الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين حانة ومانة ..... ضاعت لحانه ( رد على السيد ملا بختيار والامانة العامة لمجلس الوزراء )

كوهر يوحنان عوديش

2007 / 11 / 13
كتابات ساخرة


يضرب هذا المثل للشخص الذي يقع بين مصيبتين فلا يستطيع منهما خلاصاً، حتى يصيبه من الاذى ما لا يقدر على دفعه او النجاة من شره، ويعود اصل المثل الى :-
أن رجلا كانت له زوجة اسمها حانة فلما أسنّت تاقت نفسه للزواج من إمرأة أصغر منها . فتزوج من فتاة صغيرة مليحة ، حسناء اسمها مانة فكان يعدل بينهما كما أمر الله تعالى فيقضي ليلة مع حانة وليلة مع مانة فلا يغبط إحداهما حقها وكانت كل واحدة تريد ان تستأثر به وحدها ، فكان إذا اختلى بزوجته الأولى حانة تأخذ بعض الشعرات السوداء من لحيته فتنتفها ، حتى تصبح لحيته بيضاء ، فيشعر بأنه كهل وأنه من سنها وينبغي أن يكون لها وحدها دون سواها . وإذا اختلى بزوجته الصغيرة مانة فأنها تنتف بعض الشعرات البيضاء من لحيته حتى تصبح لحيته سوداء فيشعر بأنه لا يزال شابا وأنه ينبغي أن يكون لها وحدها دون غيرها ومازال دأب زوجتيه معه حتى اختفى شعر لحيته مع الأيام ولم يبق منها ولا شعرة واحدة .
وفي ذات يوم كان الرجل جالسا مع بعض أصحابه في المقهى ، فسأله أحدهم : (( هاي شنو أبو فلان ؟ وين لحيتك ؟ .. مزيّنها ؟)) فقال الرجل : (( لا والله مازيّنتها ولكن (( بين حانة ومانة ... ضاعت لحانه ) فسأله أصحابه عن مغزى قوله ، فأخبرهم الخبر ، فضحكوا من ذلك طويلا وتعجّبوا من صبر الرجل المسكين على مافعلته زوجتاه به ، وذهب ذلك القول مثلا.
تذكرت هذا المثل وانا اقرأ تصريحات السيد ملا بختيار المشرف على علاقات الاتحاد الوطني الكوردستاني، واطالع ما جاء في كتاب الامين العام لمجلس وزراء العراق وكالة.
يقول السيد ملا بختيار في لقاءه مع الملف برس :- ( ..... والمعروف ان الشعوب لها الحق القانوني في اعلان اقليمها او دولتها اذا كانت لها ارض تاريخية وجغرافية، لكن التركمان والكلدو اشور هم مقيمون في كردستان ولهم حق المواطنة الكاملة فيها، ولكن ليست لهم أي ارض تركمانية او كلدو اشورية في كردستان العراق )، الحمد لله والف شكر للسيد ملا بختيار لاكتفائه بذلك ولم يسمينا بالاكراد المسيحيين!!.
لو تعمقنا قليلا في تاريخ بلدنا المنكوب بشفافية ودون انحياز وتحريف، نلاحظ ان شعبنا ( الكلداني السرياني الاشوري ) هو الصاحب الاصلي لارض بلاد ما بين النهرين باكملها، حيث لا زالت اثار وشواهد هذا الشعب المتجذر في هذه الارض باقية تبرهن للعالم صحة اقوالنا ولما كان السيد ملا بختيار من مواطني كوردستان فلا ادعوه للذهاب الى بابل او نينوى او المدن الجنوبية لرؤية هذه الاثار بل ادعوه لزيارة قلعة كركوك!! وقلعة اربيل !! وبعدئذ ان يقرأ تاريخ هاتين القلعتين ليتأكد من اصحاب الارض الاصليين في كوردستان وغيرها من مناطق العراق ( الا اذا كان اجدادنا قد قامروا بالارض والتاريخ وخسروهما معاً وبذلك نصبح نحن السكان الاصليين لهذا الوطن مقيمين وجالية )، ربما يكون السيد ملا بختيار معتمدا على الكثافة السكانية ( وليس على التاريخ كما هو مفروض ) في تصريحه هذا، وبذلك يكون محقاً لاننا بفضل عمليات التهجير القسري وحملات الابادة الجماعية التي تعرضنا لها بسبب ديانتنا ومعتقداتنا واجبارنا على تغييرها تحولنا الى اقلية.
اما تسميتنا جالية !! من قبل اعلى سلطة حكومية في العراق فهو امر يدعو الى الضحك وان دل على شيء فانما يدل على الجهل في مادة التاريخ التي يفتخر العراقيين بها كثيراً، فكيف سمح السادة لانفسهم بتسمية شعب يسكن ارضاً اكثر من 6500 سنة بجالية !!، وكيف محو تاريخا ( التاريخ الكلداني الاشوري ) لا زال مسجلاً باسمهم بجرة قلم ؟؟؟ واذا كنا نحن ابناء هذا الشعب جالية فماذا نسمي الذي سكنوا من بعدنا ؟؟ واذا كان هؤلاء السادة ( الديمقراطيين الجدد ) يعتبروننا جالية فارجو منهم ( طبعا نشكرهم على حسن ضيافتهم ) ان يعيدوننا الى وطننا الاصلي لنبني وطناً نمارس فيه طقوسنا بحرية ونعيش فيه مطمئنين على حياتنا، وطنا لا تفجير فيه ولا ترحيل ولا خطف او قتل ولا اجبار لترك الدين او دفع الجزية.
تعود الشعب الكلداني السرياني الاشوري على مثل هذه التصريحات وغيرها من الاعمال التي كانت تهدف الى تغيير النسبة السكانية في منطقة ما في ظل النظام السابق ( المسيحيون بكافة طوائفهم كانوا مسجلون بقومية عربية )، اما ان يحدث لنا هذا في ظل حكومة تدعي بانها ديمقراطية ومنتخبة تمثل الشعب وترعى مصالح وشعور القوميات الصغيرة فهذا شيء يدعو الى التشاؤم وعدم الثقة بمستقبل شعبنا والاقليات الاخرى التي ستهضم حقوقها ثانية على ايدي من كانوا مظلومين وملاحقين في العهد السابق.
ما يؤلمني كثيرا، اكثر من هذه التصريحات ونعتنا بالجالية، هو هذا الصمت المطبق الذي يمتهنه ممثلونا في البرلمان والسادة الحكوميين ومسؤولي الاحزاب من ابناء شعبنا ازاء مثل هذه التصريحات والتصرفات التي تنتقص من هويتنا وتراثنا وتاريخنا, فعدا بعض التنديدات التي صدرت بصورة منفردة من قبل البعض من مثقفينا ورجال السياسة المهتمين بتاريخ ومستقبل شعبنا، لم يتعب ممثلونا والمتحدثين باسمنا في اروقة البرلمان انفسهم بالرد على هذه التصريحات او اثارتها وطلب تقديم اعتذار في نفس المكان لما سببته من جرح لشعور شعبنا وتنقيصاً من مكانته التاريخية ( شكرا ايها السادة حقا تستاهلون هذا المنصب واكثر ).
لنترك حانة ومانة ونفكر باخرى من دمنا ولحمنا ربما يكون حالنا افضل !!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر