الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قانون النفط والغاز..الدوافع والاهداف

موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)

2007 / 11 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قانون النفط والغاز الذي ناقشه باحثون ومتخصصون في البصرة قبل ايام، هذا القانون لم يأت من فراغ أصلا ولم يُصغْ بهذا الشكل المليء بالثقوب عبثا، إنما هو وكما يبدو قد صدر ليصب في مجرى الخطط الاستراتيجية الأمريكية وليعزز الدور الذي تضطلع فيه الولايات المتحدة الأمريكية من اجل تأمين وضمان تدفق النفط إلى الدول الصناعية ومن اجل فرض هيمنتها المطلقة على تلك الدول لاحقا عبر التحكم في مصادر وإنتاج وطرق إمداد النفط .

إن غزو واحتلال العراق ما كان ليقع لولا انه يحقق ذلك الهدف الاستراتيجي لأكبر قوة إمبريالية في العالم، لا بل وفي التاريخ البشري كله .

منذ عام 1980 الذي شهد إقرار مبدأ كارتر والذي على أساسه أنشئت قوات التدخل السريع الأمريكية وشكلت من اجله قيادة المنطقة الوسطى، والإدارات الأمريكية المتعاقبة تسعى بكل الوسائل من اجل تحقيق هذا المبدأ والوصول بواسطته حتى لو تطلب الأمر استخدام الردع العسكري كما حصل في حرب الكويت إلى الأهداف التي من اجلها صدر .

الوحيدون على خطأ من صدقوا أن الولايات المتحدة الأمريكية ألقت بفلذات أكبادها في حربين ضروسين منذ عقد من الزمن وحتى اليوم من اجل تحرير الأرض في الأولى وتحرير الإنسان في الثانية .

فبعد إنجاز الحرب الأولى بهزيمة هائلة لأقوى جيش في المنطقة، بنت قواعدها على شطآن أخذت تتآكل صخورها بفعل أمواج الايدولوجيا القادمة من طهران ، وفي الثانية التي توجت بالسقوط المدوي لأقوى نظام ديكتاتوري في الشرق، هي الآن منشغلة ببناء قواعد لها على أطراف الصحراء لتمنع وصول رمال أيديولوجيا أخرى تسفها الرياح من صحارى الربع الخالي والذي لم يعد لا خاليا ولا ربعا للخراب كما كان يطلق عليه في الماضي.

ذلك أن أمريكا تعلم جيدا العلاقة الوطيدة ما بين النفط والايدولوجيا.
فقد عانت الكثير في الماضي من الايدولوجيا القومية العربية وما أفرزته من قناعات على الشارع العربي الذي وعى ما لامتلاك الثروات الطبيعية من تأثير في بناء أسس تنموية، فدفع بدوره أنظمة المنطقة إلى تأميم النفط .

إن ملامسة المائة دولار سعر برميل النفط يعني فيما يعنيه زيادة الطلب على العرض أو تساويهما على أحسن تقدير، وان العالم يتجه نحو الندرة لهذه المادة الحيوية لاستمرار بقاء عصب الحياة البشرية نابضا.

كما أن تقديرات احتياطي النفط العراقي والتي تقدر بــ300 مليار برميل والتي تعني فيما تعنيه ربع احتياطي النفط العالمي، هذه التقديرات إن صحت فستكون الدليل الدامغ لمن لا يتمتعون ببعد النظر الكافي على الأهداف الحقيقية التي كانت وراء احتلال العراق وعلى تقويض مرتكزات الدولة فيه وعلى دوافع السعي لإقرار قانون النفط والغاز الذي سوف يعمم مستقبلا على جميع دول المنطقة وربما العالم كله.

إن إصرار الإدارة الأمريكية إقرار قانون النفط والغاز والموافقة عليه من قبل مجلس النواب العراقي ، يترافق حتما مع تقديم بايدن مشروعه إلى الكونغرس الأمريكي ويترافق أيضا وما يجري على حدود العراق الشمالية بين حزب العمال الكردي وتركيا وأخيرا وليس آخرا التبدلات الحاصلة في الداخل العراقي في التحالفات ما بين القوى الداخلة في العملية السياسية والتحالفات ما بين القوى خارج تلك العملية.
فلا يمكن بأي حال من الأحول وحين يتعلق الأمر بالخطط الأمريكية أن نفصل كل هذا الذي يجري عن بعضه البعض. فالأدوار مدروسة وموزعة وما على الإدارة الأمريكية في النهاية سوى تجميع الصورة لتكتمل عندها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش


.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا




.. الاحتلال الإسرائيلي يدمر مستوصف الزيتون بمدينة غزة


.. بحضور نقابي بارز.. وقفة لطلاب ثانوية بباريس نصرة لفلسطين




.. من أذكى في الرياضيات والفيزياء الذكور أم الإناث؟