الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللاَّزَوَرْد

نبال شمس

2007 / 11 / 12
الادب والفن


اتشظى في سَراديبَ الحرف ..أَتشرّبُ عتمةً صمَّاءَ أَحيتني في مُعتقلِ الروحِ, أَتوهُ نَحوها فراشةً هشَّةً, أفترشها نَرجِساً أبيضاً, أُلْقي أَجنحتي عليها, سِيمفونيَّة صامتة, شذاها الليلُ وحروفها ضَجيجٌ صَاخِبٌ يُطحنُ في داخلي..يَخافُ الخروجَ من النورِ إلى الْعَتْمَة.
أَحمل نصي, أعْبُرُ نَحوهُ, يَعْبُرُ نَحوَ حَرُفِي, لا يَملُّ الصَّلاةَ, في مقاهي الحبرِ والمقاهي كُلها مَعَابدٌ جميلةٌ. نَسجتها عَبثيةُ مُحاولاتِيِ لِبِلوغِ الْكَمال.

(لازَوَرْد), يَتَدَحرجُ نحوي, أتوهُ في شفافه الأزرق, أراهُ قمراً ناسكاً يتعبدُ الشّمسَ, حملني إلى أزلي البدائي.حَرَّرني من ذاتي, ورماني فوقَ شظاياهُ المبعثرةِ مع الرِّيحْ.
طقوسُ النّص بينَ أناملِهِ عِبادةٌ والعبادةُ في معابدِهِ تَقشُّفٌ بدونِ صلاة.
(لازَوَرْد), يَرنو نَحوَ رُوحي يُبْهرُ حُروفي بِنُورِهِ.أَضُمُّهُ بينَ سُطورِي , فوقَ كَلماتي. أَذوبُ فيِهِ طفلة تعشقُ الجمالَ
أُحَلِّقُ بينَ الحروفِ نَارَاً, أَحْمِلُ نَصِّي, بقايا ذاتي, ولونُ عيوني بِحارُ ثلجٍ وانصهارُ بُركان.
من الصَّمتِ المُنْصَرِم أتاني ومِنْ الأسود الحالكِ اقْتحمَ وحدتي, صَمْتٌ مُخْتزلٍ وقصيدةُ صوفيٍّ تجاوزتْ حدودَ الزمانِ والمكان.
(لازَوَرْد), قَتَلَني شفافه وهمسُ شَظاياه, استباحَ دَمي زيتَ معبدٍ بعيد, يَتَوضَأُ بهِ وبنورِ الحرفْ.
طيفُ الحرف يَعدو في - إليّ. ألملمُهُ - يُلملمُني. هَمْسُة مُعَتَّقة, مُحرمة - مُحلَّلة لِمُتصوفٍ يُمارسُ العبادةِ في صُومَعَتِهِ البعيدةِ سِرَّاً.
قَرَعَ طبولَ كسر نَباريِسَ الرؤيةِ في المُقل. بَناهُ سُوراً حَصيناً على جُوانبِ أَورِدَتي. كقمرٍ لازورديّ يَحبو نحوَ الأرضِ في السماءِ يُرتِّقُ أَسْمَالَ الوقتِ بإبرَتِهِ الْحَزينة. يُغنِّي معي للفَجْرِ - للطَّيْفِ , يَنْسِجُ أَنْواراً من نُورٍ وتَعَبِ السَّنين يُدْمِيْهِ.
قمرٌ لازوردي يُراقِصُ العَتْمَةَ..يَعْدو مع ضُوءِ الْفَجرِ نحوَ الزمَّن الآتي, يَنْتَظرُ على شُرفةِ الوقت ومَحاورِ الزَّمن, طفلة جميلةٌ تأتي - لا تأتي, تقتربُ إلى وَجْههِ الْمَحْمُومِ تَعدو نَحوهُ كظبيةٍ من بين سُوسنِ الْجبالِ, تُرتِلُ لهُ تَراتِيلِ حُزْنٍ وفَرحٍ..تُلملمُ شظاياهُ حَلقات نَارٍ وتركضُ بِها خَلفَ الرِّيحِ إلى زمنٍ قَدْ يَأتي!!

زمن قد يأتي - زمن لا يأتي, وأنا ما زلت أعدو خلفه أحاول لملمة ما تبقى من شظايا نوره بين أناملي المحترقة وقلبي الذي ينزف وينز عشقا للنور الأبدي.
زمن قد يأتي بين أزهار الاهليلج حيث وجدته هناك يتشظى غربة ووحدة ويناجي أطياف الهواء. ينادي أميرة أسطورية عَبَرت الآتي,إلى البعيد.. إلى الأبعد إلى الشمس التي تعبدَ لها وارتشف من خمرها المعتق نارا جعلته ساطعا , حرا وطليق الحروف والمعاني.

(لازورد) تمطى صهوة حلمي وصهوة تصوفي, نوره اتحد مع نور نصي نارا, جرما حارقا, ساطعا وحلوا. لا السماء مكانه ولا الأرض, الفراغ مأواه - مأواي - مأوى النور.
حملته كائنا كونيا مع قطرات دمي النازفة, نور وعيي المحض. لن يضمحل.
ملئت كوبي من محيط نوره الأبيض. ارتشف شظايا عمري الباقي. ألقيت نفسي في الحلم البعيد.. رحلت ورحلت إلى زمن ليس لي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل