الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طائر القصب... محنة كريم منصور نموذجاً لإهمال الفنان في العراق

وسام النجفي

2007 / 11 / 13
الادب والفن


يزخر تاريخ الموسيقى والغناء العراقي بالكثير من الأسماء التي لم ينصفها الإعلام ولعل كريم منصور هو أحد اللذين عانوا من جفاء الإعلام رغم كثرة أعماله وجودتها وسعة جماهيريته التي تواصلت معه من خلال أشرطة ( الكاسيت ) التي كان كريم يضع كل أمكانياته الفنية فيها ، فكريم يتمتع بصوت شجي حتم عليه أن يكون حذراً في إنتقاء كلمات اعماله بدقة شديدة كونه يبحث عن الجيد والمؤثر في نفس الوقت فكانت أغنية ( بس تعالو ) التي صاغ كلماتها سعدون قاسم وقام بتلحينها الملحن كاظم فندي هي اكثر اعماله حظاً في إذابة الجليد الإعلامي الذي يكتنف اعمال كريم منصور لكنها تركت صورة مثبتة في ذاكرة الجمهور العراقي فعندما يذكر اسم كريم منصور يقفز اسم أغنية بس تعالو ربما يعود ذلك لدوي مفردة بس تعالو وحملها للكثير من المعاني حتى طغى أسم هذه الأغنية على باقي أعمال كريم منصور التي لاتقل جودة من أغنية بس تعالو ليعود ويجلس بين كفي كاظم اسماعيل الكاطع ونعمة مطر مستثمراً ثورة الألم في كتابات هذين الإسمين ليصدح صوته بأشجن الغناء وأعذبه وبصورة عامة تعد تجربة كريم منصور أمتداداً لفن قحطان العطار وللأغنية السبعينية بشكل عام ولكن بإضافة بعض المسحات التجديدية لما بعد العقد السبعيني فغناء كريم منصور هو حلقة وصل بين جيلين من الغناء ومن الجميل أنه أدخل ألة العود التي كان لها دوراً بارز ومهم في معظم اعماله وتكمن جودة اعماله خاصة تلك التي تقترب من الفلسفة مثل ( سفرة مجانين ، دفنته وإجيت ) وأعمال أخرى يغلفها الحزن من كل جانب كـ ( نصن بالبواجي ، ، أسف على قسمتي وبعض المواويل التي يطرز بها كريم إنكسارات الإنسان في زمن صعب) فمسيرة هذا الفنان ناصعة البياض فهو لم ينشد للصنم قط ولم ينخرط في ركب الأغنية الهزيلة وبالرغم من مبدئيته والتزامه وأحترامه لفنه كل هذه الإمتيازات دفعت به للعودة الى موطنه الأم في محافظة ميسان بعد مسيرة من الإبداع والعطاء وهو يكابد آلام مرض يصعب علاجه في العراق لينزوي هناك بعد ان وصل به الأمر حد اليأس من مؤسساتنا الثقافية ومنظماتنا التي تروج للفن وللثقافة والإبداع لولا تدارك بعض الخيرين للموضوع وكتابة بعض الأقلام الشريفة عن محنة كريم منصورلما عاوده الأمل بالشفاء وحتى لايلحق بسرب المبدعين العراقيين اللذين وأدهم الجفاء الإعلامي والثقافي قبل المرض والإهمال لابد من ان يكون للمبدع العراقي بعض الحقوق والواجبات من لدن الحكومة كونهم ثروة أغلى حتى من البترول ولكي لاتعاد مأساة وتشرد عقيل علي وزامل سعيد فتاح وأخرون كثر لابد من وقفة جادة وحقيقية بالرغم من ضعف الأمل لكن نذكر عسى ان تنفع الذكرى وأخيراً كأني اسمع ترانيم أغنية قديمة له بدت اقرب للواقع من سواها لحالة كريم اليوم .
أسف على قسمتي وعمري الكظيته سده
خان الفرح طيبتي وإنحاز لهل الرده
صار الحزن من يجي
مايخلف بموعدة ....
....
والصوت مو مثل أمس هذا التسمعه صده
كلهم إذا يوم اجو شيب كبل موعده
وأحزانه صحره تره وأفراحه كد النده
وإذا علـ إسم ينحسب مانقصه وزيده

لااتمنى ذلك ياصديقي كريم لكن لاحياء لمن ننادي فنحن في زمن قد تداركه الله كما يقول العظيم المتنبي .























التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1


.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا




.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي