الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بشهادة الصف الاول الابتدائي .. تزدهر الامم !!

مها عبد الكريم

2007 / 11 / 11
كتابات ساخرة


بعد أن اجتاز الباص الصغير ( الكيا ) منطقة الأنقاض والنفايات وما يتصاعد منها من روائح ودخان.. فتحت النافذة لا ستنشق بعض الهواء واستعد للغرق في أفكاري ومخاوفي من الفشل للمرة التاسعة بعد المائة في الحصول على فرصة للعمل بشهادتي الجامعية , أو برغبتي المخلصة في الحصول على عمل أنجزه بإخلاص تام , لكن كلماته وهو يحدثها عبر الهاتف النقال اخترقت إذني رغما عني ..فقد كان يجلس في المقعد المجاور لي تماما في الباص الذي صعدت إليه وإنا اتجه نحو فرصه أخرى قد أفوز بها والاحتمال الأكبر أن لا أفوز خصوصا إني اتجه إليها خالية الوفاض من أوراق خضراء تسهل الأمور وتقرب البعيد أو ظهر يسند المائل بقدراته ..
بعد سلام وعتاب سألها متى استيقظت من نومها فقد كان يحاول الاتصال بها بينما هي لا ترد.. وظل الكلام غير مهم لي بل ومزعج حتى طلب منها أن تستعد لعمل جديد سيكون من وراءه ( استفادة كبيرة )ويريدها أن تنظم إليه معهم ( من هم لا اعرف ).. ومن خلال كلامه فهمت أنها تشكك في حقيقة هذه الاستفادة فإذا به يؤكد لها أن الاستفادة مضمونة فالمبلغ المرصود لإصدار أول جريدة ناطقة باللغة العربية في مدينة السليمانية كبير (أقول لكي أكثر من خمسة وسبعين ألف دولار ! ) إضافة إلى المبالغ التي ستأتي عن طريق الإعلانات .. بعدها ظل يستمع إلى محدثته على الطرف الآخر وفجأة أجابها منتفضا: أي شهادة !! لا تهتمي لهذه المسالة إنا سأتدبر الأمر كله.. ليس مطلوبا منك أكثر من معرفة القراءة والكتابة !!
ستحصلين على عمل قريب منك لا تهتمي . (شوفي هاي أنت هناك نايمة وانا ارتب لك الأمور هنا !!!)
استمر الحديث بينهما بعد ذلك لعدة دقائق لكني كنت قد فقدت التركيز عليه لأني غرقت في أفكاري التي راحت تتلاطم مثل أمواج بحر هائج.. والحقيقة أن أول تساؤل خطر ببالي تلك اللحظة كان هل حقا إن الرجال يظلمون المرأة ويحرموها فرصتها في العمل والانجاز ..؟!
لا لا اعتقد إني يجب أن أعيد حساباتي في هذه القضية فهذه امرأة لا تمتلك شهادة تعرف القراءة والكتابة تحصل على فرصة للعمل في جريدة بتسهيل وتدبير من رجل.. لا لن أبالغ في تصوري بأنها ستصبح رئيسة التحرير وليس عيبا لو أعطيت قسم الطبخ والأبراج والتزيين والماكياج وكلها خلط وخبط ورجم بالغيب فمن يهتم وهي على كل حال لن تضر احد, المهم إن المرأة أخذت فرصتها ! ..وبتخيل عدد النساء اللاتي سيعملن في هذه الجريدة سنتمكن من معرفة عدد الرجال المخلصين لقضية المرأة كما سنعرف المستوى المطلوب للمرأة الآن ومستقبلا !!
لكن هذه الأفكار لم تستطع أن تنزع من راسي تساؤل عن الظالم والمظلوم , صار يكبر مثل دوامة كبير تسحب المزيد من التساؤلات عن حقيقة واقع المرأة وحقيقة صعوبة الظرف الذي نعيشه ومن يجعله أصعب وعشرات الصور لنساء عرفتهن يعشن ظروف غاية في السوء , ولفرص ضاعت أو سلبت .. ولان مثل هذه الأفكار تنتهي حتما أما أمام جواب مقنع أو انفجار نفسي كان لابد لي أن أتدارك الأمر قبل أن أتحول من امرأة عاقلة تستقل سيارة مثل بقية الناس إلى مجنونة تمسك بخناق رجل مسكين !.. قررت أن أجد لنفسي الظالم والمظلوم لارتاح ولتنتهي رحلتي بسلام فكان الجواب كالتالي.. إما الظالم فهي الورقة التي احملها في حقيبتي المسماة شهادتي وأما المظلوم فهو الرجل الذي كان يجلس بجانبي والذي كاد أن يصبح ضحية لامرأة مجنونة !, وأما الظلم هو في محاولتي اتهام هذا الرجل الجالس بقربي وأمثاله من الغافلين , بتشجيع الفساد وسلب أصحاب الكفاءات فرصهم والتسهيل لعناصر غير مؤهلة ! ! ..( ويا غافلين الكم الله )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا