الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دماء المصريين الرخيصة

مجدي شندي

2007 / 11 / 12
حقوق الانسان


لم تكتف الحكومة بقلب حياة المصريين إلى جهنم حمراء , يكابدون فيها من الفساد والرشوة والغلاء وانعدام الأمن الشخصي في البيوت , وانما دأبت في الفترة الأخيرة على الاستهانة بحياتهم , والتعامل معهم على أنهم عبيد يجب أن يطيعوا أمر السيد (الذي يتدرج من رئيس الجمهورية إلى أصغر مرشد في جهاز الأمن) , وإلا فإن عقوبات تنتظرهم تبدأ بالضرب على القفا والتغييب في السجون دون تهمة وتنتهي بالموت .. نعم الموت دون جريرة.
ربما يتقبل المرء فكرة أن يقدم محتل على قتل مقاوم في العراق أو فلسطين , لكن أن تقدم حكومة وطنية على قتل رعاياها بدم بارد ,دون أن يحملوا سلاحا .. أو يهددوا أمنا , فذلك قمة الإفساد في الأرض يجب أن تحاسب عليه السلطة ومن أتوا بها.
صباح الإثنين الماضي (5نوفمبر 2007) لقيت فتاة مصرعها تحت عجلات سيارة ميكروباص، يقودها أمين شرطة ويجلس إلى جواره ضابط , وذلك لأن الضحية تعلقت بمقدمة السيارة محاولة منعها من التحرك بعد القبض على إحدى قريباتها واصطحابها داخل السيارة إلى قسم شرطة المطرية.
ما أقدمت عليه الضحية عمل عادي ناجم عن شعور إنساني وخشية أخذ قريب إلى حفرة من حفر النار بعد أن حولتها السلطة كذلك , ولو كانت الأقسام تحترم آدمية الانسان لما حدث ذلك المشهد الدرامي , لكن غير العادي أن تتصرف الشرطة بهذه البشاعة , وهي التي تقف في بلدان أخرى على حافة الموت لإنقاذ ضحية يائس قرر الانتحار , عملا بالواجب نحو الشعب .
في نفس التوقيت تقريبا كانت تحدث جريمة أكثر بشاعة في قسم العمرانية دفع أحمد صابر سعد محروس حياته ثمنا لها . أحمد ألقي القبض عليه للتحري مساء الخميس قبل الماضي , في اليوم التالي ذهب أحد أقاربه لزيارته فوجده ملقى أمام غرفة الغرفة الحجز والدماء تنزف منه .. يوم السبت عرض على النيابة فقررت إخلاء سبيله , ويوم الأحد عثر عليه الناس ملقى أمام القسم في حالة سيئة , فنقلوه إلى مستشفي الهرم , وتم تحرير محضر بما حدث , وبعدها حضر شخص مجهول إلى المستشفي وطلب من أهله التنازل عن المحضر مهددا بأنه " سيكلف" أربعة من المحتجزين داخل قسم العمرانية بالاعتراف أنهم اعتدوا علي الضحية وضربوه بعد خلاف على الزعامة على الحجز.
لا يعرف المرء إذا كان ينبغي عليه أو يتعجب أو يأسى أو يثور لحوادث كهذه , وهل يصمت ويبتلع لسانه ويستمتع بفتاوى شيخ الأزهر عن جلد الصحفيين وعن كون من يموتون غرقا وهم يحاولون النجاة بجلودهم إلى أوروبا ليسوا شهداء .. ألا يأسى الإنسان على حال وطن يصبح حراسه وحماة أمنه جلادين , وعلى حال طبقة سياسية لم تعد تهتم بالناس , سواء عاشوا أو ماتوا ولا تعرفهم إلا في أيام الانتخابات , أو حينما يحتاج الأمر تظاهرة لغرض في نفس يعقوب , وعلى حال علماء تركوا الافتاء للناس واختاروا الافتاء للحاكم وتركوا إخلاص عملهم لرب الناس , واختاروا إظهار الولاء لسلطة غشوم تحتاج من ينصحها ابتغاء وجه الله.
هذه الحكومة ظالمة , بكل من فيها .. تستحق العزل والعقاب في الدنيا , فليس عدلا أن نطلب من أهالي الضحايا انتظار الآخرة حتى يتم القصاص من الجاني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | إعلام إسرائيلي: الحكومة وافقت على مقترح لوقف إط


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بقبول مقترح -خارطة الطري




.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان


.. إسرائيل وافقت على قبول 33 محتجزا حيا أو ميتا في المرحلة الأو




.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ