندي أفكار تنصر المظلوم وترفع الظلم عنه، وتعطيه حقه في المجتمع، لا أن يأخذ حقه ويعطى لآخر تحت غطاء الواسطة والمحسوبية، تعلم أيها القلم أن هنالك أناس محرومون من حقوقهم، تعلم أيها القلم أن هنالك أناس سلبت منهم فرحتهم، تعلم أيها القلم أن ابن الوزير وزير حتى ولو لم يفقه شيئاً، تعلم أيها القلم أن ابن الغفير غفير حتى ولو ملك العلم بأسره، وتعلم وتعلم وتعلم.....

وهنا أيها القلم، يقولون بان لديك القدرة على تصحيح أي أخطاء قد يرتكبها الآخرون، وبقيت أنا وحدي، أفكر واغوص في أعماق فكري هل لدي القدرة مثلك على تصحيح أخطاء الآخرين؟ هل أملك القدرة على تغيير الواقع ولو بجزء يسير؟ ولكن كيف؟ كيف لإنسان بسيط يخاف على لقمة عيشه أن يقول للظالم انت ظالم بعقر بيته، كيف أكون كما قال رسولنا الكريم، "خير كلمة حق تقال عند سلطانا جائر"، وان قلتها أيها الصديق أتعرف ماذا يحل بي، دلني.. أرشدني، الم اقل لك منذ البداية أنني أعيش عالم متناقض، متناقض بين أنا ونفسي، حاولت كثيرا أيها الصديق العزيز أن أكون مثلك كلما كانت ظروفك صعبه، تستمر بالكتابة. من اجل أن تترك دائما خطا واضحا وراءك مهما كانت قساوة الموقف، وها أنا صديقي أحاول الاستمرار دوما رغم قهري وصعوبة ظروفي، ولكن هل تعتقد بأنني سأنجح؟ كيف؟ كيف وكلما اختلي بك لنسطر أنا وأنت أجمل الكلمات والعبارات عن عالما خاليا من الفساد والرشوة والمحسوبية يتبادر إلى ذهني سريعا ماذا سيقول فلان، وكيف سيتعامل معي فلان، هل يطردني من وظيفتي، هل يحبسني لان صهره وقريبه فلان. أفهمت أيها الصديق لماذا لا يمكنني أن أكون مثلك. ولكن كلمة أخيرة أقولها لك، أعدك بأنني سوف أثور على كل القيم والمبادئ التي لا تأخذ بالحسبان حقوق الإنسان، سوف أثور على من يسمون أنفسهم بدعاة المصلحة العامة، سوف أثور على كل من لم يراعي الله في تصريف أموره، وأخيرا سوف أثور على نفسي أن لم تثور على من سبق...

ولنا لقاءٌ آخر أيها القلم....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | الفنان محمد عبده يكشف طبيعة مرضه ورحلته العلاجية


.. تفاعلكم | الحوثي يخطف ويعتقل فنانين شعبيين والتهمة: الغناء!




.. صراحة مطلقة في أجوبة أحمد الخفاجي عن المغنيات والممثلات العر


.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24




.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع