الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر انابوليس بين الوهم وأولوية الوحدة الداخلية

زياد اللهاليه

2007 / 11 / 15
القضية الفلسطينية


تمر علينا في هذه الأيام ذكري استشهاد القائد ابو عمار الذي دفع حياته ثمن التمسك بالثوابت الفلسطينية وعدم التوقيع على أي مكتسب بأي ثمن , دفع حياته ثمن مرحلة مخاض سياسي عسير مع الاحتلال لم تثمر الا عن سحب القضية الفلسطينية من الامم المتحدة والشرعية الدولية ووضعها على طاولة وشرعية الولايات المتحدة ، دفع حياته ثمن مرحلة من التفاوض على وهم اسمه السلام ( سلام الشجعان ) وعلى نفق اسمه نفق أسلو وعلى أنفاق أسس لها الشهيد وأدخلنا وادخل القضية الفلسطينية فيها وما زال الشعب الفلسطيني يدفع الفاتورة والضريبة .
ولكن من محاسن وسمات وصفات الشهيد انه كان يجمع تحت كوفيته كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني بكافة مشاربها وانتماءاتها وتوجهاتها ومن محاسنه انه اكتشف متأخرا عقم وسقم العملية السياسية مع الاحتلال حينما عاد من كامب ديفد وقال من أمام سجنه في المقاطعة وبلغته المعهودة ( يا جماعة هذول ما بدهم سلام ) نعم هذا الواقع وهذه الحقيقة التي يعلمها الجميع وندركها جيدا ولكن يبدو ان هواة وحمائم السلام تريد ان تتجاهل هذه الحقيقة وتغمض عينيها بالرغم من ان السيد محمود عباس مهندس تلك الاتفاقيات التي داستها الدبابات الاسرائيلة حينما اجتاحت مناطق السلطة وقصفت ودمرت كل شئ وحاصرت ابو عمار وقتلته فيما بعد , والسيد أبو مازن هو الوحيد الذي يدرك هذه الحقيقة جيدا ولكنه مصمم أكثر من أي وقت مضى على الاستمرار في المسير في هذا النفق المظلم الذي عمق الانقسام في الساحة الفلسطينية
اعتقد انه أجدى بالرئيس أبو مازن عقد مؤتمر وطني فلسطيني يعيد اللحمة والوحدة الوطنية الى الشعب الفلسطيني بدل من الركض خلف أوهام السلام او مؤتمرات يراد منها الاستسلام , اعتقد اننا أحوج في هذه المرحلة إلى إعادة وترتيب البيت الفلسطيني من الداخل وإعادة وحدة وترابط جغرافية الوطن بدل التمزق والشرذمة والخلاف حول شرعيات كلها شرعية , إننا بحاجة إلى تعزيز ثقافة الحوار الداخلي بدل ثقافة الإقصاء والتهميش , اعتقد إننا بحاجة إلى حوار وطني ديمقراطي قائم على تقديم المصلحة الوطنية فوق المصالح الحزبية والفئوية ووضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار , إننا بحاجة إلى توافق فلسطيني كما توافقنا على وثيقة الأسري , اعتقد إننا لم نكن اضعف في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني كما نحن عليه الآن وهنا اتسائل كيف سيذهب الرئيس ابو مازن للتفاوض مع الإسرائيليين وهو بهذا الضعف وعدم سيطرته على جزء من أصيل من الوطن ؟ ان اردنا الذهاب الى المفاوضات يجب ان نكون موحدين ونمتلك البرنامج السياسي والرؤية الواضحة ومتمسكين بالثوابت الوطنية ومن وراءنا كل الشعب الفلسطيني حينها نستطيع ان نحقق شئ .
ان الفلسطينيين مطالبين الآن أكثر من أي وقت مضى الي إعادة القضية الفلسطينية إلى وهجها وبريقها وإعادة الملف الفلسطيني الى هيئة الأمم المتحدة مستندين الى قرارات الشرعية الدولية بدل الاتفاقات والتسويات الجزئية الهادفة الي النيل من الحقوق الوطنية والنيل من القضية الفلسطينية وتصفيتها والالتفاف على الشرعية الدولية , والتمسك بخيار المقاومة كحق شرعي ومكفول وهو الطريق الوحيد الذي سيعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في غياب الشرعيات الدولية .
ولكن في ظل هذا الوضع الداخلي والعالمي يجب على الجميع ان يدرك جيدا عقم مسار التسوية في المنطقة في ظل غياب الشرعية الدولية وأحادية القطب الأوحد في العالم لصالح الامبريالية الأمريكية وموازين القوي المختلة في المنطقة والعالم والموقف الرسمي العالمي الداعم للاحتلال وغياب الدور الأوروبي الفاعل والمساند للولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل وتهميش دور الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية ووضعها تحت الوصاية الامبريالية .
يجب علينا كفلسطينيين وكعرب ان ندرك جيدا حقيقة ساطعة وواضحة وهي عدم جاهزية الكيان الصهيوني لتقديم فاتورة استحقاق السلام الحقيقي في المنطقة لا على المستوى النفسي والأخلاقي ولا على المستوى السياسي والاجتماعي والديني لاعتبارات عديدة أهمها التفوق العسكري والتكنولوجي الإسرائيلي مما يعزز من هيمنتها على المنطقة وهيمنة وتأثير اللوبي الصهيوني في السياسة العالمية وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية وهيمنة اليمين المتطرف على المؤسسة السياسية وارتباط الدولة العبرية بنصوص توراتية لا تؤمن إلا بيهودية الدولة العبرية وهذا يتعارض مع حق العودة للاجئين وعدم القدرة على استيعاب الآخر وعقدة الخوف من المستقبل والخوف من أي كيان فلسطيني مستقبلي قد يتحول الي قوة تقتلع كيانهم من الجذور وهذا ما يجعل إسرائيل تطالب دائما بحماية أمنها , وبناءا على ذالك لا يمكن لإسرائيل ان تقدم أكثر مما قدمه أيهود براك في كامب ديفيد وتحديدا في الحد الأدنى من الثوابت الفلسطينية وهذا أقصى ما يمكن ان يقدمه الاحتلال وغير ذلك يعتبر إلغاء ليهودية الدولة العبرية , اما حكومة ايهود اولمرت فهي اضعف واوهن من ان تقدم على تقديم أي تنازل في الحدود الدنيا من الثوابت الفلسطينية بسبب ضعفها وهي اضعف حكومة في تاريخ الكيان الصهيوني وعدم امتلاكها الأغلبية البرلمانية في الكنيست وهزيمتها العسكرية النكراء في تموز من العام 2006 في لبنان وفضائح رئيسها اولمرت وقيادته في فضائح مالية وجنسية , فعلى ماذا تستند هذه الحكومة حتى تتخذ قرارات مصيرية ؟؟
فيما الجانب الأهم في المعادلة وهو الجانب الفلسطيني اعتقد انه أخطأ حينما قرر الذهاب إلى مؤتمر انابوليس دون وجود جدول أعمال للمؤتمر ولا يعرف الأسس والقرارات التي سيستند عليها المؤتمر وما هي القضايا التي سيتم التفاوض عليها ؟ وما هي صلاحيات وحدود هذا المؤتمر ؟ ولا يوجد تعهد أمريكي وإسرائيلي بجدول زمني يلزم إسرائيل على الانسحاب في حال التوصل إلى اتفاق سلام ولماذا لم يتم توزيع الدعوات الى هذه ألاحظه ؟ وأين الرباعية الدولية وروسيا وهيئة الأمم المتحدة ؟ كلها أسئلة بحاجة إلى أجوبة وهي دليل قاطع على فشل وعقم هذا المؤتمر .

ولكن هناك مصلحة إسرائيلية وأمريكية في انعقاد هذا المؤتمر انها تريد من هذا المؤتمر او اللقاء سميه كما شئت احتفال بروتوكولي تهدف إسرائيل منة تطبيع عربي كامل قبل الدخول في مفاوضات رسمية والبدء في تنفيذ خطة الطريق وتحديدا الجانب الأمني منها وترحيل القضايا الرئيسية القدس واللاجئين والحدود إلى مرحلة أخري يتم الاتفاق عليها فيما بعد والتفاوض على دولة ذات حدود مؤقتة وهذا يرجعنا إلى المربع الأول لنبدأ من الصفر.
اما الجانب الأمريكي فهو اعجز من يفرض حلول على الجانب الإسرائيلي بسبب سيطرة اللوبي الصهيوني على الإدارة الأمريكية الحالية والفشل العسكري الذريع في العراق وأفغانستان وفشل الحرب على الإرهاب والسقوط الشعبي الكبير للإدارة الأمريكية الحالية ولشخص بوش إضافة انه يريد التحضير لضربة عسكرية لإيران وتدمير القدرة النووية الإيرانية قبل مغادرة البيت الأبيض ليريح الكيان الإسرائيلي من الكابوس الذي يؤرقه وهذا بحاجة إلى مباركة ودعم وتأييد عربي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -محاولة لاغتيال زيلينسكي-.. الأمن الأوكراني يتهم روسيا بتجني


.. تامر أبو موسى.. طالب بجامعة الأزهر بغزة يناقش رسالة ماجستير




.. مشهد تمثيلي في المغرب يحاكي معاناة أهالي غزة خلال العدوان


.. البرازيل قبل الفيضانات وبعدها.. لقطات تظهر حجم الكارثة




.. ستورمي دانييلز تدلي بشهادتها في محاكمة ترمب