الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجدور الفكرية للإرهاب المفاهيم و طرق المعالجة(1)

يونس زكور

2007 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


على خلفية مؤتمر مكافحة الإرهاب المنعقد بتونس ، تحت عنوان الجدور الفكرية للإرهاب، المفاهيم و طرق المعالجة، سوف نحاول في هده الورقة تقديم مقاربة أكاديمية لذات التيمات المحال عليها في عنوان المؤتمر، بعيد عن المجازفات التي قد تعتري المقاربات السياسية التي طبعت جل المؤتمرات الدولية التحت-الإشراف-الحكومي لمكافحة ذات الظاهرة سواءا مؤتمرات توحيد القانون الجنائي أو مؤتمرات الأمم المتحدة لمنع الجريمة و معاملة المجرمين أو تلك المؤتمرات المسمات بالبرلمانية او غيرها..فالقراءة المتأنية او المتسرعة للقرارات و التوصيات الصادرة عن هذا النوع من المؤتمرات تفيد تمام الإفادة ان الأخيرة عاجزة تمام العجزعن تقديم إجابات حقيقية عن الاشكالات و الشعارات التي تطرحها و تحملها فلا هي أوضحت الأصول و الدوافع الحقيقية للعمل الإرهابي ،و لاهي حسمت في إشكالية المفاهيم و بالتالي عجزت عن تقديم مناهج و طرائق عقلانية و فعالة لللحد من الارهاب في أقصى الحدود في أفق القضاء عليه..
و حتى لا يكون ما أوردناه من قبيل التهجم او حكم القيمة او التهكم و الإفتراء أو حتى الجور في حق هاته المؤتمرات، مما قد يتناقض مع وجه و جوهر الورقة التي أردنا لها الحيادية و العلمية في طرح السؤال و تقديم التوضيح له، سوف نتفضل بتقديم موجزا عن اهم هذه المؤتمرات و اهم أوجه العجز في ما خلصت إليه لننتقل بعذ دالك الى تقديم توضيحات عن حزمة من الأسئلة عنوانها : من هو الارهابي؟ من الدي يحركه؟ ماهو السبيل المتاح للقضاء عليه؟
أولا: نبذة عن أهـــــــــــم المـــــؤتـــمــــرات ذات العـــــــلاقة بالارهــــــــــــاب
تجدر الإشارة بداية الى ان إستعمال مصطلح الإرهاب في المؤتمرات بدأ اول مرة في مؤتمر توحيد القانون الجنائي الثالث المنعقد ببروكسيل عام 1930 حيث عدد أفعالا معينة يعتبر استعمالها إرهابا، فكانت هده الانطلاقة الاولى لما يسمى بالاتجاه الوصفي الحصري في التعريف الارهاب و هو الاتجاه الدي إنتهجه القانون الدولي رغم ما يحمله من مثالب و سلبيات لتتوالى بعد ذالك مؤتمرات توحيد القانون الجنائي في باريس و مدريد و كوبنهاجن و غيرها،فجرمت الاعتداء على الأشخاص المحميين دوليا و كذا الأفعال التي ثتير الرعب، الا ان ما يآخد عليها هو كونها تتضمن موضوع الارهاب الى جانب مواضيع اخري مما جعل مقاربتها بعيد كل البعد عن الوضوح و غامضة في التعاطي مع الظاهرة و لعل مازاد الطين بلة كونها ركزت فقط على الإرهاب الموجه ضد الدولة مع نزع الصفة السياسية عليه و التعامل معه باعتباره جريمة عادية و لعل ذات القصور يجد مرجعية في طبيعة المؤتمرات ذاتها... اما فيما يخص مؤتمرات الأمم المتحدة لمنع الجريمةو معاملة المجرمين يمكن الاشارة إلى المؤتمر الخامس الدي عقد بجنيف عام1975 تحت عنوان "العنف ذو الطبيعة عبر القومية "و الدي عجز عن توضيح و فهم حقيقة الارهاب حينما قلل من شأنه و إعتبره وليد تعبيرات صحفية و إنفعالية ليس إلا ،و إكتي بالدعوة إلى وضع تعريف له...لتطرح بعد ذالك مسألة الإرهاب بشكل أكثر جدية في المؤتمر الدولي الثامن الدي عقد بهافانا في كوبا عام 1990 غير أن نتائجه لم تتجاوز في عمومها الدعوة إلى تطبيق التدابير الوقائية و القمعية التي تتماشى مع مبادئ القانون الدولي المتعارف عليها، مع ضرورة فهم الأسباب الأساسية التي تقف ورائه..و لعل أهم ما اضافه مؤتمر القاهرة التاسع لمنع الجريمة و معاملة المجرمين هو ربط الارهاب بالجريمة المنظمة لا أقل و لا أكثر لتبقي معضلة كشف حقيقة الإرهاب و التعاطي معها بعيدا عن المناقصات و المزايدات السياسية قائمة حتي في تلك المؤتمرات المسمات برلمانية، فرغم بحث الأخيرة و تبنيها لقضية الإرهاب في الكثير من مؤتمراتها سواء المؤتمر الخامس و الستين للأتحاد البرلماني و الدي عقد في بون بالمانيا الغربية عام 1978 و الدي بحث دور البرلمانات في دراسة و وضع وسائل مكافحة الإرهاب أو في ذاك المؤتمر الخامس و السبعون و الدي عقد في إسطمبول بتركيا و الدي ادرج موضوع الإرهاب كبند إضافي على جدول أعماله في الفترة مابين 12إلى20 من ابريل سنة -1996 و لعل اهم ما ميز توصيته بشأن مكافحة الإرهاب هو إستعمالها للغة البداهة الانشائية البلاغية من قبيل الارهاب يهدد الديمقراطية و السلام و الأمن الدولي، و يضر بالتنمية بعيدة بذالك كل البعد عن تقديم أو حتي رسم معالم خطة واضحة و فعالة لمجابهة الإرهاب و مكافحته كما جاء في عنوان التوصية..كذالك لم تخرج جل المؤتمرات الأخرى التي جاءت متخصصة متمحورة مركزة فقط على الإرهاب من ذات المأزق، نذكر على سبيل المثال لا الحصر مؤتمر باريس حول الارهاب الدولي الدي عقد في الترة من 20 الى22/نونبر1991 و الدي أخفق هو الاخر في التوصل إلى معاهدة دولية لمكافحة الارهاب، هذا فضلا عن مؤتمر قمة صانعي السلام بشرم الشيخ بتاريخ مارس 1996 و كدالك مؤتمر قمة الدول الصناعيةالكبرى لسنة 1998 و كذا المؤتمرات التي عقدت في الألفية الثانية من مؤتمر الرياض و غيره،هكذا يمكن التأكيد بالدليل والبرهان أن كل هده المؤتمرات لم تستطع و لو في الحدود المقبولة الخروج من خندق المقاربة السياسية ذات الأفق المحدود و المحكوم بالمصالح و الصراعات السياسية الأنية و الضيقةو من توضيف سياسي للأرهاب ومؤدى القول أن كل هده المؤتمرات كانت تتم خارج مجال البحث عن معادلة نجاة و فهم و علاج لذات الظاهرة الشيئ الدي يترجم في كل المرات في شكل فشل ذريع و مخزي لكل المؤتمرات ذات الصلة، لكنه فشل دائم التخفي وراء الشعارات و التوصيات اللاطائل منها مادامت تفتقد لتحديد مساطر التفعيل و المتابعةو التقييم...و بناء على كل هده المعطيات يمكن القول بان مؤتمر تونس لا يمكن أن يخرج و في وفاضه أكثر مما خرج به سابقيه نقول هذا إفتراضا لا إفتراءا و غدا لناظره قريب........أمـــــــــــــام هذا الفـــــــــــــــــــــشل المرجح و المرتقـــــب لمؤتمر تونس نقترح مقاربة موازية لذات التيمات المحال عليها في عنوان المؤتمر بالجدورالفكرية للإرهاب المفاهيم و طرق المعالجة، بعيدا عن مقاربة المرتقبة لزوار تونس و أهلها من السياسيين الدين لا تحركهم سوى المصالح الضيقة لأحزابهم و أيديولوجياتهم و حكوماتهم مما قد ينأى بمقاربتهم عن ملامسة قصة الإرهاب و حقيقته ويدخلها ضمن المقاربات الهـــشــة و المـــهـــشمة التي طبعت المؤتمرات التي سبقتها..ولما لا تكون هده الورقة من خلال الإشكاليات و التوصيات التي نعتزم تضمينها إياها دليلا يسترشد به زوار تونس من السياسين العرب الدين افقدهم طول ولاياتهم و روتين زيارة المؤتمرات وملازمة كراسيها ذاكرة طرح السؤال و صياغة التوصية بطريقة علمية و عمليةو لو في الحدود المقبولة .و كما اشرنا في فاتحة الورقة ، فالأسئلة المحورية التي سوف نجتهد في البحث عن توضيحات لها هي :من هو الإرهابي ؟ من الدي يحركه؟ ما السبيل للقضاء عليه؟ و تتولد عن هذه الأسئلة المحورية أسئلة اخرى فرعية سوف نأتي على طرحها في مقامها.1

يونس زكور
باحث في العلوم السياسية
ايطاليا










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : هل طويت صفحة الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. هل يستنسخ حزب الله تجربة الحوثي في البحر المتوسط؟ | #التاسعة




.. العد العكسي لسقوط خاركيف... هجوم روسي شرس يعلن بداية النهاية


.. أمير دولة الكويت يعلن حل مجلس الأمة وتعليق بعض بنود الدستور




.. الحرب في غزة تحول مهرجان موسيقي إلى ساحة سياسية | #منصات