الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ممنوع اخراج اللاجئين الفلسطينيين خارج النطاق العربي

عماد صلاح الدين

2007 / 11 / 12
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


باحث فلسطيني في مؤسسة التضامن الدولية لحقوق الإنسان
تتشارك كثير من النظم العربية مع إسرائيل، في هدف التخلص من اللاجئين الفلسطينيين ،بل ربما الفلسطينيين عامة لاجئين وغير لاجئين؛ وذلك من خلال الوصول إلى الظروف المواتية والمناسبة، بإخراج الجزء الأكبر منهم ، وهم اللاجئون إلى أقطار وبلدان بعيدة، تقع في أقصى الغرب من دول أوروبية وأمريكا الشمالية واللاتينية ، ذلك لان إسرائيل وتلك النظم العربية تعتبر قضية اللاجئين الفلسطينيين عنصر هدام لحالة أي استقرار في المنطقة العربية الإسلامية ،التي يطلقون عليها فقط مصطلح منطقة الشرق الأوسط . والسبب في عدم الاستقرار هذا يعود إلى أن اللاجئين الفلسطينيين هم المحور الأساس والرئيس لقضية وطنية فلسطينية ،باعتبار أنها تقوم في المجمل وباختصار شديد على واقع شعب شرد أكثر من ثلثيه عن أرضه ودياره ،من اجل إتاحة الفرصة لإحلال كيان آخر بدلا منه.

كنا نظن فيما مضى، أن تلك الأنظمة التي كانت ترفض فكرة التوطين للاجئين الفلسطينيين على أراضيها، ربما يعود إلى تشبث تلك الأنظمة بعودة اللاجئين إلى أراضيهم وديارهم التي اخرجوا منها في عام النكبة عام ثمانية وأربعين ، ليحسب في نهاية المطاف لهاتيك الدول موقفا قوميا ووطنيا يباركون ويحمدون عليه .

لكن حرمان هؤلاء اللاجئين ،في معظم الأنظمة العربية من كثير من حقوقهم المدنية والاجتماعية والخدمية ،التي لا علاقة لها بموضوعة التوطين ، كانت تجلب الكثير من الشكوك والالتباس عند مفكرين ووطنيين فلسطينيين وعرب ، لتتضح الأمور فيما بعد ،وبالتحديد بعد غزو العراق في عام 2003 ، وما نتج عنها من حالة لجوء فلسطينية قسرية ثانية من ارض بلاد الرافدين ،بفعل حالة الملاحقة بالقتل والسجن والترهيب والترويع التي لقيها هؤلاء اللاجئون على أيدي عصابات الإجرام الطائفية والمذهبية المتعاملة مع الحكومة المحلية وقوات الاحتلال الأمريكي في العراق ، على انه كان هناك بالفعل مخطط متعدد الأطراف يجمعه غرض وهدف رئيس ،وهو إيجاد الأرضية المناسبة المتمثلة بجعل حياة اللاجئين الفلسطينيين ،في الأقطار العربية وحيثما وجدوا وحتى لدينا هنا في الأراضي المحتلة عام سبعة وستين، حياة جحيم لا تطاق تسلب منها العناصر الأساسية المطلوبة والتي لا مفر منها وعنها، وتلك المتعلقة بحقوق اللاجئ في السياق المدني والخدمي ،ولعل الذي يعانيه اللاجئون العالقون على الحدود السورية والأردنية وما يلاقيه اللاجئون في قطاع غزة من حالة حصار لا مثيل لها امتدت لتشمل قطع الكهرباء ،وتقليص إمدادات الوقود عن القطاع خير دليل على ذلك .

ما يحدث للاجئين الفلسطينيين العالقين على الحدود مع العراق، من عمليات إخراج وترحيل إلى دول اسكندنافية وأوروبية ودول أمريكا اللاتينية وغيرها ،هو الغرض المطلوب من حالة العذاب والجحيم التي تحاول أطراف أمريكية وإسرائيلية وحتى إقليمية عربية جعل اللاجئين الفلسطينيين يحيونها . والآن إن كثيرا من وسائل الإعلام المتساوقة مع هذا المخطط تعمل على ترويج أن عشرات اللاجئين الفلسطينيين في مخيم البارد يطالبون بالرحيل إلى دول أروبية ،هذا فضلا عن الترويج لأفكار مشبوه تتحدث عن تسلل تنظيم القاعدة إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؛ ليكون الأمر مبررا من قبل الحكومة اللبنانية في الهجوم على مخيمات جديدة وتدميرها وترك أهلها نهبا للمعاناة والمأساة ،كما حدث مع سيناريو نهر البارد؛ ليصب كل ذلك في غرض مخطط إخراج اللاجئين فلسطينيين في لبنان وغيرها إلى خارج الإقليم العربي .وهذا لاشك انه أمر خطير على مستقبل اللاجئين ،وعموم القضية الوطنية الفلسطينية .

إسرائيل ودول عربية وحتى - ومن أسف -أطراف فلسطينية تدعم تسوية دون حق العودة لا تفتأ جهدا عن ابتكار الأساليب والوثائق والطرق الجهنمية للوصول إلى اختراق ولو في البداية بسيطا، لكنه يشكل سابقة في التخلص من اللاجئين عبر فترات بعينها ؛ لتنتهي قضية اللاجئين التي تؤرق هذه الأطراف وتقلقها .

تسعى أمريكا وإسرائيل للعمل ضد المنطقة العربية الإسلامية، من خلال مسارين رئيسيين ،أما الأول فهو القضاء على فكرة حق العودة ومتطلباتها القانونية والعملية وأما الثاني فهو تشتيت وتفتيت المنطقة إلى كيانات عرقية ومذهبية . ويبدو أن معظم الدول العربية لا ضير ولا مشكلة بالنسبة لها أمام هذين الهدفين ، لطالما، وتحديدا فيما يتعلق بتمزيق نظم حكمهم القطرية والوطنية، أن الأمر في وجودهم واستقرارهم راجع أولا وأخيرا لحماية ومساندة أمريكا وقوى تحالفها الأوروبية والإسرائيلية ، وليس إلى الدعم الشعبي الداخلي لمواطني دولهم ، وهذا يعني أن هؤلاء يحيون على الحالة الشعبية الفاقدة للإرادة والتأثير في تلك الأنظمة ، وأن غير ذلك من أوضاع ايجابية ، فانه سيكون لا مكان لتلك الأنظمة متى تحركت شعوبها المغلوبة على أمرها صوب إرادتها وأهدافها الحقيقية ، وبالتالي ما يجود به الأمريكيون والإسرائيليون ،ولو تعلق الأمر بكانتونات عرقية ومذهبية، سيكون بالنسبة لهم أفضل من لاشيء على حساب الأمة وقضاياها المركزية .

مطلوب والحال هذه تحرك شعبي على المستوى الفلسطيني والعربي ،ومن خلال المؤسسات الفاعلة والداعمة مدنيا واجتماعيا وسياسيا وحقوقيا لحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم ،التوصل إلى اتفاق شرف وطني قومي إسلامي فحواه منع إخراج اللاجئين وترحيلهم إلى دول تقع خارج الإقليم العربي ، واعتبار أن من يدعم أو يبارك ترحيل هؤلاء اللاجئين أو حتى من يقبل من اللاجئين الفلسطينيين بالخروج والترحيل على انه طرف أو جهة أو شخص يعمل ضد حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة . وحري بتلك الهيئات والجمعيات المعنية بحق العودة أن تعمل وبكل ما أوتيت من إمكانيات، من اجل منع تكرار سابقة ترحيل الفلسطينيين إلى البرازيل وغيرها ، بل انه من المحبذ العمل على استرجاع وإعادة أولئك الذين رحلوا واخرجوا إلى البرازيل وكندا وغيرها . فالتوطين في بلاد العرب ، ولا التشتيت أشلاء وأشلاء للمكون الأساس لجسم الشعب الفلسطيني المتمثل بلاجئيه المهجرين إلى آخر أصقاع الدنيا البعيدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن