الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هنيئا للعراق بمثل هذا الدكتاتور

طارق الحارس

2007 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


خلف العليان الأمين العام لمجلس الحوار الوطني وأحد قادة جبهة التوافق العراقية ، أو أحد الضباط الكبار في جيش النظام المقبور وصف السيد نوري المالكي رئيس وزراء الحكومة العراقية " بالدكتاتور " واتهمه " بخرق الدستور ، وتجاوز حق المواطن العراقي في حقه بالتعبير عن رأيه " .
أليس غريبا ذلك ، نعني أن يصف العليان رئيس الوزراء بالدكتاتورية وخرق الدستور وتجاوز حق المواطن في التعبير عن رأيه ، وهو ، أي العليان ، يعبر عن رأيه بحرية منقطعة النظير أوصلته الى وصف رئيس الحكومة بالدكتاتور ؟
هنا نقف قليلا لنسأل العليان : هل كان يجروء على وصف صدام بالدكتاتور ، أو حتى أي وزير من وزراء العهد البائد ، أم ربما أن له وجهة نظر أخرى في صدام وحكومته ؟
لا نريد أن ندافع عن رئيس الحكومة ، لكننا نعتقد أن العليان يعيش في ظل حكومة ودستور يتيحان له ولغيره حرية التعبير عن الرأي الى الدرجة التي يستطيع فيها وصف رئيس الحكومة بالدكتاتور .
ليس جديدا على العليان أن ينتقد المالكي والحكومة العراقية لأسباب غير منطقية ، لذا فأننا لا نستغرب مطلقا حينما تبدر منه مثل هذه الانتقادات ، لكننا استغربنا جدا في أن العليان ينتقد رئيس وزراء الحكومة ويصفه بالدكتاتور وخرق الدستور وغير ذلك بسبب موافقته على الاستقالة التي تقدم بها وزراء جبهة التوافق قبل عدة شهور بعد اعلان انسحاب جبهتهم من الحكومة العراقية .
الحقيقة التي يعرفها الجميع هي أن رئيس الحكومة انتظر تلك الشهور الطويلة في الزمن الحكومي على استقالة وزراء جبهة التوافق على أمل عودتهم الى وظائفهم وأجرى محاولات عديدة لثني الجبهة عن الانسحاب الذي أعلنته ، لكن الجبهة أصرت على الانسحاب ، بل أنها أثارت ضجة كبيرة ، لاسيما العليان نفسه ، حينما أعلن وزيرها علي بابان الذي يشغل حقيبة وزارة التخطيط العودة الى الوزارة واتهمه علنا من خلال القنوات الفضائية بالرشوة وبتهم أخرى .
أما مقارنته انسحاب وزراء جبهة التوافق مع انسحاب وزراء التيار الصدري فهي مقارنة تدعو الى السخرية ، إذ أن مقتدى الصدر حينما أعلن انسحاب وزراء التيار الصدري من الحكومة خول رئيس الوزراء بايجاد البدائل عنهم ، لكن جبهة التوافق حينما أعلنت انسحابها كانت تراهن على اسقاط الحكومة الوطنية التي يقودها المالكي .
الأمر الآخر الذي يدعو الى السخرية في تصريحات العليان هو تباكيه على الحقوق التقاعدية التي حرم منها وزراء جبهة التوافق بعد قبول رئيس الوزراء الاستقالة التي تقدموا بها ، أو الفصل بعد غيابهم عن الدوام لمدة زادت عن ثلاثة شهور ، إذ تناسى العليان الشعارات المزيفة التي يطرحها دائما بالتضحية " من أجل الوطن " .
أما تصريحه حول خرق الدستور في هذه القضية فأما أنه لم يحصل على فرصة كافية لفهم فقرات الدستور التي تخص هذا الموضوع وقد خدعه أحدهم بأن المالكي قد خرق الدستور ، أو أن الرجل يعرف الدستور جيدا ، لكنه يريد خداع المواطنين العراقيين مثلما حاول خداعهم في مناسبات سابقة .
لا نعرف بالضبط الى أين يريد أن يصل العليان فجبهته أعلنت الانسحاب من الحكومة ولقد حاول رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية وعدد آخر من الشخصيات والكتل السياسية اعادة الوزراء الى وظائفهم ، لكن الجبهة أصرت على مواصلة الانسحاب ، فماذا كان ينتظر العليان من رئيس الوزراء ، لاسيما في ظل اعلان المالكي مرات عدة عن نيته تشكيل حكومة من التكنوقراط بعد أن تخلت جبهة التوافق ولحقتها القائمة العراقية عن الحكومة الوطنية التي تشكلت بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التونسي قيس سعيد يحدد يوم 6 أكتوبر موعدا للانتخابات ا


.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويعلن تحقيق انتصارات على




.. حادث طعن في مجمع تجاري في #كرمئيل شمالي #إسرائيل حيث جرح 3 أ


.. يائير لابيد: على الجيش احترام قرار المحكمة وتنفيذ قانون التج




.. المبعوث الأميركي آموس هوكستين يعقد محادثات جديدة في باريس بش