الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من‮ »‬جسر المحبة‮« ‬إلى سكك التواصل

عبد الرزاق الصافي

2007 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


أعلن الدكتور رمزي‮ ‬العصار،‮ ‬كبير مهندسي‮ ‬النقل في‮ ‬البنك الدولي،‮ ‬في‮ ‬نهاية اكتوبر‮ »‬تشرين الاول‮« ‬الماضي،‮ ‬ان دول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬بدأت بوضع‮ »‬دراسة جدوى مد شبكة سكك حديدية محاذية للسواحل بطول‮ ‬يصل الى الف كيلو متر‮«‬،‮ ‬ويؤمل ان تستغرق الدراسة المذكورة مدة عام كامل‮.‬
وتتمثل الاهداف الاساسية للمشروع في‮ ‬تسهيل روابط النقل وتكاملها بين دول المجلس،‮ ‬ومن فوائد المشروع ايضا تحسين التجارة البيئية،‮ ‬ودفع النمو الاقتصادي،‮ ‬واضافة وسيلة نقل آمنة بيئيا،‮ ‬لنقل الركاب والبضائع وتوفير فرص عمل ودعم الصناعات المحلية وتعزيز التعاون الاقليمي‮ ‬والتكامل بين اعضاء المجلس‮.‬
عاد بي‮ ‬هذا الخبر المفرح إلى خبر آخر قبل حوالي‮ ‬السنة والنصف،‮ ‬يوم جرى الاعلان عن الاتفاق على بناء جسر باسم‮ »‬جسر المحبة‮« ‬بين قطر والبحرين،‮ ‬تناولته بالتعليق‮ ‬يوم الثلاثاء المصادف ‮٠٢ ‬يونيو ‮٦٠٠٢.‬
وقلت‮ ‬يومها مرحبا بالاتفاق‮ »‬ان الدول العربية كلها بحاجة الى‮ (‬جسور محبة‮) ‬من مختلف الانواع لتعزيز العلاقات الاخوية بين شعوبها،‮ ‬وتقوية اواصر المحبة والتضامن،‮ ‬جسور فوق المياه وسكك حديد وطرق ممهدة وحدود مفتوحة للتبادل التجاري‮ ‬والسياحة والزيارات الودية المتبادلة وطلب العلم‮«.‬
فكم هو جميل ان‮ ‬يكون هناك جسر للمحبة هو خط سكة حديد‮ ‬يربط اللاذقية في‮ ‬سوريا ببغداد والبصرة ويمتد الى الخليج‮. ‬وكم هو جميل ان ترتبط حلب الشهباء بالموصل في‮ ‬العراق مباشرة،‮ ‬وليس عبر الاراضي‮ ‬التركية،‮ ‬وترتبط العقبة الاردنية ببغداد والبصرة والخليج‮. ‬وكم هو جميل ان‮ ‬ينتهي‮ ‬النزاع بين الجزائر والمغرب بـ‮ »‬جسر محبة‮« ‬قوامه التفاهم والود وحل مشكلة الصحراء الغربية بما‮ ‬يرضي‮ ‬جميع الاطراف ويراعي‮ ‬مصالح شعوب المنطقة‮.‬
ولا شك ان‮ »‬جسر المحبة‮« ‬المذكور،‮ ‬والشروع بدراسة الجدوى الاقتصادية لانشاء خط سكك الحديد الذي‮ ‬يربط دول مجلس التعاون الخليجي،‮ ‬وقبل هذا وذاك الجسر الذي‮ ‬يربط المملكة العربية السعودية بالبحرين،‮ ‬انما هي‮ ‬ثمار ايجابية للسياسة التي‮ ‬تنتهجها دول هذا المجلس،‮ ‬الذي‮ ‬شكل التجربة الوحيدة الناجحة بين التجارب‮ »‬الوحدوية‮«‬،‮ ‬التي‮ ‬اقيمت بين الدول العربية،‮ ‬على مدى الخمسين عاما المنصرمة تقريباً،‮ ‬بدءاً‮ ‬بالوحدة المصرية السورية في‮ ‬فبراير ‮٨٥٩١‬،‮ ‬مرورا بـ‮ »‬الاتحاد الفيدرالي‮ ‬بين الجمهورية العربية المتحدة واليمن،‮ ‬والوحدة الثلاثية بين العراق وسوريا ومصر في‮ ‬اعقاب انقلاب الثامن من فبراير ‮٣٦٩١ ‬في‮ ‬العراق،‮ ‬وانقلاب الثامن من مارس ‮٣٦٩١ ‬في‮ ‬سوريا‮« ‬تلك الوحدة التي‮ ‬اجهضت قبل ان تولد،‮ ‬و»مجلس التضامن العربي‮« ‬الذي‮ ‬ضم العراق والاردن ومصر واليمن،‮ ‬و»اتحاد دول المغرب العربي‮«‬،‮ ‬الذي‮ ‬سرعان ما انتكس‮. ‬ناهيك عن الوحدات الارتجالية،‮ ‬اذ كانت فقاعات سياسية لا اكثر ولا اقل‮.‬
ان اساس استمرار‮ »‬مجلس التعاون الخليجي‮«‬،‮ ‬ونجاحاته‮ ‬يتمثل في‮ ‬مراعاة الظروف الموضوعية ومصالح كل طرف من اطرافه وخصوصياته،‮ ‬ووضع اهداف قابلة للتحقيق تقتنع بها كل هذه الاطراف،‮ ‬رغم الفوارق المحتملة بين هذا البلد او ذاك في‮ ‬هذه القضية او تلك‮.‬
ولا‮ ‬يفوتني،‮ ‬في‮ ‬هذا السياق ان اشير الى القرار الجريء الذي‮ ‬اتخذه المجلس قبل اكثر من سنة،‮ ‬الذي‮ ‬يقضي‮ ‬بتوحيد عملات دولة في‮ ‬عملة واحدة،‮ ‬على‮ ‬غرار اليورو الذي‮ ‬اعتمدته‮ ‬غالبية دول الاتحاد الاوروبي‮ ‬منذ سنوات،‮ ‬وكانت خطوة كبرى في‮ ‬مجال التعاون والاتحاد في‮ ‬ما بينها‮.‬
وكان مجلس التعاون الخليجي‮ ‬قد حدد العام ‮٠١٠٢ ‬موعدا لتنفيذ القرار‮. ‬وقد شكك البعض،‮ ‬في‮ ‬حينه،‮ ‬في‮ ‬امكان تنفيذ القرار‮ - ‬توحيد العملة‮ - ‬في‮ ‬الحيز الزمني‮ ‬الذي‮ ‬يفصلنا عن العام ‮٠١٠٢. ‬وسواء تحقق هذا الهدف في‮ ٠١٠٢ ‬او ‮٥١٠٢ ‬او بعدها،‮ ‬فانه سيظل انجازا كبيرا لـ‮ »‬مجلس التعاون الخليجي‮« ‬ودوله الست‮.‬
ولا أحسب انه من نافل القول الاشارة الى ما سبق ان طرحته في‮ ‬صيف العام الماضي،‮ ‬من ضرورة التفكير،‮ ‬منذ الآن،‮ ‬في‮ ‬توسيع‮ »‬مجلس التعاون الخليجي‮«‬،‮ ‬والسعي‮ ‬لانضمام العراق اليه،‮ ‬بعد خلاصه من الاوضاع المأساوية التي‮ ‬يعيشها الآن،‮ ‬هذه الاوضاع التي‮ ‬لا‮ ‬يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية،‮ ‬والتي‮ ‬تستدعي‮ ‬من دول‮ »‬مجلس التعاون الخليجي‮« ‬بذل جهود جدية مضاعفة لمعاونة الشعب العراقي‮ ‬للخروج من محنته،‮ ‬وعودة الامن والاستقرار الى ربوعه‮. ‬وهو امر ليس في‮ ‬صالح الشعب العراقي‮ ‬فحسب،‮ ‬بل وفي‮ ‬صالح دول الجوار والمنطقة ككل ايضا‮.‬
ولذا حبذا لو كانت دراسة جدوى مد شبكة السكك الحديدية المحاذية للسواحل في‮ ‬الخليج،‮ ‬تشمل‮ - ‬اي‮ ‬الدراسة‮ - ‬جدوى ربط هذه الشبكة،‮ ‬مستقبلا،‮ ‬بسكة حديد البصرة بغداد‮ - ‬الموصل‮ - ‬اسطنبول‮. ‬والتفكير جديا بربطها بدمشق واللاذقية على البحر الابيض المتوسط،‮ ‬ذلك ان خطوات عملية من هذا النوع اجدى،‮ ‬الف مرة،‮ ‬من الحديث عن‮ »‬وحدة عربية من المحيط الى الخليج‮« ‬غير قابلة للتحقيق في‮ ‬الافق المنظور،‮ ‬ان لم‮ ‬يكن مطلقا










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة الصدر للسياسة تقترب.. كيف تلقى دعما من السستاني؟ | #الت


.. تونس..مظاهرة تطالب بتحديد موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية|#غ




.. الهجوم الإسرائيلي على رفح وضع العلاقات المصرية الإسرائيلية ع


.. تحقيق إسرائيلي يوثّق انتحار 10 ضباط وجنود منذ بدء الحرب




.. قوات الاحتلال تطلق قذائف على صيادين في البحر