الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكافآت النظام السوري

بيار صادق

2007 / 11 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


الأصولية عادت تتعمق وتنتشر وتسيطر في سوريا لا بل لم تتوقف يوما ولكن أفعالها وانعكاسات أفكارها بدأت تظهر وبشكل علني , فما هو مبرر هذا المرسوم الجمهوري فلو كان تطبيقه من تاريخ صدوره دون مفعول رجعي لقلنا واجب وحق ولكن هكذا فهو قمة التخلف والأصولية ونكران الجميل .
مرسوم أتى دون مبرر فهم منه ضربة أصولية متشددة لتوجيه نظر الدول المسيحية الغنية وصاحبة القرار وربما دول الجوار وخاصة البطريرك صفير إلى واقع حال الشعب المسيحي في سوريا ، فهو لا حول له ولا قوة ولا يقدم ولا يؤخر ولا نحسب له أي حساب ما اثبت ذلك اعتراض كافة رجالات الكهنوت المسيحي على هذا المرسوم وبشكل رسمي وكان الجواب إرسال لهم نسخة من المرسوم مما يعني باشرو في التطبيق فورا.
فهل هذه مكافأة للشعب السوري المسيحي الذي كان يقاتل جنبا إلى جنب مع بقية الطوائف ضد الانتداب الفرنسي المسيحي والذي كان أبناءه من مؤسسي الحزب الحاكم حزب البعث وهم من وقفوا إلى جانب النظام السوري العلماني المنفتح بقيادة آل الأسد لأكثر من أربعون عاما فالجميع يعلم من هم المعلمون الأوائل لآل الأسد من أوصلهم إلى الحكم وسدة الرئاسة من وقف إلى جانبهم وساعدهم .من هم المعلمون الأوائل , المستشارون , الناطقون , المفكرون , المدبرون .
وكانت هذه المكافأة,مرسوم جمهوري الغاية منه إجبار الكاهن والاكليروس المسيحي أن يؤدي خدمة العلم حتى عمر 50 عاما فهل المطلوب أن نغلق الكنائس والأديرة ونوقف التعليم والتقديس أم المطلوب هو أموالنا بدلا عن الكهنة لإعفائهم من الخدمة .
فكما هو معروف لدى الجميع ليست للطوائف المسيحية السورية أي تمويل من قبل أية جهة حكومية رسمية في الجمهورية بل إنها تمول نفسها وتصرف على كهنتها وتبني كنائسها وبالمقابل ينصرف الكاهن في خدمة كنيسته ورعيته فقط دونما الانتساب إلى حزب سياسي أو جمعية أهلية أو خيرية وإنما ينحصر عمله في الخدمة العامة للكنيسة والشعب .
أليست هذه الخدمة تساوي أضعاف مضعفة على خدمة العسكرية فالكاهن نذر نفسه طوال حياته لخدمة الله والوطن وليس لمدة عامين فقط , فهو حرم نفسه من الكثير من الأمور الحياتية الطبيعية التي يتمتع بها اصغر رجل دين من بقية الأديان علما أن اليهود في سوريا كهانا وأشخاصا معفيين من خدمة العلم .
أصلا ليس لدى الاكليروس المسيحي أية مشكلة في خدمة العلم أما أن يأتي المرسوم هكذا مع مفعول رجعي مما يسبب خسائر كبيرة للكنائس جميعها الغير ممولة من الحكومة السورية وبالتالي هي خسائر لأبناء من الشعب السوري لأنه ستقوم كل رعية من الرعايا بدفع مبلغ المستحق لإعفاء الكاهن من الخدمة فهل هذا نصيب الشعب المسيحي أن يدفع كل هذه المبالغ الطائلة , وهذه المبالغ بالمجمل تعتبر مشكلة كبيرة لأنها تحد من إمكانية تعليم وتدريس كهنة جدد وأعمار وصيانة الكنائس والأديرة فمن أين نأتي بالأموال لكل هذا وهذه الحكومة لا تبشر بالفرج للنهوض بالبلد واقتصادها المدمر .
سيدي الرئيس كيف فعلت هذا ..؟ لا يذهب من ذاكرتي مشاهدة كهنة من احد المحافظات السورية على شاشة التلفزيون يوم الاستفتاء ليقولوا : له منا وفاءا وحبا أن نعم بالدم ...وكان هذا موقف كل الشعب المسيحي في سوريا من أحب واخلص إلى الوالد قبل الابن وكله أجاب بنعم من القلب ,نعم بحب وبإيمان لعلمنة وحرية وازدهار الدولة .لا ننكر بأنه لا زالت كافة الطوائف المسيحية تمارس حريتها الكاملة بإقامة كافة النشاطات والشعائر الدينية داخل وخارج الكنيسة ولكن تحت أنظار الدولة .
كيف أتى هذا المرسوم هل هو بضغط من اللوبي الأصولي السوري الداخلي والخارجي ام هو بضغط أصولي عربي أم هو مراضاة لهم ومناغجة اللوبي اليهودي المرتعب دائما وأبدا من المسيحيين , فمنذ ظهور المسيحية اعتبر اليهود المسيحيين أعدائهم الأزليين .
فهل هذا يعني خطوة أخرى يتقدم من خلالها الرئيس بشار الأسد من مراتب الماسونية العالمية .
فزيارته الخاصة جدا إلى إنكلترا بعد استلامه الحكم رجحت الكثير من التكهنات متابعة المسيرة ضمن المحفل الماسوني التي بدأها أثناء دراسته في إنكلترا وذلك درءا للأخطار الإنكليزية المحتملة عليه وعلى سلطته في سوريا ومنذ ذلك الوقت تقف إنكلترا موقف الحياد تجاه كل الضغوط على سوريا فهي لم تشارك أو تدعم أو تدلي بأي تصريح ضد سوريا وحكم بشار الأسد. مما يؤكد هذه النظرية :
إن الملك الحسن الثاني هو رئيس المحفل الماسوني في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ,وأيضا نفس اللقب أطلق على جمال عبد الناصر,فمن هو الرئيس الفعلي ,ولكن المؤكد أن الملك الحسن الثاني هو الرئيس ومن يقرأ بين السطور يعرف صلاته ونفوذه ومقام اليهود والأوروبيين والاميركيين في المغرب ,ومن يقرأ ويبحث يعلم مدى صلات وتطابق خطوات مسيرة حافظ الأسد مع جمال عبد الناصر مما يؤكد وصول حافظ الأسد إلى مراتب عليا في الماسونية العالمية, وبنفس الخطوات فعندما كانت تتعاظم الأمور على سورية تبقى سدة الرئاسة محمية غير معرضة للخطر حتى انه قيل عن سوريا بأنها أكثر الدول التي تصغي وتطيع الغرب في الخفاء والعكس بالعلن , أما اليوم فالحكم ونظام الحكم ورجالات الحكم في سورية محمية من قبل الأوروبيين والاميركان والإسرائيليين وما يدار من كلام ومواقف وتصرفات عن معارضة خارجية وإسقاط الحكم في سورية إنما هي دعاية بحتة وزوبعة في فنجان . وكما يقول السوريون ورئيسهم اكبر دلالة على ذلك سورية الله حاميها والمقصود بذلك :
( سورية مهندس الكون الأعظم حاميها ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد