الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحليل سياسي: لبنان و المرحلة الصعبة في اتخاذ القرار

قاسم محمد عثمان

2007 / 11 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لم يوقف التصعيد السياسي الاندفاع الداخلي والخارجي لتمرير الاستحقاق الرئاسي كمدخل لمعالجة

القضايا الخلافية وجعل التوافق يرتكز على أسس ثابتة من التوحد والعمل بإرادة مشتركة من أجل حاضر الوطن ومستقبله وانتشاله من حمأة الخلاف والتباعد، ويجد الجميع أنفسهم أمام واجب يستحيل التفريط به لأن أي تصرف معاكس لهذا التوجه ينسحب سلباً على البلد بشرائحه الاجتماعية ومقومات بقائه بطابعه المميز·
وترى أوساط سياسية أن حدة التجاذب لا تعني قطع الطريق على إتمام الاستحقاق في الجلسة المقبلة والمتفق عليها بما يؤكد على نجاحها في الوصول الى ما يرجوه المخلصون فلا يكون هناك فراغ ولا تهديد بحكومتين أو غرق في مستنقع أشد خطورة وربما استحالة في تدارك تداعياته ولا تهديد بحكومتين تشرذمان البلد وأبنائه وتضعهم امام المجهول المخيف·

وتواصل المشاورات والاجتماعات القريبة من الاضواء والبعيدة منها يعني التصميم على تعبيد طريق الى جلسة الحادي والعشرين من الحالي فلا تنقضي المهلة الدستورية إلا ويكون للبنان رئيس جديد للجمهورية متفق عليه من حيث مرونته وقدرته على تقريب وجهات النظر وإزالة التباعد ليكون الكل الى جانبه عاملين مجدين في سبيل طي صفحة الازمة واستقبال حياة جديدة من العمل المشترك وطنياً واجتماعياً تعزيزاً للصمود في مواجهة التحديات ولا سيما ما ينتظر هبوبه على المنطقة من عواصف تبدو نذرها غير خفية بفعل ما هو سائد من مواقف متعارضة بشكل حاد·

وإذا كان الاسبوع الحالي ضاغطاً بقوة على الاطراف المعنية فإنه يدفع الى جهود غير عادية لمنع هذه الفرصة من الضياع حيث تشهد بكركي نشاطاً غير عادي لاستمزاج الآراء وبلورة المواقف ومن ثم الاتفاق على لائحة اسماء مرشحة للمركز الاول في الدولة ورفعها الى المعنيين لانتخاب احدها بغالبية الاصوات، ويستطيع البطريرك صفير بما له من وزن واعتبار وتقدير حسم الموقف بما يقرب ولا يباعد· وهو ليس محرجاً كما يقال وقد تلقف ما يوصف بكرة النار لإطفائها وردها الى من يملك اتخاذ القرار النهائي·

كذلك فإن باريس بثقة عربية ودولية تضاعف من تحركها لإنجاح مبادرة تحظى بموافقة اقليمية ودولية لا سيما ممن يملكون التآثير الايجابي على مجريات الحوادث في مرحلة مليئة بالاحتمالات الى حد التلويح بقرع طبول الحرب وإن كانت شبه مستحيلة في مثل الاوضاع التي يعاني منها أولئك الذين يفتعلون المشاكل ويتسببون بالمآسي على أرض الغير بذرائع مختلفة، وتقع عودة وزير الخارجية الفرنسي الى بيروت في إطار ما حققه موفدا الرئيس ساركوزي من تقدم على طريق التوافق بين الزعماء اللبنانيين وقد أنجزا ما يشجع على تتويج المهمة بانتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية المتاحة·

وما هو ثابت أن لبنان لن يترك على حافة الانزلاق الى ما يسمى بالفوضى فالاهتمام الواسع وغير المسبوق به وبأوضاعه هو نتيجة التصميم على عودته الى حالة طبيعية تتيح التفاهم على مواضيع الخلاف وهي ليست مستعصية على الحل عندما تخلص النيات و ويكون الخلاص للوطن والنأي به عن سياسة المحاور أو ترك ساحته مفتوحة لصراعات الآخرين عليها وقد جاء إرجاء جلسة أمس، ليرخي الاعصاب المشدودة ويفسح في المجال لإنجاح المساعي المبذولة، وربما كان التصعيد السياسي في غضون هذه الايام القليلة فتحاً للعيون على ما يمكن أن يحدث من اخطار ليتم تداركها بسرعة والاتفاق على المخرج المناسب من دوامة الأزمة·

والعامل الاقوى في ترتيب الوضع الداخلي هو الخوف من فوضى تختلط فيها الاوراق ويصبح من الصعوبة بمكان مواجهة التحديات وما يعد للمنطقة ككل في إطار الدعوة الى اجتماع أنابوليس في واشنطن وهو لن يكون في ظل الفوضى والبعد عن جدول يحدد المطالب بدقة تحقيقاً لسلام عادل وشامل في الشرق الاوسط·










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا