الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيليات ولكِنْ

محمد أبوعبيد

2007 / 11 / 12
ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين


في زحمة الفتاوى الشرعية الأخيرة التي لامست سلوكيات بشرية، منها ما يتعلق باستخدام الآيات القرآنية كرنات للخليوي ، أو قيام سائق سيارة بدهس من يقف أمامه عمداً.. جاءت فتوى جديدة على لسان الشيخ فرحات سعيد المنجي، تحرم الزواج من إسرائيليات. ورغم توضيح الشيخ المنجي أن الفتوى تنطبق فقط على اليهوديات المقيمات في إسرائيل، إلا أن البعض فاته ذلك ظاناً أنها فتوى تنطبق على كل الإسرائيليات. معلوم أن فلسطينيات "48" مسلمات ومسيحيات هن أيضا إسرائيليات نظراً للأمر الواقع .

إنطلاقاً من هذه الفتوى ، تبرز نقطتان عندهما يستشكل الكثير منا. الأولى فحوى الفتوى المتعلقة بالزواج من يهوديات إسرائيل، والثانية التعامل العربي مع لفظة "إسرائيلي" ذكراً وأنثى. لقد تحفظ على هذه الفتوى رجال إفتاء بأدلتهم وحججهم كذلك. صحيح أنه ليس كل أحد مؤهلاً أن يفتي بالشرع ، لكن بالمقدور التحدث موضوعيا وواقعا.

بمعزل عن الجدل بين المفتين أنفسهم حول هذه النقطة، لا ينكر المرء أن إسرائيل تستخدم أحيانا "إناثها" -خاصة الجميلات - لأغراض سكانية ومجتمعية وأمنية، وسياسية. لكن الإنطلاق من هذا السلوك السلطوي الإسرائيلي، لإطلاق فتوى تحرم الزواج من يهوديات إسرائيل، لعله يحمل جوراً وظلماً على زواج من يهودية قائم على حب، وعلى إباحة شرعية، وليست له علاقة بالأغراض الأخرى، والوساوس التي نسجت خيوطها في داخل النفس العربية.

ثمة شبان فلسطينيون تزوجوا من يهوديات، فضلن الواقع الصعب وتعقيدات الحياة في الأراضي الفلسطينية على سهولة العيش والرفاه في تل أبيب أو ناتانيا. هو زواج قائم على حب، من دون الولوج في نظرية المؤامرات والمخططات الاستخبارية. والعالمون بلغة القلوب يجمعون على الدوام أن الأفئدة وما تكنه من حب تتخطى حدود الجنسيات، وحواجز الدين، وعقبات الفروق الاجتماعية، ويمسي من الظلم أن ندثر ذلك دوما برداء المؤامرة. من هنا ،وبناء على الفتوى المذكورة، يصبح هذا الزواح باطلا، وبذلك تُخلق حواجز عليها شارات تقول : إحذر أمامك يهودية لا تقترب منها.

ليس ثمة مبرر لهواجس البعض إزاء دين الأولاد بحكم هكذا زواج نظرا لما تنص عليه الشريعة اليهودية باعتبار اليهودي هو المولود من أم يهودية، وإن كان الأب غير ذلك. هناك أولاد اتبعوا ديانة الآباء غير اليهود ، ولو سجلتهم دائرة الأحوال المدنية الإسرائيلية في أجهزة الكمبيوترعندها على أنهم يهود. ثم إن صفة "يهودي" لا تعني بالضرورة موافقة على إجراءات الحكومة الإسرائيلية واحتلالها، بل بعض اليهود وقفوا إلى جانب الحق الفلسطيني .

أما الاستشكال الثاني وهو المتعلق بالتعامل العربي مع لفظة "إسرائيلي"، فلعله من الجدير أن يُخصص له كلام منفصل لاحقاً لإيفائه حقة في أسطر جديدة، حتى لا يتم تجاوز المساحة الكتابية المعهودة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران.. محمود أحمدي نجاد يتقدم لخوض سباق الترشح لنيل ولاية ر


.. تقارير تتوقع استمرار العلاقات بين القاعدة والحوثيين على النه




.. ولي عهد الكويت الجديد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح يؤدي اليم


.. داعمو غزة يقتحمون محل ماكدونالدر في فرنسا




.. جون كيربي: نأمل موافقة حماس على مقترح الرئيس الأمريكي جو باي