الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرة بن سباهي ....الجزء التاسع

عبد الرزاق حرج

2007 / 11 / 13
سيرة ذاتية


أعتقاد الآنسان بأنه يتملك الحقيقة هو مصدر كل قمع .فهذا الآعتقاد يعتقل العقل ..عقل الذات وعقل الآخر .ذلك أن كل أعتقاد من هذا النوع هو ,بالضرورة ,أرادة سياسية ,وممارسة القوة المرتبطة به ,أنما هي الآرهاب والطغيان . صادق جلال العظم ..فيلسوف ومفكر من سوريا ..

كان النهار مشمسا وكل الآشياء واضحة للعيان عندما أفقت .. أغتسلت بالماء البلوري في حمام البيت السياحي ..الشمس مشرقة لم تكن محرقة في الصباح ..عجلت بسيري الى قمة شقلاوة المتمركزة على سفح سفين ولطافة الهواء المنعش يأتي من الغابات الكثيفة التي تحيطها من الشرق ووجه السماء طبشوري أبيض ..مقتفيا علامات مستقبلي عند الحزب .. وصلت الى مقر الحزب سمح لي الحرس في الدخول الى الآستعلامات . .بعد السلام طلبت من مسؤول الآستعلامات أن أقابل أحد قيادي الحزب..تكلم معي وهو جالس وأمامه منضدة عليها تلفون ودفتر وهو شاب يلبس لاباس الكرد لم يتعدى سن العشرين لغته العربية غير منطوقه بصورة صحيحة ..وراء ظهره صور ..فهد الكلداني وأنجلس الآلماني ..صورهم وصور أخرين كانت مرزومة على الجدران ..تذكر المنتمي ..أنهم لايهابون الموت ..وهذا الشعار أول من أطلقه ..(حسن الصباح )"... لكن أصبح الحزب كأمراة عاقر أو كشجرة واقفه وهرمه بدون طعم ورائحه لايحركها سوى الريح ..فقط يسلطنوا بحنين ماضيهم ويعبدوا أصنام موتاهم وضحاياهم تحت راية الشهادة والبطولة ..!!!.. أشار لي الشاب بأصبعه قبل الآبهام ..خلفك أحد قواد الحزب ..ألتفت برأسي نصف ألتفاتة وعيناي السائله تبحث برومش متوقفة عن القيادي ..كان الرجل منحني الجسد ويديه تشد خيوط حذائه الرياضي قرب أريكة الجلوس ..سلمت ورد التحية ولاتزال يديه تشد خيوط الحذاء ..وقف أمامي بكامل قامته القصيره والقويه ووجهه الصخري يعطي للمقابل الحزم والتوجه الى المعركة وعيناه الناشفه تنظر لي بأستخفاف ..طلبت منهم أن يحرروا لي كتابا معنون الى دائرة الجوزات ..قال لي القيادي ..نحن أعطيناك تزكيه حزبيه وهذا يكفي !!..قبل أن أسأله مرة أخرى طلب مني السماح له بالذهاب الى أعماله ..وخلف عيناه يختبئ نصير الخداع والمخاتلة ..كنت أعرف عاداتهم السيئه هي حب الفضول والتجسس .. لذا دائما الفضول والتجسس ينتهي بنهايات غير سعيدة ..نهرت نفسي من هذا القائد العربي الذي أفلح في قتل الجنود بمعارك مايسمى الآنصار والكرد يعتزون به لآنه كان محاربا ونصيرا من الطراز الآول .. خرجت مخضوضا من المقر..ما أسوء الآقدار عندما تخون كم تمنيت أن تفك عقدها الحياة وتعطي !!.. أقتفى أثري الملقب بالروسي ورأسي عرضة للشمس ..أقترب مني وأنا أسير الى منحدر المدينة وعيناي تتابع طيران الطيور والعصافير ذكرتني بطفولتي حين يلقم فمي الصغير الطيور السكرية والملونة ذات العيون الفارغه من الداخل ..بعد التحية ونحن نقترب من رأس السوق ..قال لي ..ماذا فعلت مع القيادي ..شرحت له الآمر بما جرى من حوار سريع .. ..رد علي ..وألق عيناه العسليه تخبأ العداء ..في أحد الآمسيات جاء الصابئي الطويل الى مقر الحزب وهو سكران( ناكر الجميل ) ..كان في ذلك اليوم خفر ذلك القيادي العربي ..لا أعرف ماهي مجريات الحوار الذي دار بين الطرفين لكن شاهدت الصابئي مطروحا على الآرض من صفعة ذلك القيادي خارج المقر ..أحسست بخدي من غزوات التنمل ..بقى يكلمني كزنجي ينقر على الدف وتسيل من زوايا شفتيه رذاذ يميل الى الآبيض ..يزفر من أنفه كحصان عجوز تعب من قساوة الجلد ..كنت أعرف دائما يندفع الى الدسيسة ..أبلغني يجب ترك البيت السياحي لآن الضيافه أنتهت ..وأردفني بجملة باهتة وكاذبة هذا البيت هو من ممتلكات الحزب .أحيانا يكذب المرء بدون سبب وهذه عادة سيئه ...لملمت أشيائي بسرعه...ودعت البيوت السياحيه ومدن شقلاوة العصريه التي تلفظ بأسماء ثقيلة ..دخلت أحد الجوامع ظهرا في مدينة أربيل والمصليين يرفعون مؤخراتهم الى السماء ورؤوسهم فوق السجاد طالبين النجده والرحمه من رب العالمين ..بعدما خلصت حاجتي ..توجهت مباشرتا الى مقر أربيل ..وذاكرتي الموشومة تكلمني بعنف ..هؤلاء القواد يعجلون فينا بسرعه الى الشهاده ..قابلت مخموري ..أختصرت جملتي هي أبعادي من المبيت في دار الحزب وعدم أعطائي تزكيه الى مكتب دائرة الجوازات ..قال لي بعصبيه ..عجيب من هؤلآء ..واحدا منهم قبل أيام تشاجر مع أحد زبائنه في محل عمله .(.سوبر ماركت)..تصور هدد الزبون بقوته الحزبية لكن تبخر الزبون برمش العين ..نادى على أحد خفراء اليوم ..قال له ..أن تعطوا لهذا الرجل غرفة أن يسكن فيها ..لكن تدخل دكتور المقر حين دخل الغرفه وسمع طراطيش الحديث ..قال ..ياصديقنا أنت تسكن في غرفتي الخاصه كل مستلزمات المنام فيها .. كنت أقوال مع نفسي تافه الذي يبكي على حب خائب ..تشبث بالحياة ..عندما خيروني رجال الآمن بين الشهاده والموت في سبيل قضية الآنتماء أخترت الحياة ..أن صبرت يأتيك الشئ بسهوله ..دخلت غرفة الدكتور مساءا لاهيا بصري على غرفة الدكتور ..توسدت فراش الغرفة ....تذكرت القتله المحترفون في القتال يتقاتلون ونحن الفقراء نموت من الجوع بالسجون ...يتبع
حسن الصباح ...قائد الحشاشين وهو من الفرق الشيعيه ..أول من أبدع أسلوب الفداء ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه