الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواليان يخدمان الهيمنة

عمار ديوب

2007 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


تنقسم قوى تأييد الهيمنة إلى نوعين ، فهناك قوى تدّعم الأنظمة الحاكمة فتؤمن مصالحها وتعبث بموارد المجتمع وتفقر الأغلبية وتهدم المؤسسات ، وتعتبر تحقيق مصلحتها الفردية – الأسرية – هي فوق جميع المصالح . وتعي سياسياً مصلحتها فتدافع باستماتة عن الأنظمة الحاكمة . وأن مصلحتها لا تتحقق إن لم تستمر السلطة بهيمنتها ، وبالتالي كل نزوع نحو تهديم الهيمنة هو بالنسبة لها مرفوض وموجه لتدير مكاسبها المتحصلة منها والمنتظر تحصيلها . هذا الفرد ، الأفراد ، الجماعة ، الطبقة تتواجد في مختلف مؤسسات الدولة وفي القطاع الخاص ولا نعدم وجودها بين الفئات الهامشية ، وذلك حين لا يمتلك هؤلاء الوعي الكافي بسبب هامشيتهم بالذات.
هذا النوع في بلداننا المخلفة وفي سوريا يعمل حثيثاُ في حيز يخدم تأبيد السلطة وهو يستقي جل أفكاره من ما تقدم له عبر أشكال متنوعة وأحياناً يتجاوز السلطة في الدفاع عنها بما ليس موجوداً فيها .
تدعم هذه الفئات فئات من المعارضة ، تلتقي هي والسلطة في عناوين عريضة كالليبرالية ، الانفتاح الفوضوي على الخارج ، الاعتراف بقوة الدولة الأمريكية العظمى ، ضرورة السلام مع الدولة الصهيونية .
أما الفئة التي لا توالي السلطة بل توالي الخارج الامبريالي وتحديداً الدولة الأمريكية فهي فئة تقدم أفكارها بصورة منطقية صورية تنطلق من خطأ المقدمات لتصل إلى النتائج المطابقة ، حيث تبدأ من أن الدولة الأمريكية دولة عظمى وهي تصيغ العالم الدولي الجديد ، وهي تخدم الديمقراطية وحقوق الإنسان في كل مكان وخاصة في عالمنا العربي وبالتالي هي هي بالذات ستخلص مجتمعاتنا من الاستبداد والديكتاتورية وتنصر الديمقراطية ؟
وبالتالي لا خلاص من الأنظمة الفاسدة والمستبدة والديكتاتورية إلا عبر الاستفادة من الشروط الدولية واستجلاب الدولة الأمريكية والعمل ضمن مشاريعها.
ويضيف هذا التحليل العبقري أن كل ما عدا ذلك إما من بقايا الماضي الماركسي أو القومي أو الإسلامي أو مناهضي العولمي الحمقى ؟
هذه الرؤية تعممها فئات ماركسية مهزومة وفاقدة لمشروعها التقدمي وتعمل ضده أو فئات ليبرالية مستجدة بلا ملامح ولا وجه ولا مشروع وطني أو فئات ثأرية أهانتها الأنظمة الديكتاتورية وظلمتها كما ظلمت كل الشعوب الفقيرة ، ولكنها ولأنها ثأرية ولها نفس عقلية النظام من حيث السعي للوصول إلى السلطة وبعد ذلك فليأتي الطوفان ، فإنها فئات تريد التخلص من النظام وبأية طريقة كانت ، ومنها أفراد يتمنون لو أن إسرائيل تخلصنا من هكذا نظام ؟ وقد عبرت عن نفسها وبهذه الحكمة البالغة الأهمية في أثناء احتلال العراق وفي الحرب الأمريكية الأخيرة على لبنان.
هذه الفئات وتحديداً المجموعات المشار إليها لا تخدم الداخل بأية حال من الأحوال بقدر ما تؤبد الواقع عبر انعزاليتها وثأريتها وهي تسعى لمشروعها الفردي أو الشللي وخدمة الهيمنة الأمريكية بشكل مباشر . وكل مسعاها التخلص من النظام الحاكم وكأنها الفئة التي استقاها الله ورسوله لهذا المهمة الفوق تاريخية . أما بعد ذلك كما حصل في أفغانستان أو الصومال أو العراق أو يوغسلافيا فهو من بقايا النظام السابق ؟
عند إسقاط النظام ، لا يعمل من اجل نظام متقدم بل من اجل إطباق الهيمنة الأمريكية ومن خلال البنى الطائفية والإثنية والعشائرية ولا سيما أن هذه الفئة ترى أن لا مخرج لبلداننا من أنظمة الديكتاتورية إلا الأنظمة الطائفية ، وهنا يصل الخبل العقلاني السياسي مداه الأعظم ؟
أحياناً يشد البعض ويرى أنه لا بد من العلمانية كنظام مدني حديث ولكنه وهو يكيل المجد ويسبح بدور الهيمنة في إحلال الديمقراطية يؤبد الشعور الطائفي ويساهم في دفع البلاد نحو الطائفية كنظام سياسي كما يجري في لبنان أو العراق .
الموالون للسلطة القائمة أو للهيمنة الأمريكية ، لا يهتمون أبدأ بآلية تطور البنى المجتمعية وهل من الممكن أن يكون دعم الأنظمة الديكتاتورية حلاً لأزماتها أو انتظار القطار الأمريكي .
إن تطور هذه البنى لا يتم خارج سياقات عالمية مناهضة للعولمة الامبريالية في عالم موحد وقومية تشد العالم العربي لمشروع قومي ديموقراطي وعلماني مناهض للرأسمالية المحلية ووطنية متآزر مع القومية الديمقراطية وتعمل على حل المشكلات المحلية .
وبالتالي من يقف مع السلطة هو كمن يحارب مع الأمريكيان فالاثنان مواليان للهيمنة الداخلية والخارجية ويعملان في تعزيز النظام الرأسمالي التابع المحلي والنظام الامبريالي العالمي المأزومان.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تعلق على مساعي الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق


.. من بينهم طبيب ومعلم وطالب.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران إسرائيلي




.. مستقبل السياحة في جزر المالديف لن يعتمد على سحر شواطئها فحسب


.. مقتل 7 فلسطينيين وإصابة 9 باقتحام الجيش الإسرائيلي لجنين




.. بين سليماني ورئيسي .. ما هو سرّ الخاتم؟