الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعلولة بغدادية

ميسون البياتي

2007 / 11 / 14
الادب والفن


منذ أيام وأنا أدندن مع نفسي أغنية كاظم الساهر ..
مشتاق مشتاق .. مشتاق ومضنيني الفراق مشتاق .
هجرني من هجرتيني دفا بيتي وأنا بليل الشتا موعود

الحبيبة التي أغني لها هذه الأغنية هي معبودتي بغداد . التي يسعدني في يوم عيدها أن اقبل يديها ... وقدميها لو تسمح .
في السنة الأخيرة من عملي في التلفزيون قبل مغادرتي العراق , أعددت وقدمت عن بغداد وفي ليلة عيدها الأغر برنامجا وثائقيا طوله ثلاث ساعات , عنوانه تعلولة بغدادية , وكان ذلك ليلة 15 / 11 / 1997 .
لم يبق مكان في بغداد لم أزره لتسجيل تلك الحلقة من البرنامج .
المتحف العراقي
جامعة بغداد
مكتبة بغداد الوطنية
مركز التخطيط الحضري والإقليمي
دار الأزياء العراقية
مركز ( صدام ) للفنون
دار ( صدام ) للوثائق والمخطوطات
برج اتصالات المأمون
بيت الكاظمية التراثي
مرقد الإمام الكاظم
مرقد الإمام أبو حنيفة
مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني
خان مرجان / وجامع مرجان
جامع الخلفاء
سوق الشورجة
سوق الغزل
شارع المتنبي
وحتى نتمكن من تصوير لقطات تبدو خارجة عن المألوف حين أحكي عن بغداد وتبدو صورتها خلفية لي على مد البصر , صعدنا الى أعلى بنايه مقابلة لنصب التحرير في الباب الشرقي , وحتى لا يكون سياج البناية حاجزا بين الكاميرا وصورة بغداد , أمرني الأستاذ المخرج المبدع نزار شهيد الفدعم بالصعود على تانكي ماء البناية لألقي جملي وعباراتي .. بينما المصور كان واقفا أمامي على عدة براميل يتحرك عليها لتصويري مع بغداد من عدة زوايا .
كنت اشعر بالرعب من علو المكان ,, ولكن يا بغداد ,, كنا كفريق عمل نضحك ونغني لك : كله في حبك يهون .
هذه اللقطات الخارجة عن المألوف طبقناها في مكان آخر أيضا . صعدنا الى سطح عمارة أمانة بغداد في العوينة _ وأخذت صورا معك حبيبتي بغداد _ كنت أشعر بالهلع وانا اتصور نفسي أكاد أطير في الهواء من ذلك العلو الشاهق , لكني كنت سعيدة ,, وما زال منظرك من ذلك المكان , يراودني في أحلامي في ليالي غربتي الطويلة بعيدا عنك .
تلك الفترة من عام 1997 كانت فترة التهديد الأمريكي بقصف بغداد على خلفية طرد العراق لمفتشي أسلحة الدمار الشامل ,, لذلك كنا نأخذ المادة الخام التي نصورها معنا الى بيوتنا خوفا من أن تقصف الإذاعة والتلفزيون فتضيع جهودنا المضنية لتوثيق بغداد في يوم عيدها .
وبعد ان أكملنا تصوير جميع المادة الخام التي إحتجنا لها , ذهبنا الى بيت الخضيري التراثي في الباب الشرقي الذي يقابل القصر الجمهوري من جانب الرصافة من دجلة لتصوير الجلسة التي ستتحدث عن بغداد .
وفي حديقة البيت المطلة على الشط ,, أشعلنا نارا ووضعنا عليها سمك لعمل المسكوف وتخدير الشاي العراقي أبو الهيل على نار الفحم .
لبست هاشمي باذخ الجمال استعرناه من دار الأزياء العراقية وكان ضيوفي : الأستاذ حسين امين والاستاذ بهنام ابو الصوف والاستاذ ساهر القيسي والفنان سعد الأعظمي و إمام وخطيب جامع الخلفاء الشيخ جلال الحنفي .
تحدثنا عن بغداد ,, وطائرات الأواكس تحوم فوقها ,, وكنا نتوقع القصف كل لحظة خصوصا ونحن لا يفصلنا عن القصر الجمهوري غير عبور النهر .
لكن والحمد لله لم نقصف وتم عرض البرنامج في وقته .
كنت سعيدة ..... لا يوجد في الكون من هو أسعد مني وانا اقدم لمعبودتي بغداد التهنئة بيوم عيدها .
الآن وبعد انقضاء عشر سنوات على تلك اللحظات السعيدة , أدركت أن تلك التعلولة كانت لتوديعي وليس لتهنئة بغداد .
بغداد لم تقل الوداع كلاما , بل قالته أفعالا كشفت لي فيها عن كل جمالاتها , لتكون قبلة وداع , أذكرها بها الى ان اموت .
وحشتيني
وحشتيني بكثر ما خانني هذا الزمن وأكثر وحشتيني
أمانة ليش تنسيني ؟
وحشتيني

إبنتك المعذبة بالبعد عنك
ميسون

15/11/2007 يوم بغداد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. «محمد أنور» من عرض فيلم «جوازة توكسيك»: سعيد بالتجربة جدًا


.. فـرنـسـا: لـمـاذا تـغـيـب ثـقـافـة الائتلاف؟ • فرانس 24 / FR




.. الفنانة نجوى فؤاد: -أنا سعيدة جدًا... هذا تكريم عظيم-


.. ستايل توك مع شيرين حمدي - عارضة الأزياء فيفيان عوض بتعمل إيه




.. لتسليط الضوء على محنة أهل غزة.. فنانة يمنية تكرس لوحاتها لخد