الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة نجحت في الخطة الأمنية!

عباس النوري

2007 / 11 / 12
كتابات ساخرة



أبارك جهود الحكومة العراقية، وأبارك أبناء الشعب العراقي الذي تعاونوا لاستتباب الأمن…لكن هل فرض القانون…هذا هو الباقي. وهل تتمكن الحكومة لفرض القانون وهناك أيادي خبيثة منتشرة في أكثر المؤسسات الحكومية تتلاعب بكل ما تمتد لها أيديها. الأخبار المتناقلة ورأي الشارع العراقي بأن الأوضاع الأمنية أفضل من ذي قبل …لكن مهما تكن الأسباب وراء هذا التحسن يرجع فضله للحكومة وبمشاركة القوات الأمريكية…هل هذا صحيح؟
رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي تفقد أحوال المواطنين في شارع أبي نؤاس. إن كانت له حماية كبيرة ضخمة أو بسيطة هذا ليس مهم…والدكتور أحمد الجلبي تجول في منطقة التاجي وسبع البور …المهم أنها الجرأة، ولديه الشجاعة الكافية بأن يظهر في إحدى أهم شوارع بغداد … وهو تحدي بحد ذاته لكل الإرهابيين المستخدمين للسلاح والذين ينفذون مآرب أعداء العراق من خلال سياسة أو اقتصاد أو إعلام. ولنفترض بأن الحكومة ومن وقف معها وفوا بالوعد الذي قطعوه من تحسين الوضع الأمني. لكنني أرى بأن الموضوع ورائه أمر آخر مهم للغاية وخطير في ذات الوقت… وهذا الذي سوف أحاول الحديث عنه عسى لعلي أنبه الشعب العراقي لمخاطره.
سمعنا قبل شهر تقريباً، بأن السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي أتهم الدكتور أياد علاوي بلقاءاته مع قيادي حزب البعث المنحل وبالخصوص جناح عزت الدوري. وقال المالكي ..للدكتور علاوي…أنك تقدم على انتحار سياسي… أو شيء من هذا القبيل. وسمعنا أيضاً من خلال مصادر إعلامية سعودية نقلاً عن شخصيات سياسية عراقية رفيعة المستوى لم تفصح عن أسماء…بأن اللقاء السري الذي جرى برعاية وزارة الخارجية الأمريكية شاركت فيه كل القوى السياسية البرلمانية، من جانب ومن جانب ثاني حزب البعث جناح عزت الدوري والمقاومة العراقية المسلحة حسب ناقل الخبر. لذلك لم يبقى اللقاء سري…لكن مجريات اللقاء بات سراً لا يعرف عن مجرياته إلا المشاركين. ثمَ نقاط ذكرت أن الجميع أتفق عليها منها تحديد خروج القوات الأمريكية…مشاركة حزب البعث في السلطة على غرار المصالحة الوطنية…وسوف تتكرر هذه اللقاءات على ما ذكر في إيطاليا. وقد حذرت من هذا اليوم في نقاط ذكرتها عن كراس استراتيجية الأمن القومي العراقي…حول ورقة تفاوضية قوية تمنح للبعثيين.

في مصلحة الشعب الاستقرار، وفي مصلحة جميع القوى المشاركة في السلطة أن يعم الهدوء لكي ينتقلوا لتلبية احتياجات المواطن ولو بقدر. لكن المصلحة الكبرى بأن تتم المصالحة الوطنية تختص الولايات المتحدة الأمريكية. ولذلك لأن الاستراتيجية الأمريكية في شرق أوسط جديد يعبر من على جسر أسمه العراق…عراق ديمقراطي مستقر خالي من الإرهاب لأن ذلك بالتالي يخدم الأمن القومي الأمريكي. وطبقاً لهذا المفهوم تعمل الولايات المتحدة الأمريكية بكل الاتجاهات لترعى مصلحتاها وتنفذ خطتها…وبذلك قد تلتقي المصالح..أعني مصالح أمريكا والأحزاب المشاركة في بناء الديمقراطية الجديدة. لأن في رأي المتواضع هذه الأحزاب سوف تبقى تتداول السلطة إلى يوم يبعثون مع بعض التغييرات البسيطة في تحالفات جديدة ومتلونة. ومصلحة هذه الأحزاب تقسيم موارد العراق وإنشاء ثروات شخصية داخل وخارج العراق. والفساد المالي والإداري خير دليل.

المهم الذي يجب ذكره!
لو افترضنا بأن هذه اللقاءات السرية لدمج قيادات حزب البعث وممن رفع السلاح وقتل الأبرياء من أبناء الشعب العراقي في العملية السياسية… ولنفترض بأن الانتخابات القادمة سيكون لحزب البعث قائمة خاصة أو أنها تتفق مع كتلة سياسية معينة، أو تتوحد القوى المناهضة للأحزاب الإسلامية من أجل تشكيل جبهة سياسية تحصل على عدد كبير من مقاعد البرلمان وبالتالي سيكون لهم ثقل كبير للحصول على حقائب وزارية مهمة. وبهذه الطريقة ضمنت المصالحة الوطنية حقوق الظالمين ويكون حقوق المظلومين في خبر كان وأخواتها. السؤال ماذا سوف يكون موقف الشعب العراقي الذي أستبشر خيراً بالتغيير المفاجئ والقسري. وما تلقاه إلا الشر لا غيره… وعليه يصغي بعد حين لأوامر الذين عذبوه وسجنوه وقتلوه وشردوه…أي معادلة منصفة وأي مصالحة وطنية توصلتم إليها… إنها في واقع الأمر بداية لانتحار سياسي لا مناص منه…وأنها بداية لثورة الشعب وانتقامه من أولئك الذين وظفوا ثقة الجماهير لمصالح خاصة ونسوهم …ونسوا الله وأصبحوا من الخاسرين. كيف يمكن للعراقي أن يرى شخوص وأسماء ترتفع صورهم وشعاراتهم لكي ينتخبوا…هل الصورة واضحة؟…تصور بأن الانتخابات القادمة تتسابق فيها أحزاب قدم الشعب خيرة أبنائه قرباناً لهم …تتصافح مع أحزاب كانوا السبب في القتل والدمار…ماذا يكون موقف الأباء والأمهات حين يرون قاتلي أولادهم يتربعون مرةً أخرى على كراسي حكم العراق. قد يقول البعض هذا مستحيل…لأن الشعب العراقي لا يقبل أبداً مرة أخرى بحزب البعث… لا عزيزي ليس هناك شئ أسمه مستحيل … عن خبرة الانتخابات يديرها المال…والجميع يعرف الكم الهائل من مال الشعب العراقي هرب بعد سقوط الصنم، وهذه الأموال سوف توظف لخدمتهم في العملية الانتخابية القادمة…نعم ومن ورائهم دول عربية لها إمكانيات هائلة…ماذا لو أنهم استخدموا نفس الأساليب لكنهم بدلوا أسم الحزب … والسؤال الآخر.. أليس كوادرهم في أكثر المؤسسات الحكومية حالياً.

هل العراق سينعم بحياة فيها نوع من العدالة؟ ومتى يكون ذلك؟
هل لدى المخلصين حلاً سحرياً أو وطنياً….الشعب العراقي لا يغفر لقاتليه … والأكثر من ذلك سوف لا يغفر لمن يساهم بإرجاع قاتليه للسلطة مرة أخرى.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي