الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جحا يحكم الشعب !

أحمد الحادقة

2007 / 11 / 16
كتابات ساخرة


من الآف السنين ، كان هناك ملكا زعيما ، حكم شعبه لفترة طويلة ، تعاقبت فيها أجيال و أجيال
و للمرة الثلاث و الثلاثون ، إستعد الزعيم لخوض تلك المعركة الانتخابية
و كعادته ، فتح أبواب الترشيح للجميع ... سواء كانوا أعضاءا بالبرلمان او حتي مستقلين
و كان الزعيم متأكدا من عدم وجود مرشح غيره ذو كفاءة و خبرة كافية لتولي الرئاسة
و بدأت الحملات الانتخابية لجميع المرشحين في كثير من المدن و المحافظات

و في احدي المدن الريفية ، ظهر احد المرشحين. و كان هو الابن الأكبر لشيخ البلد .. و إسمه جحا
إستطاع جحا ان يكسب ثقة أهله من الريف في مدينته الصغيرة ... و هذا لأنه إبن شيخ البلد
و بدأت شهرته تزداد في المدن الريفية في المنطقة
إلي ان ذهبت احدي القنوات الفضائية للتصوير معه ، ضمن تغطية برامج المرشحين
و هنا كانت بداية شهرته الواسعة في أرجاء الأمة
لكن الزعيم كعادته لم يعطي أي من المرشحين اهتماما
لكنه فوجيء من وجود فلاح بسيط يرشح نفسه لزعامة الأمة ، و له تلك الشهرة و الأصوات
فقرر ان يستضيف جحا في قصره ليتكلم معه و يعرف منه كيف استطاع ان يكسب تلك الشهرة و الأصوات المؤيدة في هذا الزمن القياسي

وصل جحا إلي قصر الزعيم .. و ذهل من جماله ... لكنه لم يتمني ان يمتلك مثله
ثم دعاه الزعيم إلي غرفة الزائرين
و بدأ النقاش:


الزعيم: يا جحا ، انا أعد الشعب بتطبيق الديموقراطية .. و القضاء علي البطالة و الأمية .. و تحسين التعليم .. و منع الاحتكار في الأسواق ... فبماذا أتيت انت لتكون أفضل مني و تكسب كل تلك الأصوات ؟

جحا: يا زعيمنا ، منذ ثلاثة و ثلاثون سنة ، و جلالتك تقوم بنفس الوعود .. و لا نري منك سوي تطبيق عكسي ... فالديموقراطية ، لا نري منها شيئا ... و القضاء علي البطالة ، لا نري منه سوي إرتفاع نسبة البطالة ... و الأمية تزداد ... و التعليم يتجه إلي الأسوأ ... و الاحتكار هو عقيدة التجار
و هذا حتي ظن أكثر الشعب ، ان هذا هو التطبيق الصحيح لتلك الوعود ... ليس جهلا منهم .. بل بسبب طيبتهم
فقلت في نفسي ، ربما عندما أعد الشعب بأن أكون ديكتاتوريا ، و أنشر البطالة و الأمية و ان اعطي التجار كافة صلاحيات الاحتكار ،، سيتغير الوضع ، و يؤيدونني ، علي أساس ان ما وعدت به أنا ، هو عكس ما رأوه دائما

الزعيم: ها ها ها ... أتظن ان الشعب سيؤيد من تعرفه مجرد مدينة ريفية صغيرة ، و لن يؤيد من تعرفه لعقود ؟

جحا: المرشح ليس هو المشكلة ... لكن برنامجه هو الذي يخلق المعارضين

الزعيم: إن المعارضين علي مدار تلك العقود ، يعارضون السلام و النجاح .. و أنت تري ذلك في الارهاب عندما حاولوا قتلي .. و في مظاهرات المعارضين ضدي

جحا: إن تضليل جلالتك ، هو الذي سبب كل هذا الارهاب

الزعيم: ممممممم ... يبدو أنك لا تفقه شيئا في السياسة ... و سأقوم بإقصائك حتي لا يلتف حولك الناس

جحا: لماذا تحاول إقصائي عن الساحة الانتخابية ؟؟ بل لماذا تحاول إقصاء من لا يفقه شيئا ؟! لماذا تخاف منه ؟ إن كنت أنا حقا لا افقه شيئا ، فلماذا أعنيك ؟

الزعيم: لأن الشعب الجاهل ، هو الذي يؤيدك .. و لا مكان للجهل في زعامة الأمة

جحا: أليس هذا الشعب الجاهل ، هو نفسه الذي أيد جلالتك من قبل ؟

الزعيم: ماذا تقصد ؟

جحا: ممممم ... يبدو أنني نجحت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من


.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري




.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب


.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس




.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد