الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدة القوى اليسارية والقومية البحرينية

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2007 / 11 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


اعتقد أن الجمعيات السياسية اليسارية والقومية البحرينية مازالت تعيش أجواء الحقبة الماضية وظروف العمل في‮ ‬السبعينات من القرن الماضي‮ ‬فهي‮ ‬لم تنتقل من العمل القائم على التنافس فيما بينها إلى التكامل الذي‮ ‬تفرضه الظروف الموضوعية للمرحلة،‮ ‬بل مازلنا نسمع شعارات ايديولوجية وسياسية‮ ‬تزيد من المسافة بين تلك القوى ومن حالة الاحتقان،‮ ‬ولا تدعو إلى التفاؤل‮.‬
وإذا ناقشنا بكل موضوعية جوهر الخلاف الحقيقي‮ ‬نجده ذا دلالة شكلية هي‮ ‬بعيدة جداً‮ ‬عن الدلالة العملية والعلمية،‮ ‬فهناك من‮ ‬يطرح الأولوية في‮ ‬عمل التياراليسارى في‮ ‬معارضة الحكومة ولنا في‮ ‬سبيل ذلك أن نتحالف مع القوى الإسلامية وهناك من‮ ‬يطرح إن الأولوية تكون في‮ ‬مواجهة خطر الإسلاميين والتمسك بالفكر اليساري‮ ‬بأبعاده المختلفة‮.‬
ونحن هنا لسنا في‮ ‬وارد أن نخطئ ايا من الفريقين ولكن‮ ‬ينبغي‮ ‬النظر إلى المسائل بدون الإرث التاريخي‮ ‬الثقيل،‮ ‬فكلا الفريقين‮ ‬يوجد عنده من الايجابيات الكثير فيما‮ ‬يطرح،‮ ‬ولكن لماذا لا‮ ‬يكون التوافق خارج هذين المنهجين؟ فلا‮ ‬يمكن لتيار‮ ‬يساري‮ ‬في‮ ‬هذه المرحلة أن‮ ‬يشكل وزناً‮ ‬في‮ ‬معارضة الحكومة بدون المعارضة الإسلامية ولا‮ ‬يمكن النظر إلى جميع حركات الإسلام السياسي‮ ‬بمنظار واحد وإعلان الحرب عليهم جميعاً،‮ ‬وفى المقابل فان القيم السياسية تخلق عقيدة سياسية تستمر لسنوات وتحافظ على الوحدة والتماسك الداخلي‮ ‬ولكنها بدون نطاق فكرى واسع‮ ‬يجمع أعضاء التنظيم‮ ‬يتحول التنظيم إلى هرم هلامي‮ ‬يفقد الخصوصية اللازمة التي‮ ‬تقوم عليها الأحزاب‮.‬
لذلك فنحن اليوم نعيش في‮ ‬عالم‮ ‬يختلف عن السابق،‮ ‬ولكن مازالت توجد فيه مجموعة من السلوكيات التي‮ ‬يجب ان نجمع على التمسك بمقاومتها وهى الاستغلال الاقتصادي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬والفقر والظلم و الفوارق الكبيرة بين الطبقات والحرمان وتوزيع‮ ‬غير عادل للثروة والتعدي‮ ‬على الحريات العامة والشخصية والفساد ومحاولة القوى المحافظة الإجهاض على المسار الديمقراطي‮ ‬فكل ذلك‮ ‬يستحق الإجماع عليه ومقاومته في‮ ‬وجه كل الجهات التي‮ ‬تساهم في‮ ‬القيام به،‮ ‬لذلك فان أولويات العمل والمواجهة تحددها المنطلقات السابقة العملية وليس التنظير بكافة أشكاله وهى بالتالي‮ ‬تشكل منطلق حقيقي‮ ‬لوحدة القوى اليسارية والقومية وبدون تنظير سياسي‮ ‬وايديولوجى‮ ‬يرهق الجميع لفترات طويلة من النقاش‮. ‬
والجانب الآخر الموضوعي‮ ‬في‮ ‬قيام هذه الوحدة هي‮ ‬فقدان جميع التنظيمات اليسارية والقومية للقدرة على التحريك الجماهيري‮ ‬ليس لكونها لا تملك دقة وصحة الموقف والمبادئ ولكن لكونها تحلل وتشخص وفق رؤية بحاجة إلى إعادة نظر فيها وكذلك آليات ووسائل العمل الجماهيري‮ ‬التي‮ ‬لا تملكها وهو ما أدى بمجموعة من الانتهازيين السياسيين إلى التذاكي‮ ‬على الآخرين من حيث اللعب على الوتر الطائفي‮ ‬والتحريض وإشعال الفتن الطائفية باعتبارها الآلية الأنسب لهذه المرحلة فمن‮ ‬يشاء ان‮ ‬يكون له مكان تحت الخارطة السياسية فعليه ان‮ ‬يكون مع القوى الطائفية والتكفيرية،‮ ‬وهي‮ ‬معادلة ساذجة جداً‮ ‬وان صنعت مسيرة هنا أو مظاهرة هناك فهي‮ ‬لا تصنع أحزابا أو قادة‮ ‬يحترمهم التاريخ،‮ ‬بل طالبي‮ ‬سلطة مؤقتة ووفق ظروف المرحلة،‮ ‬وهو ما لا‮ ‬يعد نموذجاً‮ ‬في‮ ‬العمل السياسي‮. ‬
فلا‮ ‬يمكن ان نكون حريصين على وحدة القوى اليسارية والقومية ونحن نضع الشروط والعراقيل امام قيام تكتل وطني‮ ‬ديمقراطي‮ ‬معارض ضمن نطاق المعارضة الوطنية والإسلامية،‮ ‬يستطيع إن‮ ‬يضع القوى الوطنية الديمقراطية على الطريق الصحيح فلا التمسك بالايديولوجية بشكل مطلق‮ ‬يصنع أحزابا قوية ولا رفض الايديولوجية المطلق‮ ‬يحقق البناء التنظيمي‮ ‬السليم،‮ ‬ومن هنا فان خيار المفاهيم الوسطية للقوى اليسارية والقومية والقائم على المنطلقات السابقة بعيداً‮ ‬عن التسميات الكبيرة التي‮ ‬لا تجد صداها في‮ ‬الشارع الشعبي‮ ‬يمكن ان تساهم في‮ ‬تحقيق هذه الوحدة‮.‬
كما انه لا‮ ‬يمكن القيام بوحدة للقوى الوطنية ضمن اعتبارات فكرية على حساب البعد السياسي،‮ ‬فالقوى اليسارية والقومية هي‮ ‬تاريخ من المعارضة السياسية فلا‮ ‬يجوز ان‮ ‬يطرح البعض قيام تكتلات تخالف هذه القاعدة التاريخية تبقى أولى خطوات هذه الوحدة هي‮ ‬وقف الهجوم التي‮ ‬تشنه بعض الأطراف على البعض الأخر في‮ ‬محاولة لإثبات صحة هذا الموقف أو ذاك،‮ ‬ولكنها في‮ ‬المقابل لا تحقق شيئاً‮ ‬على ارض الواقع وتزيد من الفجوة بين تلك التنظيمات‮.‬









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا